تسريح وتخفيض.. الجمهوريون يتوعدون الديمقراطيين بـ«استراتيجية ماسك المنشارية»

تسريح وتخفيض.. الجمهوريون يتوعدون  الديمقراطيين بـ«استراتيجية ماسك المنشارية»


يلوّح الجمهوريون للديمقراطيين بـ”استراتيجية ماسك المنشارية” لإنهاء الإغلاق الحكومي، متوعّدين بعمليات تسريح جماعي للعمال وتخفيضات في البرامج التي يفضلها الحزب الديمقراطي، وعلى طريقة الملياردير والوزير السابق، إيلون ماسك.
ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن السيناتور الجمهوري، مايك راوندز، تحذيره للجمهوريين من أنه إذا استمرّ الإغلاق، فسيتم اتباع استراتيجية ماسك في خفض التمويل وتسريح الموظفين.
وذكرت الصحيفة أن التهديد كان جدياً؛ إذ نصح راسل فوغت، مدير مكتب الإدارة والميزانية، في رسالة بأواخر سبتمبر-أيلول فيها رؤساء الوكالات الفيدرالية بـ “الاستعداد لخفض عدد الموظفين».
وأقرّ فوغت بالفعل تخفيضات بمليارات الدولارات في برامج البنية التحتية في مدينة نيويورك وشيكاغو، في حين وضع أيضا قيوداً على برامج الطاقة الخضراء في 16 ولاية لم تصوت لصالح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في ثلاثة انتخابات رئاسية.
وتمثل تهديدات الإدارة والتخفيضات، عودة إلى الشكل السابق، فهي نسخة محدثة من “وزارة الكفاءة الحكومية” التي كان يقودها إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، حيث أغلقت بعض الوكالات وقلصت حجم القوى العاملة الفيدرالية.
كان التأثير السياسي لـ”وزارة كفاءة الحكومة”، هائلا، إذ لم يُبدِ سوى 35% من الأمريكيين موافقتهم على أداء ماسك في أبريل، بينما اعتقد حوالي 40% فقط من الناخبين أن الهدر والاحتيال قد انخفض. وقد تُثبت استراتيجية ترامب لإغلاق الحكومة أنها لا تقل خطورة من الناحية السياسية.
وكان من السهل على الجمهوريين إلقاء اللوم على زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشارلز إي. شومر، وزملائه الديمقراطيين في المجلس في إغلاق الحكومة حتى الآن. وقد وجّه الجمهوريون في الكونغرس رسالة واضحة مفادها أن الديمقراطيين يُعطّلون مشروع قانون بسيط، خالٍ من أي سياسات حزبية، من شأنه تمديد التمويل حتى قبيل عيد الشكر.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة “واشنطن بوست” في اليوم الأول من الإغلاق أن الناخبين ألقوا اللوم على ترامب والجمهوريين أكثر من الديمقراطيين، لكن الاتجاهات السابقة تشير إلى أن الجمهوريين يجب أن يكتسبوا الأفضلية إذا تمسكوا برسالة بسيطة “نريد فقط فتح الحكومة».
لكن ترامب يُعقّد هذا الجهد باستغلاله الإغلاق الحكومي للانتقام السياسي، وهذا يُصعّب على الجمهوريين تحميل الديمقراطيين مسؤولية الأضرار التي سببها الإغلاق، بحسب “واشنطن بوست».
وتعتقد “واشنطن بوست” أن ترامب ومن خلال فوغت، يمنح الديمقراطيين أيضاً شخصية يمكن أن يتحولوا إلى “أشرار”، تماماً كما فعل الحزب مع ماسك في وقت سابق من هذا العام.
كما ذهبت الصحيفة إلى أن تصرفات فوغت، الذي يعتبر غير معروف إلى حد ما بالنسبة لمعظم الناخبين، قد يكون من الصعب تحويلها ضد الجمهوريين مقارنة بتصرفات ماسك، الذي استمتع بالتوهج العام وحمل منشاراً كهربائياً على خشبة المسرح في مؤتمر للمحافظين لإظهار الطبيعة العشوائية لتخفيضاته.
 لكن ترامب بذل قصارى جهده لترويج عمل فوغت بطريقة ترفع المخاطر بالنسبة للجمهوريين خلال هذا الإغلاق؛ إذ نشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الجمعة مقطع فيديو يبدو أنه مُولّد بالذكاء الاصطناعي، يظهر فيه فوغت على هيئة “الحاصد” حاملا منجلا سيُستخدم ضد الموظفين الفيدراليين والديمقراطيين. 
وجاء ذلك بعد يوم من إعلان ترامب عن اجتماعه مع مدير الميزانية لتحديد الوكالات التي يُفضّلها الديمقراطيون، وما إذا كان سيتم إجراء تخفيضات دائمة فيها.