رئيس الدولة ونائباه يعزون رئيس روسيا في ضحايا حادث تحطم الطائرة
«ذا هيل»: ترامب وميلوني يقودان النظام العالمي الجديد بإرث ريغان وتاتشر
قال موقع «ذا هيل» الأمريكي، إن العقد الحالي يشهد صعود تحالف جديد عبر الأطلسي، إذ تستعد رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني للعب دور أوروبي محوري.
وبحسب تقرير للموقع، «في الوقت الذي يعاني فيه المركز السياسي للقارة التشرذم والإرهاق، برزت ميلوني ليس فقط كأحد الناجين، بل كأقوى شخصية في أوروبا، وجسر بين واشنطن وبروكسل، ومهندس نظام محافظ جديد».
وأضاف أن «أوروبا تبحث عن قائدة تتمتع بالرؤية والعزيمة والمهارة السياسية اللازمة للشراكة مع أمريكا الواثقة. وهنا تأتي ميلوني، أول رئيسة وزراء لإيطاليا».
وشبّه الموقع الأمر بـ»الشراكة الاستثنائية» أثناء الحرب الباردة بين الرئيس الأمريكي رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر، والبابا يوحنا بولس الثاني، ما أسهم في «نهضة الغرب».
وقال إن «صعود ميلوني يُشبه التاتشرية من ناحية عدم احتمال حدوثها؛ فبعد أن رُفضت باعتبارها مُحرضةً مُتطرفة من الفاشية الجديدة، حوّلت حزبها (إخوان إيطاليا) من حزب هامشي إلى تيار رئيس، وترأست حكومة مستقرة في بلدٍ معروفٍ بالفوضى السياسية، ويُهيمن ائتلافها على الساحة السياسية الإيطالية، وظلت نسب تأييدها قوية حتى مع سعيها لإصلاحاتٍ مثيرة للجدل».
لكن ما يُميز ميلوني هو مكانتها المتنامية على الساحة العالمية؛ فقد أصبحت الزعيمة الأوروبية الأكثر تقاربًا مع ترامب، مكتسبةً ثناءه وثقته.
وكانت ميلوني رئيسة الحكومة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي دُعيت لحضور حفل تنصيب ترامب في يناير 2025، في إشارةٍ رمزيةٍ إلى دورها الناشئ كحاملة لواء المحافظين في القارة.
ويرى الموقع أن «أوجه التشابه مع حقبة ريغان-تاتشر لافتةٌ للنظر، لا سيما أن ميلوني، مثل تاتشر، سياسيةٌ مُلتزمةٌ بالقناعات، تتمتع بموهبة بناء التحالفات ومهارةٍ في تطويع الأحداث لإرادتها. وقد استخدمت منصبها لتحويل النقاش الأوروبي حول الهجرة والأمن والسيادة- من خلال الدفاع عن السياسات التي اعتمدتها بروكسل، بشكل أو بآخر، وقلّدها زعماء أوروبيون آخرون».
وأوضح أن «مهارات ميلوني الدبلوماسية تجلّت أيضًا في تعاملاتها مع واشنطن وبروكسل؛ فقد نجحت في الحفاظ على دعم إيطاليا لأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي، مع تعزيز علاقاتها مع الدائرة المقربة من ترامب وغيرهم من الشعبويين اليمينيين».
وأكد الموقع أن «هذا التشبيه ليس مثاليًا؛ فإيطاليا في عهد ميلوني ليست كالمملكة المتحدة في ثمانينيات القرن الماضي، والمشهد الجيوسياسي اليوم أكثر تعددية».
وكانت بريطانيا في عهد تاتشر قوة نووية وأقرب حليف لأمريكا، أما إيطاليا في عهد ميلوني، ورغم نفوذها، فإنها لا تتمتع بالنفوذ العالمي نفسه.
وأوروبا اليوم أكثر تشرذمًا، والتهديدات التي تواجهها، الهجرة، وانعدام أمن الطاقة، والاضطرابات التكنولوجية، تختلف عن التهديد الوجودي الذي شكلته الشيوعية السوفيتية. مع ذلك، يرى الموقع أنه «لا يمكن إنكار تأثير ميلوني، فقد أثبتت أن القادة الأوروبيين ما زالوا قادرين على تشكيل الأجندة العالمية، شريطة أن يجمعوا بين الوضوح الأيديولوجي والبراغماتية السياسية».
وفي حين يسعى ترامب إلى إعادة صياغة دور أمريكا في العالم، فإنه يحتاج إلى شريك أوروبي يتجاوز مجرد مُشجع - شخص يُمكنه أن يُضاهيه في الرؤية والمثابرة، وميلوني بمزيجها من القناعة والكاريزما والحس الاستراتيجي، في وضع فريد يُمكّنها من القيام بهذا الدور. ورأى الموقع أن «ميلوني، وبصفتها وسيطة القوة الجديدة في أوروبا، أظهرت بالفعل استعدادها للصعود إلى المسرح العالمي، وربما، مثل تاتشر التي سبقتها، تُسهم في تشكيل مصير الغرب».