سباق الإليزيه في المنعرج:

بعد ترامب في الولايات المتحدة، زمور في فرنسا...؟

بعد ترامب في الولايات المتحدة، زمور في فرنسا...؟

• إنه جزء من تيار أيديولوجي تزداد أهميته في المشهد السياسي الفرنسي
• برنامج زمور، ولا سيما طموحه في القضاء على الهجرة، يضعه بوضوح شديد في أقصى اليمين
• تمامًا مثل دونالد ترامب، لا يبدو أن الدعاوى القضائية المختلفة تضرّ بزمور سياسيًا
• بأثر غير رجعي، يقترح أريك زمور في برنامجه حظر أي اسم أول لا يبدو فرنسيًا


يمكن لقاعدة إعلامية دفع الحياة السياسية. بعد دونالد ترامب في الولايات المتحدة، يجرّب إريك زمور حظه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية.
جمع إريك زمور، المرشح المُعلن منذ 30 نوفمبر 2021، في الأول من مارس 500 رعاية من المسؤولين المنتخبين والبرلمانيين المحليين اللازمة لإضفاء الطابع الرسمي على ترشّحه.

مسيرة في الإعلام
يبلغ من العمر 63 عامًا، صنع زمور لنفسه اسمًا لأول مرة كصحفي في القسم السياسي في لو فيغارو.    ثم شارك، ككرونيكور، في برامج مختلفة، منها "نحن لم ننم بعد" (فرانس 2) وفي مواجهة الأخبار (سي نيوز).   أخيرًا، قام بتأليف العديد من البحوث والروايات، منها الجنس الأول، والانتحار الفرنسي، وفرنسا لم تقل كلمتها الأخيرة.
   بالنسبة لجــــــوليان توراي، الباحث المقيم في كـــــرسي راؤول داندوراند، والمتخصص في الانتخابات الفرنسية، فإن بناء علامته التجارية في نوعين من الصور يفسر رسوخه القوي في الرأي العام.
"الصورة الأولى هي صورة المثقف، ليس دائمًا صارمًا جدًا في استخدامه للأرقام والبيانات، ولكنه يمكن أن يغذي فكرة ما عن فرنسا والرهانات الاجتماعية والسياسية داخل التيارات السياسية التي توصف بالمحافظة".
   والثاني هو المجادل، سواء على سي نيوز أو، قبل ذلك، ككرونيكور في لم ننم بعد. صورة المجادل هذه، قدمته على أنه مناظر ماهر وشرس لا يتردد في 'مهاجمة' الفكر السائد"، يضيف جوليان توراي.

مجادل مثير للجدل
   أدين بالتمييز العنصري والتحريض على الكراهية العنصرية في 2011 و2018، ولا تزال عدة قضايا تخصه قيد النظر.
   خلال "المؤتمر اليميني" لعام 2019، وهو اجتماع عام نظمه مقرّبون من ماريون ماريشال لوبان، ادعى إريك زمور أن المسلمين الفرنسيين انتقلوا من مستعمر إلى مستعمِر، ويروج لنظرية المؤامرة "الاستبدال الكبير".
   حُكم عليه بغرامة قدرها 10 الاف يورو بتهمة الإهانة والتحريض على الكراهية العنصرية في 25 سبتمبر 2020. ومع ذلك ربح قضيته في الاستئناف في 8 سبتمبر 2021. وعقّب الادعاء مؤخرًا ضد هذا القرار.
   خلال مناظرة مع برنارد هنري ليفي في برنامج مواجهة الأخبار، على سي نيوز، أوضح إريك زمور لهذا الأخير، أن المارشال بيتان أنقذ اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

    بعد تقديم شكوى ضد الطعن في جرائم ضد الإنسانية، وجد نفسه أمام محكمة جنايات باريس وأفرج عنه في 4 فبراير 2021، واستأنف الادعاء هذا القرار.
   كما اتُهم الكاتب زمور بالاستهزاء بتاريخ فرنسا لصالح أفكاره السياسية. يقول المؤرخ رينو ميتز في صحيفة ليبراسيون: "انه يستخلص من تزويره مبررات مشروعه القومي البغيض لفرنسا".    ووجهت إليه عدة تهم بالاعتداء والتحرش الجنسي. تم جمع العديد من الشهادات عام 2021 من قبل صحيفة ميديا بارت ومجلة التحقيقات على القناة الفرنسية 2.
   ويوضح جوليان توراي قائلاً: "تمامًا مثل دونالد ترامب، لا يبدو أن الدعاوى القضائية المختلفة تضرّ بزمور سياسيًا، بل يمكنها حتى خدمته من خلال تعزيز صورته عن ضحية النخبة المهيمنة التي يحب أن يندد بها. بعبارة أخرى، هذه الحالات هي وسام شرف، وتسهم في بعده الشعبوي".

برنامج إريك زمور
  يدعي انتسابه للديغولية، يتعامل برنامج إريك زمور مع الموضوعات المتعلقة بالريف والمناطق الزراعية أو عظمة فرنسا دوليًا وموقعها كقوة عظمى وسيطة.
ومع ذلك، هناك نقاط أخرى تضعه في أقصى اليمين.
   انه يقترح، من بين أمور أخرى، وقف لمّ شمل الأسرة، وإنشاء نظام لانتزاع الجنسية من المجرمين من أصل أجنبي، وحظر "أي دعاية في المدرسة"، وخفض المسؤولية الإجرامية إلى 16 سنة.

   كما يقترح حظر ارتداء الحجاب في جميع الأماكن العامة، والرقابة الصارمة على عبادة المسلمين في الأراضي الفرنسية، وبأثر غير رجعي، حظر أي اسم أول لا يبدو فرنسيًا.
    لن يكون من الممكن تسمية الطفل الفرنسي من أصل مسلم محمد.
   "برنامج زمور، ولا سيما طموحه في القضاء على الهجرة أو تصوره لدور المرأة في المجتمع، يضعه بوضوح شديد في أقصى اليمين، يحلل جوليان توراي، إذا لم يكن لديه نفس الماضي الحارق مثل جان ماري لوبان، فمن الواضح أنه جزء من تيار أيديولوجي تزداد أهميته في المشهد السياسي الفرنسي".

حظوظ متدنّية للفوز
   وبينما يحظى إيمانويل ماكرون الآن بحوالي 28 بالمائة من نوايا التصويت في الجولة الأولى في أحدث استطلاع للرأي، فإن إيريك زمور يحتل مرتبة أقل من 11 بالمائة، أي أقل بكثير من مارين لوبان (20 بالمائة).
   يتأرجح جان لوك ميلينشون بين 14 و15 بالمائة وفاليري بيكريس بين 9 و11 بالمائة.
   في الجولة الثانية، سيفوز إيمانويل ماكرون في جميع السيناريوهات، وقد حصل حتى على 65 و67 بالمائة من الأصوات، في حال مواجهته لزمور، وفقًا لآخر استطلاع ايفوب.

   بالنسبة لجوليان توراي، ما وراء التوقعات بشأن النتائج المحتملة لإريك زمور، فإن الرهان هو من سيتزعّم اليمين المتطرف في فرنسا.
   "أولا، سيطرت أوكرانيا على الحملة ومنعت زمور من استعادة نفس ثان رغم التحاق ماريون ماريشال لوبان بصفوف حملته. بعد ذلك، سيكون مفتاح المستقبل، ما وراء نتيجة زمور، هو نتيجة مارين لوبان، وموقفها أثناء الاقتراع.
   ويضيف جوليان توراي، أنه "إذا كانت "لوبان" سيئة كما كان الحال عام 2017، فإن حركة زمور وماريون ماريشال لوبان يمكن أن تستفيد من هذا الفشل الجديد وربما تضعف حزبها. وإذا كان أداؤها جيدًا، فستكون قادرة على إعادة التموضع كزعيمة لا مفر منها لليمين المتطرف".