رئيس الدولة ورئيس وزراء المجر يؤكدان على ترسيخ أسس الاستقرار والسلام في العالم
الكاميرون على مفترق طرق مع اقتراب الانتخابات الرئاسية
تشهد الكاميرون توتراً سياسياً وأمنياً متصاعداً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 أكتوبر- تشرين الأول المقبل، في ظل رفض المجلس الدستوري ترشح موريس كامتو، أبرز منافسي الرئيس الحالي بول بيا.
ويثير هذا القرار مخاوف واسعة لدى المعارضة، التي كانت تأمل أن تشكل هذه الانتخابات فرصة حقيقية لإحداث تغيير سياسي في البلاد، خصوصاً مع الوضع الصحي المتدهور للرئيس بيا، الذي يتولى مقاليد الحكم منذ عام 1982 حتى اليوم، ما يضاعف المخاطر المرتبطة بإمكانية حدوث فراغ سياسي أو اضطرابات محتملة. وتتزامن هذه المخاوف مع الوضع الأمني المضطرب في منطقة غرب إفريقيا، حيث تتصاعد الهجمات التي تشنها الجماعات المسلحة سواء المتطرفة أو المتمردة في دول مثل النيجر وبوركينا فاسو ومالي، ما يزيد تعقيد المشهد السياسي في الكاميرون. وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي الكاميروني، ماتياس مبيبي، أن «المخاوف التي عبّرت عنها الأحزاب السياسية والشخصيات المستقلة في البلاد مشروعة للغاية، خاصة في ظل تعنّت الرئيس الحالي وتمسكه بالسلطة رغم وضعه الصحي الصعب، وانفراده بالحكم عقودًا طويلة».
وأضاف مبيبي، في تصريح خاص لـ»إرم نيوز»، أن «البلاد شهدت في الأيام القليلة الماضية هجمات نفذتها جماعات إرهابية، والانقسام السياسي ومحاولة إقحام أجهزة الدولة ومؤسساتها الدستورية والأمنية في الأزمة تجعل الجماعات المتطرفة تسعى إلى استغلال الوضع لتعزيز نفوذها، وهو أمر شديد الخطورة على استقرار الكاميرون».
وشدد على أن «مثل هذه التطورات كان ينبغي أن تدفع الرئيس بيا إلى إعادة تقييم حساباته، فالسلطة ليست هدفاً في حد ذاتها، بل الحفاظ على الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني للبلاد».
توتر سياسي
منذ وصوله إلى السلطة، أثار الرئيس بيا جدلاً واسعاً من خلال إقرار دستور جديد في عام 2008 ألغى تحديد عدد الولايات الرئاسية إلى اثنتين، وحصر جميع الصلاحيات بيده عبر إلغاء منصب رئيس الوزراء ومنحه صلاحية تعيين الوزراء والإشراف عليهم وإقالتهم. وفي هذا الإطار، يرى المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية، قاسم كايتا، أن الانتخابات الرئاسية المقبلة «تضع الكاميرون أمام مفترق طرق حقيقي». مضيفاً أن «الرئيس بول بيا الأوفر حظاً للفوز بولاية ثامنة، لكن من غير الواضح كيف ستكون ردة فعل المعارضة والشارع على الرغم من تشديد قبضته الأمنية». وأشار كايتا، في حديث لـ»إرم نيوز»، أن البلاد شهدت في الأسابيع الماضية احتجاجات متفرقة، بما في ذلك من أنصار سابقين للنظام، ما يجعل المشهد السياسي ضبابياً وغير مستقر، ويؤكد حجم التحديات الكبيرة التي تواجه الكاميرون في هذا الاستحقاق الرئاسي الحاسم.