تعزيزاً للتعاون العربي في مجال أدب الطفل
المجلس الإماراتي لكتب اليافعين يستضيف نظيره المصري في مهرجان الشارقة القرائي للطفل 2025
يواصل المجلس الإماراتي لكتب اليافعين ترسيخ دوره في بناء جسور التواصل الثقافي بين الشعوب، من خلال استضافة المجلس المصري لكتب الأطفال، ضيف شرف الدورة السادسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي يتواصل حتى مساء الرابع من مايو في مركز إكسبو الشارقة.
وتُجسد هذه الاستضافة محطة جديدة في مسار التعاون العربي ضمن قطاع أدب الطفل، حيث يستعرض المجلس المصري، الذي يُعد أحد الفروع النشطة للمجلس الدولي لكتب اليافعين، تجاربه وبرامجه التي تهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة وتطوير صناعة كتاب الطفل في مصر، عبر جناحه المشترك مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، إلى جانب تنظيم سلسلة من الجلسات والفعاليات التي تجمع القراء الصغار مع نخبة من الكُتّاب والرسامين.
ويضم وفد المجلس المصري لكتب الأطفال كلاً من د. إبراهيم شلبي، الكاتب البارز في أدب اليافعين وصاحب الروايات الإنسانية التي لامست قضايا الهوية والوطن والمراهقة، والرسام محمد وهبة، الذي يتميّز بأسلوبه الفني المستلهم من المانغا والمشاهد الحياتية المصرية ذات الطابع البانورامي، إضافة إلى الحكواتي المبدع هيثم شكري، الذي جمع بين فن الحكي والفنون الأدائية لتعزيز حب القراءة، ود. نادية الخولي، رئيسة المجلس، وأستاذة الأدب الإنجليزي بجامعة القاهرة، التي تُعد من أبرز الأصوات المدافعة عن تمكين الأجيال الجديدة من خلال الأدب.
وقالت مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين: “نحن سعداء باستضافة المجلس المصري لكتب الأطفال، بما يمثله من عمق ثقافي وتجربة غنية في أدب الطفل، وبما يعكس التزامنا في المجلس بتوسيع دائرة التعاون الإقليمي والدولي مع الجهات الفاعلة في نشر القراءة. ونؤمن أن الأدب وسيلة حقيقية لبناء جسور التفاهم، واستضافة ضيوفنا من مصر تأتي امتداداً لهذا الإيمان، وتعكس روح التعدد والانفتاح التي تميّز دولة الإمارات».وأضافت: “نحرص من خلال هذه الاستضافة على تعريف جمهور مهرجان الشارقة القرائي للطفل بنماذج وخبرات فنية وأدبية مختلفة، وتوفير منصة تفاعلية لكتّابنا ورسامينا للتعلّم من نظرائهم، في الوقت الذي نتيح فيه للضيوف الاطلاع على الحراك الثقافي المتنامي في دولة الإمارات، وخاصة في مجال أدب الطفل، وتمكين المؤلفين والرسامين الضيوف من التواصل مع جمهورهم الكبير من زوار المهرجان».
من جهتها، قالت الدكتورة نادية الخولي: “يشرّفنا أن نكون ضيف الشرف هذه النسخة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، وتمثل مشاركتنا امتداداً لمساعينا في المجلس المصري لكتب الأطفال إلى تعزيز حضور أدب الطفل المصري عربياً ودولياً، وتسليط الضوء على القيم التربوية والجمالية التي تحملها كتبنا ومبادراتنا، إلى جانب التعريف بأهم المبدعين المصريين العاملين في هذا المجال».
وأضافت: “ننظر لهذه الاستضافة كاستمرار لتعاون طويل الأمد بين المجلسين المصري والإماراتي، يشمل تبادل الخبرات، وتنظيم الفعاليات المشتركة، وتطوير برامج تعليمية ومجتمعية تعزز من دور الكتاب في بناء وعي الأجيال الجديدة. كما أنها فرصة ليتعرّف جمهور المهرجان على كنوز ثقافية وفنية تشكّل جزءاً من هوية مصر الحديثة، والتي نعتز بمشاركتها من خلال كُتّاب ورسامين يحملون رسائل إنسانية عابرة للحدود».
ويتضمن برنامج الاستضافة سلسلة من الفعاليات اليومية التي يقدّمها أعضاء وفد المجلس المصري، بما في ذلك القراءات القصصية، والورش الفنية، إلى جانب لقاءات مع ممثلي جمعية الناشرين الإماراتيين ووكالة الشارقة الدولية للحقوق الأدبية و”مجموعة كلمات” و”مؤسسة كلمات” لبحث مجالات التعاون الممكنة، كما سيقوم الوفد المصري بزيارة كل من بيت المكتبة، ومكتبة الشارقة العامة، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب.
وشهدت مسيرة التعاون بين المجلسين الإماراتي والمصري محطة مميّزة مطلع هذا العام خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث نُفذت سلسلة من الزيارات الثقافية المشتركة إلى مكتبة الإسكندرية، ومستشفى سرطان الأطفال، وعدد من المراكز الثقافية والمدارس في القاهرة. وتخللت هذه الزيارات جلسات قرائية وفعاليات ترفيهية أدخلت الفرح إلى قلوب الأطفال، ورسّخت قيمة القراءة بينهم. وفي تلك الزيارات، حرص الفريقان على دمج القراءة بالترفيه والدعم النفسي، من خلال تقديم مئات الكتب كهدايا للأطفال ضمن مبادرة “كان ياما كان”، في مبادرة تجسد الإيمان العميق بقدرة الكتاب على صناعة التغيير وبناء الأمل في نفوس الأجيال الجديدة.