الهند لن تراجع سياستها مع روسيا من أجل أمريكا

الهند لن تراجع سياستها مع روسيا من أجل أمريكا


أكد الصحفي الروسي فلاديمير سكوسيريف أن نيودلهي لن ترضخ للضغوطات الأمريكية لدفعها للتخلي عن شراء النفط والسلاح من روسيا، مشيراً إلى أن الهند لن تنتقل من السفينة الروسية إلى أخرى أمريكية.
وكتب سكوسيريف، لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، عبر الإنترنت، عن الأحداث في أوكرانيا وعواقبها على سوق المواد الغذائية، وموارد الطاقة العالمية، لإقناع الهند بالتخلي عن حيادها، ودعم الغرب.

واعتبر بايدن أن الهند غير حازمة بما يكفي مع روسيا، مؤكداً أن واشنطن ستواصل حملة الضغط هذه عندما يجتمع وزراء خارجية ودفاع البلدين في واشنطن.
ولكن، بناءً على تصريحات المسؤولين والخبراء الهنود السابقين، لن تتراجع نيودلهي عن سياستها.
اشترت الهند، بعدما أغرتها الخصومات الكبيرة على النفط الروسي نتيجة العقوبات، ما لا يقل عن 13 مليون برميل من النفط منذ نهاية فبراير (شباط) الماضي.
وبخلاف الأعضاء الآخرين في الرباعية، التي تضمّ الولايات المتحدة، واليابان، وأستراليا، والهند، تبقى نيودلهي مترددة في موقفها من الحرب الروسية على أوكرانيا، ولم تفرض عقوبات عليها.

وعزا المحللون سلوك الهند مع روسيا، إلى أن موسكو أصبحت منذ فترة طويلة أكبر مورد للأسلحة إلى الهند، رغم ارتفاع مشتريات نيودلهي من الولايات المتحدة في العقد الماضي.
كما أن من المهم للهند أن تواجه الصين القوية، وتُعتبر الأسلحة الروسية الأفضل سعراً مقارنة مع المعدات الأمريكية.

ذكرت الصحيفة الهندية "MINT" أن نائب وزير الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، حاولت، قبل المسؤولين الأمريكيين الآخرين، ثني الهند عن التعاون العسكري مع روسيا، لكن قيل لها إن البدائل الأمريكية للأسلحة الروسية باهظة الثمن.
وأضافت الصحيفة أن الهند أوضحت أنها لا تميل على الإطلاق إلى التنصل من علاقاتها مع روسيا لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.
وعلى صعيد الطاقة، أشارت نيودلهي أيضاً إلى أنها ترفض تسييس المعاملات الشرعية بين روسيا والهند.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية أريندام باجشي: "ينصب تركيزنا على الحفاظ على العلاقات الاقتصادية مع روسيا واستقرارها".
ويحظى الموقف الرسمي لنيودلهي بدعم عدد من الدبلوماسيين الهنود السابقين.

وفي الإطار، أعرب الدبلوماسي الهندي تلميذ أحمد، عن غضبه من التهديدات الأمريكية. بدوره، كتب ناندان أونيكريشنان، الزميل الفخري في مؤسسة أوبزرفر للأبحاث المؤثرة، أن الحكومة الهندية لا تفكر، ولو للحظة، في "الانتقال من سفينة روسية إلى سفينة أمريكية".