رئيس الدولة ونائباه يهنئون ملك البحرين بذكرى اليوم الوطني لبلاده
أسلحة مشكوك في فعاليتها
دول الناتو تحدث جيوشها... على حساب أوكرانيا
اعتبر الكاتبان الروسيان فيكتور سوكيركو، ودميتري مايوروف أن دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" وجدت في الحرب الروسية على أوكرانيا فرصة لتحديث جيوشها.
وكشف الباحثان، في صحيفة "غازيتا رو" الروسية، أن الحلف تحدث عن مواصلة تزويد أوكرانيا بأنواع جديدة من الأسلحة، لكن التسليم شتمل أيضاً معدات قديمة.
وأوضح خبراء عسكريون تحدثوا للصحيفة أن ناتو سيزود أوكرانيا بأسلحة من ألمانيا الشرقية السابقة، عمرها أكثر من نصف قرن، مضيفين أن "دول ناتو تسعى للتخلص من الأسلحة والذخائر القديمة وغير الضرورية، بما في ذلك الأسلحة والذخائر سوفييتية الصنع، للحصول على أسلحة أكثر حداثة".
وفي هذا الإطار، قال عضو جمعية الخبراء العسكريين سيرغي بيلوأوسوف للصحيفة، إن "ناتو فشل حتى في تسليح الدول الأعضاء في أوروبا الشرقية بالكامل"، مضيفاً أن "المجر، وبولندا، والتشيك، وهي أول الدول التي انضمت إلى الحلف في مارس (آذار) 1999، والدول التي جُندت في 2004، مثل بلغاريا، ورومانيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا، ودول البلطيق، لا تزال غير قادرة على التخلص من الأسلحة التي حصلت عليها من الاتحاد السوفييتي".
أسلحة مشكوك في فعاليتها
من جهته، قال اللواء المتقاعد ليونيد أرتيمييف للصحيفة إن حجب ناتو إعلان نوع الأسلحة التي سيقدّمها لأوكرانيا يرجح أنها "قديمة".
وأضاف أن ألمانيا قررت تزويد أوكرانيا بـ 2700 من منظومات الدفاع الجوي المحمولة من طراز "Strela-2"، وهي من إنتاج الاتحاد السوفيتتي وموجودة في المستودعات منذ 30 أو 40 عاماً. وبالتالي، فإن فعاليتها مشكوك فيها للغاية.
واعتبر أن برلين "وجدت الحل للتخلص منها بإرسالها إلى أوكرانيا بدل إعادة تدويرها".
بدورها، أعلنت اليونان، وسلوفاكيا إرسال قاذفات قنابل يدوية من طراز RPG-7، وهي أسلحة استخدمت في 1961، ولا يعرف كم وقتاً بقيت في المخازن.
أما كندا، فأعلنت أن الأسلحة التي سترسلها إلى أوكرانيا تشمل رشاشات C6، وبنادق هجومية من طراز C8، وقاذفات قنابل يدوية، مضادة للدبابات من طراز "كارل غوستاف" سويدية الصنع.
وأوضح عضو مجلس الخبراء العسكريين ألكسندر نيكولسكي أن سلاح "كارل غوستاف بعيد كل البعد عن الحداثة عدا أنه ليس النموذج الواعد".
وشرح أن النموذج الأساسي لقاذفة القنابل هذه تطور في 1948، ثمّ عدل ثلاث مرات، لكن من الواضح أن الزمن عفا عليه. وأضاف أرادت كندا استبداله بأحدث الموديلات، فقرروا الآن إرسالها إلى أوكرانيا".
التسليم لن يتمّ
وفي الوقت نفسه، قال الخبير العسكري فيكتور ليتوفكين للصحيفة، إن "الخدمات اللوجستية لإمدادات الأسلحة ستكون صعبة، لأن كييف لا تتحكم في المجال الجوي للبلاد، ما يعني أن مثل هذا التسليم لا يمكن أن يتم إلا عن طريق الشاحنات، أو السكك الحديدية. وبما أن روسيا تسيطر على جزء كبير من أراضي أوكرانيا، فستدمر كل هذه الأسلحة بمجرد تفريغها من السيارات أو القطارات إلى المستودعات.
وتوقع أنه في أفضل الأحوال، ستخزن في مدينة لفيف دون إمكانية نقلها".
بدوره، أشار اللواء الاحتياطي فلاديمير بوبوف إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية لا تملك القدرة على إصلاح المعدات، إذ دمرت الصواريخ الروسية عدداً كبيراً من المصانع ومراكز التصليح العسكرية.
أسلحة مساومة
كما أبلغت التشيك عن إمداد أوكرانيا بأسلحة تشمل المدرعات التشيكية "BMP-1" و "T-72".
لكن بيلوأوسوف قال إن "هذه نماذج قديمة أنتجت بترخيص سوفييتي في تشيكوسلوفاكيا حتى 1992. وفي الوقت نفسه، كانت هذه الشحنات موضوع مساومة واتفاقيات بين الحلفاء في بروكسل في إطار حلف شمال الأطلسي".
وأضاف أن براغ تتوقع الآن، بعد أن تخلصت من بعض معداتها العسكرية، أن تحصل على أسلحة جديدة، مثل دبابات أبرامز الأمريكية أو تايغر الألمانية.
وفقا للمخطط نفسه، تحاول وارسو أيضا التخلص من طائرات MiG-29 القديمة لاستقبال مقاتلات أمريكية إضافية.
وأكد بيلوسوف أن "دول ناتو تحدث جيوشها على حساب أوكرانيا".
خطوة ماكرة
ويتفق الخبير العسكري فلاديسلاف شوريغين مع وجهة النظر هذه، وقال: "هذه خطوة ماكرة من ناتو، إمداد أوكرانيا بأسلحة متقادمة. فهي من ناحية، توحي بمساعدة عسكرية لا تؤثر على نتيجة العملية العسكرية الخاصة، وتجعل المواجهة أكثر دموية، ومن ناحية أخرى، هذه فرصة لتجديد أسلحة عدد من دول الحلف".
وتعهدت إستونيا بنقل مجموعة من مدافع "هاوتزر" السوفييتية 122 ملم من طراز "D-30".
وقال بوبوف: "دخلت هذه المدافع الخدمة في 1960. وفي 2013، تخلت روسيا عنها واستبدلها بمدافع هاوتزر "Msta-B".
وأضاف أن رومانيا، وبلغاريا، اللتان لا يزال جيشاهما مسلّحين بدبابات T-55AM، أعلنتا إرسالها إلى أوكرانيا بعد أن حاولتا طويلاً دون جدوى استبدالها.
وقبل أيام، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة ستقدم مساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا بـ 100 مليون دولار، ستشمل المساعدة دفع ثمن سلع وخدمات الدفاع، والتدريب العسكري والتعليم.
وخلص بولوسوف: "ستكون دول أوروبا الشرقية هي المورد لهذه السلع، وبالتالي ستطالب بالأموال الأمريكية".