تقرير إيراني: فريق التفاوض النووي يتعرّض لضغوط من المتشددين
يعود فرقاء التفاوض حول الملف النووي الإيراني إلى فيينا خلال يومين لاستئناف “الجولة النهائية” من المفاوضات الأخيرة، كما يُستنتج من تصريحات الأطراف في المفاوضات المذكورة.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة “همدان بيام” الإيرانية، أن فريق التفاوض النووي برئاسة علي باقري كني يتعرّض لضغوط من بعض قادة التيار الأصولي المتشدّد.
وأوضحت الصحيفة أن “بعض الأصوليين مارسوا ضغوطاً على فريق التفاوض في الحكومة الثالثة عشرة أي حكومة إبراهيم رئيسي، كما فعلوا في السابق مع فريق التفاوض في الحكومة السابقة بقيادة حسن روحاني. وأشارت الصحيفة إلى أن المواقف والبيانات الصادرة عن الأطراف المشاركة في المفاوضات، تدل على أن الآمال المعقودة على نجاح هذه المفاوضات هي أكثر من الرهانات على فشلها.
واستندت الصحيفة في تحليلها إلى ليونة المواقف الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين في محاولة منهم للتوصّل إلى نتيجة نهائية ايجابية في المفاوضات.
واعتبرت أن التغير في موقف السلطات الإيرانية تجاه المفاوضات المباشرة مع فريق التفاوض الأمريكي، وكذلك بعض الإجراءات ورفع العقوبات المفروضة على ناقلة عُمان برايد، هي أدلة على هذه الليونة.
وأضافت أنه على الرغم من أن مسؤولاً في وزارة الخارجية الأمريكية، أكد أن الإجراء الأمريكي لا يشير إلى تغيير في سياسة عقوبات واشنطن تجاه إيران، إلا أن مثل هذه التصريحات تُستخدم في الغالب للاستهلاك المحلي. وأوضحت أنه مع اقتراب الانتخابات الأمريكية المقبلة، ازداد ضغط الجمهوريين على الإدارة الحالية بشأن محادثات فيينا. وأكدت أن الضغوط السياسية الحزبية تنطبق أيضاً على الفريق المفاوض الإيراني الذي يتعرّض لضغوط من الأطراف المتشدّدة والحلفاء. وتطرّقت الصحيفة إلى ما ذكره وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الأسبوع الماضي بشأن إمكانية التفاوض المباشر مع أمريكا، وقالت: “انتقده 13 عضواً أصوليا في الحكومة الإيرانية إضافة إلى الفريق التفاوضي».
وإثر هذه الضغوط، كشفت الصحيفة أن مجموعة من رجال الدين في الحوزة الدينية في مدينة قم (متشددون) هاجموا وزير الخارجية عبداللهيان، ووجّهوا له انتقادات حادة واصفين تصريحاته بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة بانها “إما تعبّر عن حماية أو خطوة غادرة». من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى انتشار أنباء عن رسالة وجّهها عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني السياسي المتشدد سعيد جليلي، الأحد الماضي، إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، يؤكد فيها أن المفاوضات النووية بشأن الاتفاق النووي في فيينا ليست في مصلحة طهران.
وقالت الصحيفة إن مصدراً مطلعاً على الرسالة، أشار إلى أن رسالة جليلي تضمّنت انسحاب إيران من الاتفاق النووي، وتكثيف تخصيب اليورانيوم بنسبة 90%، على أنه بعد الوصول إلى هذه النسبة من التخصيب، يُمكن لإيران أن تدخل في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة والحصول على التنازلات اللازمة ورفع العقوبات».
وخلصت الصحيفة إلى أن “الضغط الأصولي على الحكومة يُمكن أن يؤثر بشدة على أداء فريق التفاوض ويمنعه من ممارسة عملهم بحرية».