شخصيات في حياتنا

شخصيات في حياتنا

ثقافة الشكر، من الثقافات المرتبطة بتكوين الشخص وخصاله، ثقافة تعتمد على انفتاح الذات على الأخر والسلام النفسي والوضوح التام، فضلا عن اليقين بأن الثمر لا يسقط بعيداً عن الشجر، وأن البذور لا تسقي نفسها لتثمر، وعند نزول المطر من السماء تروي الأرض فتنبت وردا وأخرى تنبت شوكا، فمن تنبت وردا تسهم في رفع راية ثقافة الشكر، وهذا يتضح جلياً في الثناء على من قدم معروفاً في صورة دعم، وهذا ما قدمه سعد المهري أحد رواد العمل التطوعي لأفراد المجتمع. 
ولأن الشكر والثناء ثقافة لا يعرفها إلا من يمتلك التصالح مع الذات، علينا أن نبادر بذكر فضل الأشخاص علينا خاصة الذين أضافوا إلى تكوين شخصيتنا، وأثروا بالإيجاب في سلوكياتنا، وغيروا من فكرنا عن الأشياء بممارسة الأفعال الحميدة أمامنا لنتعلم بدون تنظير وضوضاء وادعاء المعرفة، فمن يقدم العون لأفراد المجتمع مثل سعد المهري، ويشارك المؤسسات التعليمية والخيرية بهدف خلق مناخ ملائم لنجاح وتفوق طلاب العلم، يجب أن نمارس معه ثقافة شكراً، ليستمر في العطاء ويعلم أن هدفه في المساعدة قد تحقق. 
وجاء في الأثر " من لم يشكر الناس لا يشكر الله" وهذا حقيقي لأن ثقافة الشكر والثناء كبيرة إلا على المتواضعين، الذين يتصفون بالخصال الحميدة وحب الآخر وتقديم الخير للجميع، وتعلمت من سعد المهري فن الصمت حين يستمع للكبير أو الصغير، التواضع الجم والمضي قدماً خلف شعاع الخير، عهدته شخصاً محباً للعلم والعلماء، مهووساً بحب الوطن وانتمائه وولائه للقيادة الرشيدة، مهتماً بالعائلة الممتدة، بالإضافة إلى المغالاة في بر الوالدين، يحدثني عن ذكرياته مع والده والحكم الحياتية التي ورثها منه، يتغزل في والديه لدرجة توصيل حبهما إلى قلب المستمع، وأمنية لقاء والديه لما يصفهما به. 
من الضروري ممارسة ثقافة الثناء مع كل من أخذنا عنه صفة حميدة، وأنار لنا طريق الفكر والخبرة وساهم في تطور مهارتنا وقدراتنا على استيعاب الآخر وحب عمل الخير، فهذه الهبات لم تعط لكل البشر ولكنها تهب لمن يشاء من عباده، فما دمنا نرى ناكري الجميل ومن ينسبوا فضلاً لم يفعلوه لأنفسهم، ندرك أن هبة العطاء والخير لا تمنح إلا لأصحاب القلوب السليمة والأيادي البيضاء، لذلك علينا أن نشكر ونثني على كل من اجتهد وحاول أسعاد الآخرين وإدخال البهجة في نفوسهم بكلمة طيبة أو بقرار منح مادية تفرج كربة المحتاجين. 
نمارس ثقافة الشكر مع سعد المهري وغيره ممن تعلمت منهم على المستوى الشخصي، فن التواضع والإدارة وحب الخير واحترام الكل، فكلما كانت الرأس متحررة مفتوحة على العالم كلما كانت الرؤية ناصعة وواضحة، كما أن الثناء المقدم إلى الأشخاص ما هو إلا وسام يقدم لأفعالهم وخصالهم في مساعدة المجتمع وتطوير وبناء الوطن.