رئيس الدولة يؤكد إخلاص أبناء الوطن وتفانيهم جيلاً بعد جيل في خدمته
شخصيات في حياتنا
كتبت اسم مجدي الألفي ضمن مجموعة من الأشخاص في ورقة صغيرة جداً أعطاها لي أحد الأشخاص، ووصف هؤلاء الأشخاص بأنهم يقدمون المساعدات اللوجستية للمصريين المتضررين من كوفيد ١٩ والتي انقطعت بهم السبل وفقدوا عملهم والذين جاءوا زيارة وفرض عليهم الحظر، ففي هذه الفترة توقف الطيران وأصبح العمل من على بعد 
قام هؤلاء الأشخاص بتكوين رابطة فيما بينهم، بنيت على خدمة الجالية المصرية المتعثرة، فتم استئجار شقق في كل إمارة في الدولة، لاستضافة الشباب المتعثر والفتيات المتعثرات ممن فقدن الوظيفة أو في زيارة للبحث عن عمل، كانت الأماكن إواء محترماً بالإضافة لمشاركة أصحاب المطاعم المصرية في تغطية الوجبات الساخنة على مدار اليوم لهؤلاء المتضررين. 
لما علمت بهذه المبادرة الجيدة، وأن القائمين عليها لم ينتظروا لا شكراً ولا حمداً من أحد، وأنهم قاموا بهذا العمل التطوعي بدافع الوطنية والإيمان الكامل بأهمية التكافل والعطاء بلا هدف أو غرض، في هذا الوقت انفرجت أساريري وسعدت بهذه النماذج المشرفة التي طالما تخدم أولاد وطنهم وتعكس روح التعاون والتفاعل مع الأحداث والأزمات وتقديم العون لكل محتاج من أفراد الجالية على أرض الإمارات. 
تحمست للفكرة واتصلت بأحد الأسماء كان عاطف البطل، الذي تلقى مكالمتي بهدوء وسارع في تقديم الخدمة وتساءل عن مكاني والخدمة المطلوبة إن كانت بهدف السكن أو توصيل الوجبات، ابتسمت وعلمت أن الموضوع جد وبادرت بتعريف نفسي وحصلت منه على بعض المعلومات التي تفيدني في كتابة تقرير عن المبادرة ونشرها بالصحيفة. 
لم أتصل وقتها بمجدي الألفي لكن التقيته بعد ذلك في الاحتفالات القومية بالنادي المصري بإمارة عجمان، إنسان دمث الخلق هادئ محب الجميع متفان في أداء الواجب، يحقق سعادته من إسعاد الآخرين، وتقديم لهم العون وقضاء حوائجهم. أمس علمت أنه رحل عن دنيانا والارتقاء إلى مكانة أفضل بعمله الذي يشهد له القاصي والداني، قدم لهذا اليوم الصعب الذي سنقفه جميعا يوما لنأمل عملاً واحداً من أعمال الخير قدمناه بلا رياء أو للشهرة، عمل لابتغاء مرضاته والتقرب منه ليغفر لنا ويرحمنا، وندعو الله بالمغفرة والرحمة لمجدي الألفي ويسكنه فسيح جناته، وأن يجعل جبره الخواطر وتفريج الكربة عن المكروبين في ميزان حسناته.