الأزمة في أوكرانيا:
دول البلطيق، تخاف أن تكون الوجبة الروسية الثانية...!
-- تحث هذه الدول الثلاث الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حلفاءها على التعبئة
-- يعيد شبح هجوم روسي على أوكرانيا ذكريات مؤلمة في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا
طوارئ عامّة في دول البلطيق! هذه الدول الأوروبية الشمالية، التي كانت أيضًا في حضن موسكو، تراقب بأعين قلقة القوات الروسية التي احتشدت على الحدود مع أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة. والسبب، الخوف من أن تجد نفسها، بدورها، على قائمة العملاق الروسي. “إذا فشلنا في الرد بشكل مناسب على بوتين في أوكرانيا، فسيفسر الكرملين هذا على أنه علامة ضعف وسيشجع فقط على المزيد من العدوان..
صرّح الخميس وزير دفاع لاتفيا أرتيس بابريكس في مقابلة مع جلوب اند ميل، وإذا سقطت أوكرانيا امام روسيا ... سيكون الدور علينا بعد ذلك، فهذا جليّ جدا «.
في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، وكلها تقع على الساحل الشرقي لبحر البلطيق، أيقظت مناورات موسكو ذكريات مؤلمة.
احتُلّت هذه الدول لأول مرة من قبل روسيا في العهد الإمبراطوري، وحصلت لفترة وجيزة على استقلالها بين الحربين العالميتين، قبل أن تعود تحت العلم السوفياتي عام 1940.
“منذ قرون، تحاول روسيا السيطرة على جيرانها، وهذا هو سبب حساسيّة المسألة في دول البلطيق: لا نريد أن يعيد التاريخ نفسه”، يشير مارتن هيرت، الباحث الإستوني في المركز الدولي للدفاع والأمن في تالين.
وصول تعزيزات عسكرية
منذ بدء التصعيد على الحدود الأوكرانية، بدا أن دول البلطيق، الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تتخذ موقفًا حازمًا بشكل خاص فيما يتعلق بموسكو، وطالبت بتعزيزات عسكرية من حلفائها الغربيين. وهكذا، وصلت أربع طائرات مقاتلة دنماركية من طراز اف-16 يوم الجمعة، 28 يناير الى ليتوانيا. وقبلها بيوم، طارت ست طائرات أمريكية من طراز اف-15 إلى إستونيا، للمشاركة في التدريبات العسكرية خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الدول الثلاث أيضًا عن إرسال صواريخ جافلين المضادة للدبابات وصواريخ ستينجر المضادة للطائرات إلى كييف، بعد الحصول على موافقة واشنطن. “هذه المساعدة ستعزز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن أراضيها وسكانها في حال حدوث عدوان روسي”، اشارت هذه الدول في بيان مشترك. “وبالنظر إلى التاريخ، من السهل على إستونيا ولاتفيا وليتوانيا أن تتماهى مع أوكرانيا، يتابع مارتن هيرت، بالنسبة لنا، لم يختف التهديد الروسي أبدًا». من بين السيناريوهات المتصورة في دول البلطيق، يبدو أن الهجوم الروسي على “فجوة سوالكي” يثير القلق بشكل خاص. يمتد هذا الممر البري المعروف جيدًا لدى الاستراتيجيين العسكريين، على مسافة حوالي 100 كيلومتر على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا، ويمتد على امتداد بيلاروسيا وجيب كالينينغراد الروسي شديد التسليح. وغزو هذه المنطقة سيقطع ويعزل، بحكم الأمر الواقع، دول البلطيق الثلاث عن حلفائها الغربيين.
الناتو “كضمان نهائي للأمن»
وفي هذا السياق، أثار انسحاب الناتو من أوروبا الشرقية، الذي طالب به الكرملين كأحد شروط وقف التصعيد، احتجاجًا شديدًا. وقد حذرت رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس في خطاب أمام برلمانها في منتصف شهر يناير: “لن نوافق على أي اتفاق من شأنه أن يؤثر سلبًا على أمن إستونيا أو يقوض الدفاع الجماعي لحلف الناتو”. وعلى العكس من ذلك، دعت إلى “المضي قدمًا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأنه لا مجال للخطأ في الدفاع والردع».
«إن ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 كان بمثابة صدمة لدول البلطيق، التي ليس لديها سبب للاعتقاد بأن روسيا ستمتنع في المستقبل عن تكرار ما سبق ان فعلته في الماضي، يشير تيبو فوييه، الباحث المتخصص في دول البلطيق في مؤسسة البحوث الاستراتيجية، وإذا ضُربت مصداقية الناتو، فإن ضمانتهم النهائية للأمن سيتعرض للخطر”. وكعلامة على أهميته، فإن الانضمام إلى الحلف الأطلسي هو موضوع إجماع داخلي نادر في هذه البلدان الثلاثة، بما في ذلك بين الأحزاب السياسية الأكثر تشكيكًا في الاتحاد الأوروبي، وتشكيكًا في الولايات المتحدة.
وليحذر الحلفاء الفاترين... لم يتردد وزير دفاع لاتفيا الخميس في جلد ألمانيا في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، معتبرا أن تردد برلين في مواجهة الأزمة الأوكرانية يقوض الوحدة الأوروبية أمام موسكو. ومن بين الأسباب الأخرى، “عدم القدرة غير الأخلاقية” للألمان على منح موافقتهم لإستونيا حتى تسلم لأوكرانيا مدافع الهاوتزر المصنعة في ألمانيا. قبل ذلك، عارضت دول البلطيق أيضًا منذ فترة طويلة بناء خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 -الذي يربط روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق -محذرة من خطر ارتهان أوروبا المتزايد للغاز الروسي. وقد حذرت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، من أنه “إذا قامت روسيا بطريقة ما بغزو أوكرانيا، فسيتم حظر نورد ستريم 2”... ووافقت برلين أخيرًا على مراجعة نسختها.
-- يعيد شبح هجوم روسي على أوكرانيا ذكريات مؤلمة في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا
طوارئ عامّة في دول البلطيق! هذه الدول الأوروبية الشمالية، التي كانت أيضًا في حضن موسكو، تراقب بأعين قلقة القوات الروسية التي احتشدت على الحدود مع أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة. والسبب، الخوف من أن تجد نفسها، بدورها، على قائمة العملاق الروسي. “إذا فشلنا في الرد بشكل مناسب على بوتين في أوكرانيا، فسيفسر الكرملين هذا على أنه علامة ضعف وسيشجع فقط على المزيد من العدوان..
صرّح الخميس وزير دفاع لاتفيا أرتيس بابريكس في مقابلة مع جلوب اند ميل، وإذا سقطت أوكرانيا امام روسيا ... سيكون الدور علينا بعد ذلك، فهذا جليّ جدا «.
في لاتفيا وليتوانيا وإستونيا، وكلها تقع على الساحل الشرقي لبحر البلطيق، أيقظت مناورات موسكو ذكريات مؤلمة.
احتُلّت هذه الدول لأول مرة من قبل روسيا في العهد الإمبراطوري، وحصلت لفترة وجيزة على استقلالها بين الحربين العالميتين، قبل أن تعود تحت العلم السوفياتي عام 1940.
“منذ قرون، تحاول روسيا السيطرة على جيرانها، وهذا هو سبب حساسيّة المسألة في دول البلطيق: لا نريد أن يعيد التاريخ نفسه”، يشير مارتن هيرت، الباحث الإستوني في المركز الدولي للدفاع والأمن في تالين.
وصول تعزيزات عسكرية
منذ بدء التصعيد على الحدود الأوكرانية، بدا أن دول البلطيق، الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تتخذ موقفًا حازمًا بشكل خاص فيما يتعلق بموسكو، وطالبت بتعزيزات عسكرية من حلفائها الغربيين. وهكذا، وصلت أربع طائرات مقاتلة دنماركية من طراز اف-16 يوم الجمعة، 28 يناير الى ليتوانيا. وقبلها بيوم، طارت ست طائرات أمريكية من طراز اف-15 إلى إستونيا، للمشاركة في التدريبات العسكرية خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وفي نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الدول الثلاث أيضًا عن إرسال صواريخ جافلين المضادة للدبابات وصواريخ ستينجر المضادة للطائرات إلى كييف، بعد الحصول على موافقة واشنطن. “هذه المساعدة ستعزز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن أراضيها وسكانها في حال حدوث عدوان روسي”، اشارت هذه الدول في بيان مشترك. “وبالنظر إلى التاريخ، من السهل على إستونيا ولاتفيا وليتوانيا أن تتماهى مع أوكرانيا، يتابع مارتن هيرت، بالنسبة لنا، لم يختف التهديد الروسي أبدًا». من بين السيناريوهات المتصورة في دول البلطيق، يبدو أن الهجوم الروسي على “فجوة سوالكي” يثير القلق بشكل خاص. يمتد هذا الممر البري المعروف جيدًا لدى الاستراتيجيين العسكريين، على مسافة حوالي 100 كيلومتر على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا، ويمتد على امتداد بيلاروسيا وجيب كالينينغراد الروسي شديد التسليح. وغزو هذه المنطقة سيقطع ويعزل، بحكم الأمر الواقع، دول البلطيق الثلاث عن حلفائها الغربيين.
الناتو “كضمان نهائي للأمن»
وفي هذا السياق، أثار انسحاب الناتو من أوروبا الشرقية، الذي طالب به الكرملين كأحد شروط وقف التصعيد، احتجاجًا شديدًا. وقد حذرت رئيسة الوزراء الإستونية كاجا كالاس في خطاب أمام برلمانها في منتصف شهر يناير: “لن نوافق على أي اتفاق من شأنه أن يؤثر سلبًا على أمن إستونيا أو يقوض الدفاع الجماعي لحلف الناتو”. وعلى العكس من ذلك، دعت إلى “المضي قدمًا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأنه لا مجال للخطأ في الدفاع والردع».
«إن ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 كان بمثابة صدمة لدول البلطيق، التي ليس لديها سبب للاعتقاد بأن روسيا ستمتنع في المستقبل عن تكرار ما سبق ان فعلته في الماضي، يشير تيبو فوييه، الباحث المتخصص في دول البلطيق في مؤسسة البحوث الاستراتيجية، وإذا ضُربت مصداقية الناتو، فإن ضمانتهم النهائية للأمن سيتعرض للخطر”. وكعلامة على أهميته، فإن الانضمام إلى الحلف الأطلسي هو موضوع إجماع داخلي نادر في هذه البلدان الثلاثة، بما في ذلك بين الأحزاب السياسية الأكثر تشكيكًا في الاتحاد الأوروبي، وتشكيكًا في الولايات المتحدة.
وليحذر الحلفاء الفاترين... لم يتردد وزير دفاع لاتفيا الخميس في جلد ألمانيا في مقابلة مع صحيفة فايننشال تايمز، معتبرا أن تردد برلين في مواجهة الأزمة الأوكرانية يقوض الوحدة الأوروبية أمام موسكو. ومن بين الأسباب الأخرى، “عدم القدرة غير الأخلاقية” للألمان على منح موافقتهم لإستونيا حتى تسلم لأوكرانيا مدافع الهاوتزر المصنعة في ألمانيا. قبل ذلك، عارضت دول البلطيق أيضًا منذ فترة طويلة بناء خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 -الذي يربط روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق -محذرة من خطر ارتهان أوروبا المتزايد للغاز الروسي. وقد حذرت الولايات المتحدة، مساء الأربعاء، من أنه “إذا قامت روسيا بطريقة ما بغزو أوكرانيا، فسيتم حظر نورد ستريم 2”... ووافقت برلين أخيرًا على مراجعة نسختها.