محمد بن راشد: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد أهم سياسة
السباق إلى الإليزيه:
بيكريس وزمور يجبران ماكرون ولوبان على تغيير الاستراتيجية
-- أحداث انتخابية تسببت في اضطرابات، دون التأثير بشكل كبير حتى الآن على القاعدة الانتخابية لماكرون
-- يتنافس ثلاثة لاعبين على المركز الثاني في الترتيب
-- من المستحيل في هذه المرحلة الجزم بمن سيحتل المرتبة الثانية في نوايا التصويت
-- هل ستقدم حملة الانتخابات الرئاسية 2022 نسخة جديدة؟ بكاستينغ مختلف؟ كليا أو جزئيا؟
-- تم التحقق من صحة تراجع لوبان بعد تأكيد ترشّح زمور، وتضخّم بعد فوز فاليري بيكريس
قبل أقل من أربعة أشهر من الجولة الأولى من الانتخابــات الرئاســية الفرنسية، يتنافس ثلاثــــة لاعبين على المركز الثاني في الترتيب، ذاك الذي يفتـح الطريق أمام المواجهة النهائية.
في السياسة، لا شيء يُكتب مسبقًا. يمكن أن تنهار جميع السيناريوهات الأكثر تفصيلاً مثل بيت من ورق مع اندلاع حدث غير متوقع. الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2017 ونتائجها هي أحدث مثال تاريخي. فهل ستقدم حملة الانتخابات الرئاسية 2022 نسخة جديدة؟ بكاستينغ مختلف؟ كليا أو جزئيا؟
لأشهر وأشهر، تم تأكيد تكرار المبارزة الأخيرة لأم المعارك السابقة في استطلاعات نوايا الاقتراع لجميع مؤسسات الاستطلاع. بدت النتيجة حتمية رغم رغبة غالبية الفرنسيين (ثمانية من أصل عشرة وفقًا لاستطلاع ايلاب في فبراير، أي قبل عشرة أشهر) في عدم حدوث ذلك مرة أخرى. ومع ذلك، نفس هؤلاء يضعون بشكل منهجي اللاعبين، مارين لوبان وإيمانويل ماكرون، في صدارة الأصوات في الجولة الأولى.
جاء أول المشاغبين ليربك هذا الترتيب: إريك زمور. دخل الحملة دون الإعلان عن نفسه رسميًا، أصبح المجادل اليميني المتطرف لقناة سي نيوز التلفزيونية، مرشح اليمين المتطرف تقريبًا، الذي ينافس الرئيسة السابقة للتجمع الوطني –تنازلت عن رئاسة حزبها إلى جوردان بارديلا، الأقل ازعاجا بين الطامحين، في منتصف سبتمبر.
تراجع لوبان
بعد اختراق زمور
في هذه العملية، سجلت مرشحة اليمين المتطرف تراجعا كبيرًا في اختيار الناخبين خلال النصف الثاني من سبتمبر.
وقبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بسبعة أشـــــهر، تراجعت الى اقــــل من 20 بالمائة من نوايا التصويت، وفقًا للعديد من معاهد الاستطلاع، بينما كانت طيلة عدة أشهر، تنافس إيمانويل ماكرون في مبـــــاراة ثنائيــــة تقع أبعد من ذلك السقف الرمزي بكثير.
تم التحقق من صحة تراجع لوبان بعد إعلان تأكيد ترشّح زمور في 30 نوفمبر.
وتضخّم بعد فوز فاليري بيكريس في الانتخابات التمهيدية المغلقة لحزب الجمهوريين، التي كان الهدف منها تعيين مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية في 4 ديسمبر.
تسببت هذه الأحداث الانتخابية المختلفة في حدوث اضطرابات، دون التأثير بشكل كبير، حتى الآن، على القاعدة الانتخابية لماكرون (رئيس الجمهورية المنتهية ولايته هو اللاعب الوحيد غير المعلن) الذي يتأرجح بين 23 بالمائة و25 بالمائة من نوايا التصويت، وفقًا لمعاهد استطلاعات الراي.
ومن الواضح أن اقتحام زمور على يمين لوبان، كان له أثر مباشر في خلق ظاهرة الطموح إلى الهوامش الأكثر راديكالية للناخبين الليبينيين الذين اعتبروا بلا شك أن ابنة المؤسس المشارك للجبهة الوطنية (الاسم السابق لـ التجمع الوطني) لم تعد مثيرة للانقسام بما فيه الكفاية.
ومن الغريب، أن هذه الظاهرة كانت مصحوبة أيضًا بنقل، يصعب تحديــــــده كميًــــــا لأن حزب الجمهوريين لـــــم يختر مرشحه بعد، من الناخبين الموالين لفرانسوا فيون منذ عام 2017 إلى المرشح اليميني المتطرف الذي يدعي النسب الديغولي، وليس بدون بعض الترتيبات الوقحة والمتنافرة للتاريخ.
وفي خطوة ثانية، تسبب انتصار بيكريس على أريك سيوتي بين الجمهوريين في نوع من التأثير المزدوج بالنسبة لمارين لوبان، من خلال حرمانها من جزء جديد من ناخبيها المحتملين بعد الشريحة التي انتزعها زمور. فقد عاد قسم من الناخبين اليمينيين الذين لجؤوا إلى النزعة اللوبينية الى عائلتهم الأصليـــــة عبر الالتحاق بالمرشحة اليمينية، وربما طمأنهم وجود -أو ضغط -سيوتي إلى جانبها.
حركات الأواني المستطرقة هذه، تمت في الاغلب، إن لم يكن بالكامل تقريبًا، بين هؤلاء اللاعبين الثلاثة.
ومرة أخرى، لم تتضرر إمكانات ماكرون بشدة. والرهان بالنسبة لخصومه هو ألا يكون هذا الاستقرار دائما.
لذلك يمكن لكل شيء أن يقود ماكرون، قبل أن تتحرك الخطوط على يمين وأقصى يمين رقعة الشطرنج، إلى الاعتقاد بأن المعركة النهائية ستكون بالنسبة له (إذا طلب من الفرنسيين تجديد ولايته) كما حدث عام 2017، في صدام مع التيار اللوبنيي الموجود على الساحة السياسية الوطنية منذ ما يقرب من أربعين عامًا مع صعود وهبوط على المستوى الانتخابي.
ضغط اليمين المتطرف
على أكتاف بيكريس
الأمر مختلف تمامًا في نهاية هذا العام. قبل حوالي 120 يومًا من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، من المستحيل الجزم بمن سيحتل المرتبة الثانية في نوايا التصويت. لأن ثلاثة لاعبين (بيكريس ولوبان وزمور) هم إلى حد ما، مع هوامش الخطأ، في مستوى واحد تقريبا.
هذا التّشكّل الجديد سيكون له نتيجة حتمية، بصرف النظر عن المعركة المباشرة والمنطقية ضد رئيس الدولة المنتهية ولايته، الحثّ على معركة طاحنة بين الثلاثة للحفاظ على حصتهم من السوق، وان يحاول كل منهم، “كسب حصص على حساب الاثنين الآخرين. لذلك، ستصاحب الحملة العامة من اجل الرواق حملة أخرى من وراء الكواليس، ربما أقل حضورا اعلاميا ولكنها بالتأكيد أشدّ فتكًا.
من هذه الحرب على المواقع، يمكن أن يتولّد تسلسلين على الأقل. يبدو أن أمل ماكرون في الفوز بشرائح جديدة من الناخبين اليمينيين، كما فعل عام 2017، يتضاءل. في الواقع، باستثناء حدث غير متوقع أو حملة فاشلة، سيّجت بيكريس بشكل سليم ناخبيها الذين ليس لعناصرهم المعتدلة أي سبب، حتى يثبت العكس، للتخلي عنها. والأمر أكثر تعقيدًا بعض الشيء بالنسبة للشريحة الصلبة التي تتعرض لضغط زمور.
التحول يسارا لحملة
ماكرون المستقبلية
وقد يأتي اثبات العكس هذا من قبل بطل “الدعامة العاملة”، إدوارد فيليب. وهذا بلا شك ما يأمله ماكرون. لقد جدّد رئيس الوزراء السابق في بداية الولاية، القادم من الجمهوريين الذين تركهم، التزامه خلف الرئيس الذي يأمل ترشّحه.
ومن خلال تأسيس حزبه “افاق”، وإجراء تقارب مع حركة “اجير” بزعامة فرانك ريستر، وزير التجارة الخارجية، وهو أيضًا ســـــليل الجمهوريين، فقد وضــع لنفســـــه هــــدف جـــــذب جزء من يمين الوســـــــط الذي يفضل بيكريس على ماكرون –الى جانب استهداف الانتخابات التشــريعية وما بعدهــــا بلا شك.
التسلسل المنظور الثاني، هو انزياح حملته عن الوسط. لقد قدم لمحة عامة خلال المقابلة الطويلة “إلى أين تتجه فرنسا؟” بث على” تي اف 1” و”ال سي اي”، مساء يوم 15 ديسمبر.
وإذا تضاءلت الجاذبية التي يمارسها هو نفسه على ناخبي يمين الوسط الموالي لبيكريس ويجب أن تُترك، من خلال تفويض، إلى ادوارد فيليب، فلا يمكن للرئيس ماكرون إلا أن يوجّه عينيه إلى يسار الوسط من رقعة الشطرنج، في افق الجولة الرئاسية الثانية بشكل أساسي.
عودة كبيرة
لـ “في نفس الوقت»
برغبته إثبات، في نهاية البرنامج التلفزيوني لماكرون، أنه لا يمكنه اختطاف أصوات من بيكريس لأنه، حسب قوله، مرشح يساري، قدم سيوتي دون ارادته خدمة إلى الرئيس الفرنسي في تكييف استراتيجيته مع المشهد السياسي المتغير. شكل من أشكال النعمة والربح المفاجئ لمستأجر الإليزيه، من أتباع “في نفس الوقت”، الذي يُعتبر رئيس الأغنياء، أي ممثل اليمين، على الجانب الآخر من رقعة الشطرنج.
ان حجة النائب الجمهوري عن الألب ماريتيم -الذي يطمح إلى أن يصبح وزيرًا للداخلية في حكومة يمينية -هي أنه ساعد فرانسوا هولاند خلال فترة ولايته (2012-2017)، أولاً في الأمانة العامة للإليزيه، ثم كوزير للاقتصاد، قبل أن يصبح هو نفسه رئيسًا (2017-2022)، ماكرون، كان بلا شك ممثل اليسار طيلة عشر سنوات...
غالبًا ما يكون للشعارات السياسية وجه وجانب آخر، وأحيانًا غير متوقع.
-- يتنافس ثلاثة لاعبين على المركز الثاني في الترتيب
-- من المستحيل في هذه المرحلة الجزم بمن سيحتل المرتبة الثانية في نوايا التصويت
-- هل ستقدم حملة الانتخابات الرئاسية 2022 نسخة جديدة؟ بكاستينغ مختلف؟ كليا أو جزئيا؟
-- تم التحقق من صحة تراجع لوبان بعد تأكيد ترشّح زمور، وتضخّم بعد فوز فاليري بيكريس
قبل أقل من أربعة أشهر من الجولة الأولى من الانتخابــات الرئاســية الفرنسية، يتنافس ثلاثــــة لاعبين على المركز الثاني في الترتيب، ذاك الذي يفتـح الطريق أمام المواجهة النهائية.
في السياسة، لا شيء يُكتب مسبقًا. يمكن أن تنهار جميع السيناريوهات الأكثر تفصيلاً مثل بيت من ورق مع اندلاع حدث غير متوقع. الحملة الانتخابية الرئاسية لعام 2017 ونتائجها هي أحدث مثال تاريخي. فهل ستقدم حملة الانتخابات الرئاسية 2022 نسخة جديدة؟ بكاستينغ مختلف؟ كليا أو جزئيا؟
لأشهر وأشهر، تم تأكيد تكرار المبارزة الأخيرة لأم المعارك السابقة في استطلاعات نوايا الاقتراع لجميع مؤسسات الاستطلاع. بدت النتيجة حتمية رغم رغبة غالبية الفرنسيين (ثمانية من أصل عشرة وفقًا لاستطلاع ايلاب في فبراير، أي قبل عشرة أشهر) في عدم حدوث ذلك مرة أخرى. ومع ذلك، نفس هؤلاء يضعون بشكل منهجي اللاعبين، مارين لوبان وإيمانويل ماكرون، في صدارة الأصوات في الجولة الأولى.
جاء أول المشاغبين ليربك هذا الترتيب: إريك زمور. دخل الحملة دون الإعلان عن نفسه رسميًا، أصبح المجادل اليميني المتطرف لقناة سي نيوز التلفزيونية، مرشح اليمين المتطرف تقريبًا، الذي ينافس الرئيسة السابقة للتجمع الوطني –تنازلت عن رئاسة حزبها إلى جوردان بارديلا، الأقل ازعاجا بين الطامحين، في منتصف سبتمبر.
تراجع لوبان
بعد اختراق زمور
في هذه العملية، سجلت مرشحة اليمين المتطرف تراجعا كبيرًا في اختيار الناخبين خلال النصف الثاني من سبتمبر.
وقبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بسبعة أشـــــهر، تراجعت الى اقــــل من 20 بالمائة من نوايا التصويت، وفقًا للعديد من معاهد الاستطلاع، بينما كانت طيلة عدة أشهر، تنافس إيمانويل ماكرون في مبـــــاراة ثنائيــــة تقع أبعد من ذلك السقف الرمزي بكثير.
تم التحقق من صحة تراجع لوبان بعد إعلان تأكيد ترشّح زمور في 30 نوفمبر.
وتضخّم بعد فوز فاليري بيكريس في الانتخابات التمهيدية المغلقة لحزب الجمهوريين، التي كان الهدف منها تعيين مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية في 4 ديسمبر.
تسببت هذه الأحداث الانتخابية المختلفة في حدوث اضطرابات، دون التأثير بشكل كبير، حتى الآن، على القاعدة الانتخابية لماكرون (رئيس الجمهورية المنتهية ولايته هو اللاعب الوحيد غير المعلن) الذي يتأرجح بين 23 بالمائة و25 بالمائة من نوايا التصويت، وفقًا لمعاهد استطلاعات الراي.
ومن الواضح أن اقتحام زمور على يمين لوبان، كان له أثر مباشر في خلق ظاهرة الطموح إلى الهوامش الأكثر راديكالية للناخبين الليبينيين الذين اعتبروا بلا شك أن ابنة المؤسس المشارك للجبهة الوطنية (الاسم السابق لـ التجمع الوطني) لم تعد مثيرة للانقسام بما فيه الكفاية.
ومن الغريب، أن هذه الظاهرة كانت مصحوبة أيضًا بنقل، يصعب تحديــــــده كميًــــــا لأن حزب الجمهوريين لـــــم يختر مرشحه بعد، من الناخبين الموالين لفرانسوا فيون منذ عام 2017 إلى المرشح اليميني المتطرف الذي يدعي النسب الديغولي، وليس بدون بعض الترتيبات الوقحة والمتنافرة للتاريخ.
وفي خطوة ثانية، تسبب انتصار بيكريس على أريك سيوتي بين الجمهوريين في نوع من التأثير المزدوج بالنسبة لمارين لوبان، من خلال حرمانها من جزء جديد من ناخبيها المحتملين بعد الشريحة التي انتزعها زمور. فقد عاد قسم من الناخبين اليمينيين الذين لجؤوا إلى النزعة اللوبينية الى عائلتهم الأصليـــــة عبر الالتحاق بالمرشحة اليمينية، وربما طمأنهم وجود -أو ضغط -سيوتي إلى جانبها.
حركات الأواني المستطرقة هذه، تمت في الاغلب، إن لم يكن بالكامل تقريبًا، بين هؤلاء اللاعبين الثلاثة.
ومرة أخرى، لم تتضرر إمكانات ماكرون بشدة. والرهان بالنسبة لخصومه هو ألا يكون هذا الاستقرار دائما.
لذلك يمكن لكل شيء أن يقود ماكرون، قبل أن تتحرك الخطوط على يمين وأقصى يمين رقعة الشطرنج، إلى الاعتقاد بأن المعركة النهائية ستكون بالنسبة له (إذا طلب من الفرنسيين تجديد ولايته) كما حدث عام 2017، في صدام مع التيار اللوبنيي الموجود على الساحة السياسية الوطنية منذ ما يقرب من أربعين عامًا مع صعود وهبوط على المستوى الانتخابي.
ضغط اليمين المتطرف
على أكتاف بيكريس
الأمر مختلف تمامًا في نهاية هذا العام. قبل حوالي 120 يومًا من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، من المستحيل الجزم بمن سيحتل المرتبة الثانية في نوايا التصويت. لأن ثلاثة لاعبين (بيكريس ولوبان وزمور) هم إلى حد ما، مع هوامش الخطأ، في مستوى واحد تقريبا.
هذا التّشكّل الجديد سيكون له نتيجة حتمية، بصرف النظر عن المعركة المباشرة والمنطقية ضد رئيس الدولة المنتهية ولايته، الحثّ على معركة طاحنة بين الثلاثة للحفاظ على حصتهم من السوق، وان يحاول كل منهم، “كسب حصص على حساب الاثنين الآخرين. لذلك، ستصاحب الحملة العامة من اجل الرواق حملة أخرى من وراء الكواليس، ربما أقل حضورا اعلاميا ولكنها بالتأكيد أشدّ فتكًا.
من هذه الحرب على المواقع، يمكن أن يتولّد تسلسلين على الأقل. يبدو أن أمل ماكرون في الفوز بشرائح جديدة من الناخبين اليمينيين، كما فعل عام 2017، يتضاءل. في الواقع، باستثناء حدث غير متوقع أو حملة فاشلة، سيّجت بيكريس بشكل سليم ناخبيها الذين ليس لعناصرهم المعتدلة أي سبب، حتى يثبت العكس، للتخلي عنها. والأمر أكثر تعقيدًا بعض الشيء بالنسبة للشريحة الصلبة التي تتعرض لضغط زمور.
التحول يسارا لحملة
ماكرون المستقبلية
وقد يأتي اثبات العكس هذا من قبل بطل “الدعامة العاملة”، إدوارد فيليب. وهذا بلا شك ما يأمله ماكرون. لقد جدّد رئيس الوزراء السابق في بداية الولاية، القادم من الجمهوريين الذين تركهم، التزامه خلف الرئيس الذي يأمل ترشّحه.
ومن خلال تأسيس حزبه “افاق”، وإجراء تقارب مع حركة “اجير” بزعامة فرانك ريستر، وزير التجارة الخارجية، وهو أيضًا ســـــليل الجمهوريين، فقد وضــع لنفســـــه هــــدف جـــــذب جزء من يمين الوســـــــط الذي يفضل بيكريس على ماكرون –الى جانب استهداف الانتخابات التشــريعية وما بعدهــــا بلا شك.
التسلسل المنظور الثاني، هو انزياح حملته عن الوسط. لقد قدم لمحة عامة خلال المقابلة الطويلة “إلى أين تتجه فرنسا؟” بث على” تي اف 1” و”ال سي اي”، مساء يوم 15 ديسمبر.
وإذا تضاءلت الجاذبية التي يمارسها هو نفسه على ناخبي يمين الوسط الموالي لبيكريس ويجب أن تُترك، من خلال تفويض، إلى ادوارد فيليب، فلا يمكن للرئيس ماكرون إلا أن يوجّه عينيه إلى يسار الوسط من رقعة الشطرنج، في افق الجولة الرئاسية الثانية بشكل أساسي.
عودة كبيرة
لـ “في نفس الوقت»
برغبته إثبات، في نهاية البرنامج التلفزيوني لماكرون، أنه لا يمكنه اختطاف أصوات من بيكريس لأنه، حسب قوله، مرشح يساري، قدم سيوتي دون ارادته خدمة إلى الرئيس الفرنسي في تكييف استراتيجيته مع المشهد السياسي المتغير. شكل من أشكال النعمة والربح المفاجئ لمستأجر الإليزيه، من أتباع “في نفس الوقت”، الذي يُعتبر رئيس الأغنياء، أي ممثل اليمين، على الجانب الآخر من رقعة الشطرنج.
ان حجة النائب الجمهوري عن الألب ماريتيم -الذي يطمح إلى أن يصبح وزيرًا للداخلية في حكومة يمينية -هي أنه ساعد فرانسوا هولاند خلال فترة ولايته (2012-2017)، أولاً في الأمانة العامة للإليزيه، ثم كوزير للاقتصاد، قبل أن يصبح هو نفسه رئيسًا (2017-2022)، ماكرون، كان بلا شك ممثل اليسار طيلة عشر سنوات...
غالبًا ما يكون للشعارات السياسية وجه وجانب آخر، وأحيانًا غير متوقع.