بوليتيكو: منتصف فبراير موعداً للاتفاق النووي
قالت الصحافيتان ستيفاني ليخنشتاين، وناحال طوسي في مقال بمجلة “بوليتيكو” الأمريكية، إن الديبلوماسيين الغربيين أمهلوا أنفسهم حتى منتصف فبراير -شباط لمحاولة لإحياء الاتفاق النووي، الذي يقيد البرنامج الإيران مقابل إعفاء طهران من العقوبات.
ويبدي المسؤولون قلقاً من تقدم إيران في المجال النووي منذ تخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق في 2018، فيما من المتوقع أن يفصّل التقرير المقبل للوكالة الدولية للطاقة الذرية التقدم الإضافي الذي أحرزته إيران في الفترة الماضية، ما قد يولد مزيداً من الاحتكاكات.
ويعني ذلك أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة لتقرير إذا كان في الإمكان إحياء الاتفاق، أو أن المفاوضات ستواجه إخفاقاً تاماً.
وعكس مسؤول أمريكي طابع الإلحاح بقوله: “لا يجب أن يفاجأ أحد بأننا نقترب من المرحلة النهائية، وأننا نحتاج إلى قرارات سياسية في المسائل الأصعب، وهكذا عاد الجميع إلى عواصمهم». وعند هذه المرحلة، يبدو أن الجميع متفقون مع المفاوض الروسي ميخائيل أوليانوف على أن المفاوضات “بلغت مرحلة متقدمة، ما يعني الحاجة إلى قرارات سياسية».
واستناداً إلى مسؤولين مطلعين على المفاوضات، فإن النتائج قد تذهب في اتجاهين، إيجابي أو سلبي، إذ بينما تحقق تقدم مهم منذ البداية المهتزة للمفاوضات في نوفمبر-تشرين الثاني، فإنه لا يزال يتعين على الولايات المتحدة وإيران التعامل مع قضايا صعبة. وقال ديبلوماسي غربي بارز: “نرى نهاية هذه المفاوضات، لكن من المهم أن نفهم أن لب المسائل السياسية في كل المواضيع، لا يزال دون حل». وعلى الجانب الإيجابي، قال ديبلوماسي غربي بارز إن تقدماً حصل في المواضيع الأساسية، بما في ذلك كيفية الحد من البرنامج النووي الإيراني مجدداً، وكيفية رفع العقوبات، والأكثر أهمية توالي هذه الخطوات.
لكن مسألة التسلسل لم تنته بالكامل. إن هذه المفاوضات تتقدم “بخطوات بطيئة” وفق الديبلوماسي المذكور. إن المشكلة تكمن في أن التسلسل يتطلب مفاوضات لإيجاد رقصة بغاية الحذر بين الولايات المتحدة وإيران، بحيث يحددان الخطوات التي سيتخذانها في الأشهر المقبلة إذا توصلا إلى اتفاق.
وقد يتضمن ذلك أن تتخذ الولايات المتحدة الخطوة الأولى برفع عدد من العقوبات، بما في ذلك تحضير الأرضية للشركات العالمية لتعود للعمل في إيران. وتتوق إيران لرؤية الشركات تعمل مجدداً لتتأكد من رفع العقوبات، بحيث يمكنها ملء ناقلة نفط وبيعها في الخارج، على سبيل المثال. أما إيران، فعليها اتخاذ خطوات لخفض برنامجها النووي، ويُحتمل أن تتضمن شحن الزائد من الأورانيوم المخصب لديها إلى خارج البلاد، والتخلص من الكثير من أجهزة الطرد المركزي المتطورة التي استخدمت في تخصيب الأورانيوم.
وكما العادة، فإن الشيطان يكمن في التفاصيل، التي يتعين معالجتها.وتحسن مناخ المفاوضات في فيينا، بعد أن ساء في ديسمبر-كانون الأول، عندما قدم النظام الإيراني المتشدد مطالب إضافية، دفعت الأمور إلى حافة الفشل، وساهمت في احتكاك مع الوفد الأمريكي.