تأهل المطيري والشمري في الحلقة الثانية من «شاعر المليون» بموسمه الـ 12

تأهل المطيري والشمري في الحلقة الثانية من «شاعر المليون» بموسمه الـ 12


بثت من مسرح شاطئ الراحة في أبوظبي مساء أمس الأول الثلاثاء عبر قناتي "أبوظبي" و"بينونة" الحلقة المباشرة الثانية من برنامج "شاعر المليون" في موسمه الثاني عشر، الذي تنتجه هيئة أبوظبي للتراث تحت شعار "قصيدنا واحد"، في إطار إستراتيجيتها الهادفة إلى صون التراث وتعزيز الاهتمام بالأدب والشعر.
شهد الأمسية سعادة عبدالله بطي القبيسي، المدير التنفيذي لقطاع التوعية والمعرفة التراثية في هيئة أبوظبي للتراث، وسعادة محمد جمعة المنصوري، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات المساندة في الهيئة، وعدد من المسؤولين، إلى جانب عضوي اللجنة الاستشارية للبرنامج تركي المريخي وبدر صفوق، وجمع من الإعلاميين وجمهور الشعر النبطي.
وأعلنت لجنة التحكيم المكونة من الدكتور سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن، وحمد السعيد، تأهُّل الشاعرين محمد المطيري من دولة الكويت بنتيجة 48 درجة من 50، وعلوان الشمري من الجمهورية العراقية بنتيجة 47 درجة من 50، إلى المرحلة التالية، فيما حصل عبد الرحمن القوس من المملكة العربية السعودية على 46 درجة، وحمود المخيني من سلطنة عمان على 45 درجة، وخالد التميمي من المملكة العربية السعودية على 44 درجة، وعبد العزيز الشراري من المملكة العربية السعودية على 43 درجة، وينتظر أن يتأهل أحدهم من خلال تصويت الجمهور عبر تطبيق "شاعر المليون" خلال هذا الأسبوع ليكتمل عقد المتأهلين عن الحلقة الثانية. 
كما أعلنت في بداية الحلقة التي قدمها الإعلاميان فيصل الجاسم وسلامة المهيري، تأهل الشاعر صاهود زيد رضيان من دولة الكويت إلى المرحلة التالية بتصويت الجمهور في الحلقة السابقة، وحصل على 76 درجة من 100 هي مجموع درجات لجنة التحكيم ودرجات تصويت الجمهور. 
وكان أول المتسابقين في الحلقة، حمود المخيني من سلطنة عمان، بقصيدته التي عنونها بـ "الزمن"، وتناول فيها ما آلت إليه حال والده الذي يعاني فقد الذاكرة، وقال الدكتور غسان الحسن إن القصيدة أتت مشبعة بالشعر وأساليبه المختلفة، وأبدى إعجابه بتدرج استعراض الحالة الإنسانية في النص، ممتدحاً استخدام الشاعر للكنايات التي قال إنها أتت جميلة ومدروسة بعناية.
فيما وصف الدكتور سلطان العميمي القصيدة بالجميلة والمؤثرة، معتبراً أن الشاعر قد وُفّق في معالجة فكرة القصيدة التي رأى أنها تتكون من ثلاثة أطراف؛ الشاعر، والوالد، والذاكرة التي شكلت قضية هذه القصيدة، وخلص إلى أن القصيدة بعمومها جميلة، حملت وفاء الشاعر لذاكرة والده.
وامتدح حمد السعيد بطولة الشاعر ونجوميته في هذا النص الذي وصفه بالمدهش المذهل برغم الألم المختزن فيه. وقال إن الصورة الشعرية حاضرة في مطلع القصيدة الذي نمّ عن شاعرية، فيما حمل ختام القصيدة من الدعاء ما يخدم القصيدة كلها، مشيراً إلى ما بدا من وفاء في القصيدة، مثمّناً استخدام الشاعر للمحسّنات البديعية.
وألقى المتسابق الثاني خالد التميمي من السعودية قصيدته التي وصفها الدكتور سلطان العميمي أنها شهدت تجوّل صاحبها في أكثر من محطة، مشيراً إلى أن ثمة مساحات إبداعية في القصيدة دللت على استعراض الشاعر لمقدرته الشعرية، كما هي الحال في لجوئه إلى المحسّنات البديعية والخيال والتشبيه والكنايات، وثمة كذلك لغة بصرية واضحة الحضور والتأثير، كما بدا في تركيز الشاعر على الألوان والكتابة.
واعتبر حمد السعيد أن الشاعر أبدع بإدراك وشاعرية فذة نصَّاً شعرياً واعياً، يسكنه إحساس راقٍ، ويزخر بالصور الشعرية الجميلة، وباقتباس جميل موفق من سورة يوسف. فيما وصف الدكتور غسان الحسن النص بأنه نص واعٍ ومكتوب بحرفة، اتخذ الشاعر فيه دور الراوي. وامتدح ما حملته القصيدة من عناصر مرتبة ومسموعة متحركة، مستشهداً بمطلعها الذي زخر بجماليات الصور المركبة المتحركة فيه.
وحملت قصيدة المتسابق الثالث عبدالرحمن القوس من السعودية، اسم "أم مفجوعة"، ليرسم فيها صورة أم مزقها ألم تعاطي ابنها للمخدرات، واعتبر حمد السعيد النص الشعري جميلاً برغم ما فيه من حزن وألم، إذ يعالج الشاعر فيه قضية المخدرات، وهي قضية مجتمعية حساسة جداً، باتت تنهش جسد المجتمعات. وقال إنه رغم أن مثل هذه القضايا المجتمعية قد تذهب بالشاعر المعني بها إلى المباشرة، غير أن الشاعر لم يقع في ذلك، وحافظ على حضور الصور الشعرية في جميع أبيات قصيدته التي تجسد حالة إنسانية، مضيفاً أن الشاعر استطاع منذ مطلع نصّه أن يهيئ الجمهور لقصيدته.  ورأى الدكتور غسان الحسن أن الشاعر وُفّق بذهابه إلى التصوير من خلال مشاعر الأم، ممتدحاً جمال التصاوير التي استخدمها، وكذلك توظيف الجناس الناقص الذي أتى موفقاً وجميلاً.
واتفق الدكتور سلطان العميمي مع زميليه، بعد أن امتدح اختيار الشاعر تصوير حالة إنسانية مجتمعية في غاية الخطورة والأهمية، ورأى أن القصيدة شهدت تجلياً منذ بيتها الثالث، إذ بدأت بالصورة، وانتهت بها في ختام القصيدة كذلك، لتشكل إطاراً جميلاً. وأعرب عن إعجابه بإبداع الشاعر في تصوير كل من حالة الأم المحزونة والابن المبتلى، وكذلك تصوير حالته كشاعر يطرح فلسفته حيال هذه المشهدية، مما يُعد في غاية الإبداع والتمكن الشعري. 
المتسابق الرابع عبدالعزيز الشراري من السعودية تحدث في قصيدته عن مرض الرهاب، وامتدح الدكتور غسان الحسن تمكُّن الشاعر من وصف حالة من يصاب بهذا النوع من الأمراض النفسية. فيما وصف الدكتور سلطان العميمي القصيدة بالجميلة في عمومها، ممتدحاً التصاوير الشعرية التي تضمنتها، التي رأى أنها تدل على امتلاك الشاعر مقدرة شعرية تمكنه من صياغة نص متماسك. فيما وصف حمد السعيد النص بالجميل ممتدحاً حضور الشاعر وإلقاءه اللذين قال عنهما إنهما كانا فارقين جميلين.
وفي قصيدته التي حملت عنوان "البهاق"، تناول المتسابق الخامس علوان الشمري من العراق تجربة شخصية. ووصف الدكتور سلطان العميمي النص بأنه أتى فارقاً، إذ إن الشاعر الذي يصور تجربته الشخصية قادر على أن يتميز في إبداع نصه، مبرزاً ذكاء الشاعر في تأكيد تقبّله اللون الذي فرضه عليه المرض، مشيراً في ذلك إلى الحالة الإبداعية التي جعل معها الشاعر من هذا اللون المرَضي مرتكزاً في تعامله مع تجليات الألوان، الظاهر منها والخفيّ، وكذلك الألوان الرمزية التي تم توظيفها، وموضحاً أن الشاعر أبدع في استخدام عديد المفردات الجميلة المرتبطة بالألوان ليضفي على قصيدته جمالها.
وأعرب حمد السعيد عن إعجابه بالقصيدة وبصاحبها وامتدح فيه حضوره وشاعريته وحرفيته في تسلسل أبيات القصيدة، وكذلك تمسكه بلهجته التي هي هويته. فيما وصف الدكتور غسان الحسن القصيدة بالجميلة، التي تمكن الشاعر فيها من وصف حالته بدقة منذ مطلع أبياتها التي شكلت مفتاح القصيدة حاملة قبول صاحبها بما ابتلاه به المولى عز وجل، وأشار إلى ما في القصيدة من بناء فني وبناء موضوعي متقنين.
وكان آخر المتنافسين في هذه الحلقة محمد المطيري من الكويت، بقصيدته التي حملت عنوان "رحلة بدوي"، وقد عدها حمد السعيد تمثل نصاً جميلاً مدهشاً وفارقاً، ثرياً بالإبداع من أوله وحتى آخره، وكذلك بالصور الجميلة، مبدياً إعجابه بحس البداوة ولون الصحراء اللذين تشبّعت بهما أبيات القصيدة. ورأى الدكتور غسان الحسن أن النص حمل من الجمال الكثير، سواء الجمال الذي حمله توظيف الصور، أو جمال توالي التدفق الشعري العفوي فيه، ما يدلل على شاعرية مطبوعة في ذات الشاعر عبر الصور والخيال. فيما وسم الدكتور سلطان العميمي القصيدة بالسهل الممتنع، ووصف صاحبها بالصياد الماهر للإبداع، ممتدحاً رشاقة كلماته وانتماءها إلى بداوة بيئته، ومعبراً عن إعجابه بمهارة الشاعر في الانتقال من البداوة إلى العاطفة في اللغة والعكس. ورأى أن القصيدة خلت من الحشو، وأتت متقنة تمام الإتقان.
وتحدث أعضاء لجنة التحكيم عن انطباعاتهم حيال هذه الحلقة من برنامج "شاعر المليون"، فامتدح الدكتور غسان الحسن المستوى الشعري في هذه الحلقة، ورأى حمد السعيد أن المشاركات كانت متَّسقة تماماً مع التوقعات، وأن الشعراء كانوا مبدعين. فيما لفت الدكتور سلطان العميمي الانتباه إلى أن شعراء هذه الحلقة والحلقة السابقة تحدثوا في قصائدهم عن تجاربهم الشخصية، الأمر الذي يرى فيه تميزاً شعرياً.
وتخلل فعاليات هذه الحلقة عرض فقرة تراثية تضمنت أشعاراً من فن التغرودة والونة، انتقيت من روائع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وأدَّاها نجم "شاعر المليون" وبرنامج "المنكوس" سالم بن كدح الراشدي، وكذلك الفنان محمد بن عزيز الشحي، ولاقت إعجاب الجمهور الذي تفاعل معها.