رئيس الدولة ونائباه يعزون رئيس روسيا في ضحايا حادث تحطم الطائرة
توغو تعرض وساطتها.. انفلات الساحل الأفريقي يهدد السواحل الأمريكية
اقترحت توغو على الولايات المتحدة أن تتولى دور «قناة موثوقة للتنسيق» مع دول الساحل الأفريقي، فقد أصبح التدخل الأمريكي المباشر فيها محدودا بموجب القانون، ما «يساعد على ضمان وصول المعلومات الاستخباراتية».
وجاء هذا المقترح على لسان وزير خارجية توغو، روبرت دوسي، في مقال رأي نُشر بصحيفة «ذا هيل» الأمريكية، فقد أشار إلى تحذير الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم)، من أن الجماعات المتطرفة تسعى بشكل نشط للوصول إلى سواحل غرب أفريقيا وهو هدف «لا يُعرّض الدول الأفريقية للخطر فحسب، بل يزيد أيضًا من احتمال وصول التهديدات إلى السواحل الأمريكية».
واعتبر دوسي الهجمات المسلحة في شمالي توغو، التي كانت في السابق أمرًا لا يُصدّق، أصبحت الآن واقعًا حقيقيًا بشكل مأساوي. ولمواجهة التطرف ودعم الحوكمة في الدول الضعيفة، دعا الولايات المتحدة للتحرك بسرعة وبالتعاون مع شركاء موثوق بهم والتحرك مع توغو.
ورأى الوزير أن «توغو هي الشريك الدفاعي الأكثر انخراطًا وكفاءةً للولايات المتحدة في منطقة غرب أفريقيا الساحلية». وفي تعداده الأسباب، فعلى مدار العقد الماضي كانت العلاقات بين البلدين أساسًا متينًا للتعاون الأمني، بدءًا من التدريب العسكري المشترك وتبادل المعلومات الاستخباراتية، وصولًا إلى الدوريات البحرية وجهود مكافحة الإرهاب الإقليمية، إلى جانب مشاركة قوات بلاده بانتظام في مناورات بقيادة الولايات المتحدة، مثل مناورة فلينتلوك، التي تُعزز العمليات الخاصة وقدرات مكافحة التطرف في منطقة الساحل، ومناورة أوبانغامي إكسبريس، التي تُعزز تنسيق الأمن البحري في خليج غينيا.
ورفعت توغو ميزانيتها الدفاعية من 8.7% من إجمالي الإنفاق الحكومي عام 2017 إلى 17.5% عام 2022، وهو استثمار يهدف إلى تحديث الجيش وتعزيز جاهزيته.
وذكر الدبلوماسي التوغولي، أن القانون الأمريكي يقيد بعض أشكال المساعدة المباشرة لدول الساحل مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر، إلا أن تبادل المعلومات يبقى قانونيًا وحيويًا.
ويحظر البند 7008 من قانون المخصصات السنوية معظم المساعدات الأمريكية الأمنية، لكن هذه القيود لا تنطبق على شركاء مثل توغو، كما أنها لا تمنع الولايات المتحدة من تبادل المعلومات الاستخباراتية العملية مع توغو، التي يمكن أن تكون بدورها قناةً حاسمةً لنقل معلومات التهديدات إلى دول المواجهة في منطقة الساحل، حسب دوسي.
وبفضل وجود الآليات المناسبة، قال الوزير، «يمكن لتوغو أن تعمل كقناة موثوقة للتنسيق، ما يساعد على ضمان وصول المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إلى الجهات الأكثر قدرة على التصرف بناء عليها، حتى في البلدان التي يكون فيها التدخل المباشر محدودا بموجب القانون».
ولفت الدبلوماسي إلى التهديد الذي تشكله الشبكات المتطرفة في منطقة الساحل. ووفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي لعام 2025، تُمثل المنطقة الآن أكثر من نصف إجمالي الوفيات المرتبطة بالإرهاب في جميع أنحاء العالم.
وتواصل الجماعات المتشددة والمنظمة، مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى، استغلال الحدود غير المحكمة، والمظالم المحلية، وضعف الحوكمة، لتوسيع نطاق نفوذها.
ولم تعد هذه الشبكات المتطرفة تقتصر على قلب منطقة الساحل، بل إنها تتقدم بثبات نحو الجنوب إلى توغو وغانا وبنين وكوت ديفوار، حيث تسعى بنشاط إلى الوصول إلى الموانئ وممرات العبور لدعم التهريب والاتجار بالأسلحة والتمويل غير المشروع.
واختتم روبرت دوسي قوله: «من خلال تعزيز التعاون مع شركاء قادرين مثل توغو، والاستفادة من توغو كمركز لتنسيق الاستخبارات الإقليمية، يمكن للولايات المتحدة استعادة زخمها الاستراتيجي والمساعدة في كبح جماح الشبكات المتطرفة والإجرامية».