غاب عن «يوم الشمس»:
صحة كيم جونغ أون ومستقبل النظام الكوري الشمالي
-- من غير المرجح أن تؤول السلطة الى شخص ليس من قبيلة كيم، وأخته الأصغر مرشّحة لخلافته
-- وحدها مشكلة صحية خطيرة أو مشكلة سياسية يمكنها أن تبعد كيم عن احتفالات تكريم كيم إيل سونغ
-- أجبر اختفاءه الغامض العواصم الكبرى على توقّع «الأسوأ» والسؤال حول تشكيل إدارة تنفيذية جديدة
-- يبدو أن سيناريو العملية الجراحية الدقيقة التي أجريت حوالي 12 فبراير مؤكد
-- حافظ كيم على ثقته في «الطب الفرنسي» وأطباء فرنسيون وصلوا بيونغ يانغ سراً
في غياب مصدر موثوق تقريبًا في أعلى دوائر السلطة الكورية الشمالية، ترفض أجهزة المخابرات الآسيوية والأمريكية في الوقت الحالي التعليق على الحالة الصحية لكيم جونغ أون، الذي قيل إنه أجرى عملية جراحية على القلب الأسبوع الماضي. لكن الجميع فوجئ بغيابه الأسبوع الماضي عن احتفالات “يوم الشمس” الرمزية، تكريما لجده ومؤسس الأمة كيم إيل سونغ.
«إنه أمر غير مسبوق”، استغرب، في بيان، تاي يونغ هو، الدبلوماسي الكوري الشمالي السابق الذي أصبح شخصية سياسية في الجنوب. “إنه عادة يوم رئيسي لكيم جونغ أون، يجب أن نفهم أن الأمر يشبه إلى حد ما غياب البابا عن احتفالات عيد الفصح”، يلخّص ستيفن ناغي، الأستاذ المساعد في الجامعة المسيحية الدولية في طوكيو.
منذ أن خلف والده في أواخر عام 2011، كرّس كيم جونغ أون عبادة الشخصية، مشيرًا باستمرار إلى صورة جده الذي حكم كوريا الشمالية الأكثر ازدهارًا وكبرياء، بدلاً من والده الذي يرتبط، في اللاوعي الجماعي الكوري الشمالي، بصعوبات ومجاعات اقتصادية. “فقط مشكلة صحية خطيرة أو مشكلة سياسية يمكنها بالتالي أن تبعده عن هذه الاحتفالات على شرف كيم إيل سونغ”، يضيف الأخصائي.
في سيول وطوكيو، تقول الحكومتان إنه لا معلومات لديها تبيّن أن حياة كيم، 36 عامًا، قد تكون في خطر، كما لمّح الى ذلك مصدر أمريكي رسمي سألته سي ان ان يوم الاثنين. ولكن يبدو أن سيناريو العملية الجراحية الدقيقة التي أجريت حوالي 12 فبراير مؤكد. وهي نتيجة تدهور في الأشهر الأخيرة لحالته الصحية، هو الذي يعاني منذ سنوات من السمنة وارتفاع ضغط الدم.
أطباء فرنسيون لعلاجه
ووفقًا لصحيفة يوميوري اليابانية، جاء أطباء فرنسيون إلى بيونغ يانغ سراً في مطلع شهر يناير لفحصه. وهذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها السلطة الكورية الشمالية المتخصصين الفرنسيين إلى علاج قادتها. وهكذا تم التعامل مع كيم جونغ إيل، والد كيم جونغ أون، عام 1993، بعد سقوطه من حصان، من قبل البروفيسور فرانسوا كزافييه رو. ثم تم استدعاء نفس الطبيب في أغسطس 2008 لعلاجه وقد اصيب بسكتة دماغية عنيفة.
ويبدو أن كيم جونغ أون حافظ على ثقته في “الطب الفرنسي” وقد سبق ان فحصه أساتذة من المستشفيات الباريسية. عام 2014، أكدت “جونغانغ ديلي” أن أستاذًا فرنسيًا أجرى عملية جراحية له في الكاحلين في مستشفى في بيونغ يانغ. ثم “اختفى” القائد من وسائل الإعلام الدعائية للنظام طيلة ستة أسابيع، تاركا العواصم الكبرى تتساءل عن إمكانية حدوث مأساة على رأس النظام.
شقيقته في الخط الأمامي
ومرة أخرى، أجبر اختفاءها الغامض العواصم الكبرى على توقّع “الأسوأ”، والسؤال حول تشكيل إدارة تنفيذية جديدة. ووفقًا لـ “يوميوري”، كان كيم جونغ أون يعدّ أخته الأصغر كيم يو جونغ لخلافته إذا أصبح غير قادر على ممارسة السلطة.
ويشير ستيفين ناغي إلى أنه “يبدو من غير المرجح أن تؤول السلطة الى شخص ليس من قبيلة كيم”. فمنذ أن مثلت بيونغ يانغ في مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية في أوائل عام 2018، تصاعدت هالة كيم يو جونغ بشكل مطرد في جهاز كوريا الشمالية. وشوهدت نشطة للغاية إلى جانب شقيقها في سنغافورة وهانوي خلال قمّتيه مع دونالد ترامب.
ولئن قلصت الدعاية من منسوب تمجيدها منذ منتصف عام 2019، مع ركود المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ، فقد قامت السلطة بإبرازها في الأسابيع الأخيرة حيث نشرت وسائل الإعلام الرسمية العديد من مواقفها.
في مارس، شكرت دونالد ترامب في رسالة حول أزمة فيروس كورونا. وفي الشهر الماضي، كانت هي التي هاجمت بعنف الحكومة الكورية الجنوبية، بعد إدانة هذه الاخيرة إطلاق الشمال لصواريخ. ووصفت حينها تصريحات سيول “بنباح كلب خائف”. وفي 11 أبريل، استعادت لقب العضو المنتدب في المكتب السياسي، الجهاز القوي لحزب العمال المهيمن على البلاد.
وبالنسبة لبعض الخبراء، لا يزال سيناريو التسلّم الفوري لهذه الشابة، 32 عامًا، للسلطة غير مؤكد. بل يمكن تصور شكل من أشكال الوصاية. “إذا مات كيم جونغ أون قبل أن يصبح طفلاه بالغين لخلافته، يُحتمل أن يتم تعيين قيادة جماعية للحكم حتى يكون خليفة الأسرة جاهزًا لتولي السلطة”، يتوقّع أيضًا ليونيد بتروف من الكلية الدولية للإدارة في سيدني. ولا يعتقد هذا الاختصاصي في المسائل الكورية الشمالية، مع ذلك، في موت أو تدهور خطير لصحة كيم جونغ أون.
-- وحدها مشكلة صحية خطيرة أو مشكلة سياسية يمكنها أن تبعد كيم عن احتفالات تكريم كيم إيل سونغ
-- أجبر اختفاءه الغامض العواصم الكبرى على توقّع «الأسوأ» والسؤال حول تشكيل إدارة تنفيذية جديدة
-- يبدو أن سيناريو العملية الجراحية الدقيقة التي أجريت حوالي 12 فبراير مؤكد
-- حافظ كيم على ثقته في «الطب الفرنسي» وأطباء فرنسيون وصلوا بيونغ يانغ سراً
في غياب مصدر موثوق تقريبًا في أعلى دوائر السلطة الكورية الشمالية، ترفض أجهزة المخابرات الآسيوية والأمريكية في الوقت الحالي التعليق على الحالة الصحية لكيم جونغ أون، الذي قيل إنه أجرى عملية جراحية على القلب الأسبوع الماضي. لكن الجميع فوجئ بغيابه الأسبوع الماضي عن احتفالات “يوم الشمس” الرمزية، تكريما لجده ومؤسس الأمة كيم إيل سونغ.
«إنه أمر غير مسبوق”، استغرب، في بيان، تاي يونغ هو، الدبلوماسي الكوري الشمالي السابق الذي أصبح شخصية سياسية في الجنوب. “إنه عادة يوم رئيسي لكيم جونغ أون، يجب أن نفهم أن الأمر يشبه إلى حد ما غياب البابا عن احتفالات عيد الفصح”، يلخّص ستيفن ناغي، الأستاذ المساعد في الجامعة المسيحية الدولية في طوكيو.
منذ أن خلف والده في أواخر عام 2011، كرّس كيم جونغ أون عبادة الشخصية، مشيرًا باستمرار إلى صورة جده الذي حكم كوريا الشمالية الأكثر ازدهارًا وكبرياء، بدلاً من والده الذي يرتبط، في اللاوعي الجماعي الكوري الشمالي، بصعوبات ومجاعات اقتصادية. “فقط مشكلة صحية خطيرة أو مشكلة سياسية يمكنها بالتالي أن تبعده عن هذه الاحتفالات على شرف كيم إيل سونغ”، يضيف الأخصائي.
في سيول وطوكيو، تقول الحكومتان إنه لا معلومات لديها تبيّن أن حياة كيم، 36 عامًا، قد تكون في خطر، كما لمّح الى ذلك مصدر أمريكي رسمي سألته سي ان ان يوم الاثنين. ولكن يبدو أن سيناريو العملية الجراحية الدقيقة التي أجريت حوالي 12 فبراير مؤكد. وهي نتيجة تدهور في الأشهر الأخيرة لحالته الصحية، هو الذي يعاني منذ سنوات من السمنة وارتفاع ضغط الدم.
أطباء فرنسيون لعلاجه
ووفقًا لصحيفة يوميوري اليابانية، جاء أطباء فرنسيون إلى بيونغ يانغ سراً في مطلع شهر يناير لفحصه. وهذه ليست المرة الأولى التي تدعو فيها السلطة الكورية الشمالية المتخصصين الفرنسيين إلى علاج قادتها. وهكذا تم التعامل مع كيم جونغ إيل، والد كيم جونغ أون، عام 1993، بعد سقوطه من حصان، من قبل البروفيسور فرانسوا كزافييه رو. ثم تم استدعاء نفس الطبيب في أغسطس 2008 لعلاجه وقد اصيب بسكتة دماغية عنيفة.
ويبدو أن كيم جونغ أون حافظ على ثقته في “الطب الفرنسي” وقد سبق ان فحصه أساتذة من المستشفيات الباريسية. عام 2014، أكدت “جونغانغ ديلي” أن أستاذًا فرنسيًا أجرى عملية جراحية له في الكاحلين في مستشفى في بيونغ يانغ. ثم “اختفى” القائد من وسائل الإعلام الدعائية للنظام طيلة ستة أسابيع، تاركا العواصم الكبرى تتساءل عن إمكانية حدوث مأساة على رأس النظام.
شقيقته في الخط الأمامي
ومرة أخرى، أجبر اختفاءها الغامض العواصم الكبرى على توقّع “الأسوأ”، والسؤال حول تشكيل إدارة تنفيذية جديدة. ووفقًا لـ “يوميوري”، كان كيم جونغ أون يعدّ أخته الأصغر كيم يو جونغ لخلافته إذا أصبح غير قادر على ممارسة السلطة.
ويشير ستيفين ناغي إلى أنه “يبدو من غير المرجح أن تؤول السلطة الى شخص ليس من قبيلة كيم”. فمنذ أن مثلت بيونغ يانغ في مراسم افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية في أوائل عام 2018، تصاعدت هالة كيم يو جونغ بشكل مطرد في جهاز كوريا الشمالية. وشوهدت نشطة للغاية إلى جانب شقيقها في سنغافورة وهانوي خلال قمّتيه مع دونالد ترامب.
ولئن قلصت الدعاية من منسوب تمجيدها منذ منتصف عام 2019، مع ركود المفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ، فقد قامت السلطة بإبرازها في الأسابيع الأخيرة حيث نشرت وسائل الإعلام الرسمية العديد من مواقفها.
في مارس، شكرت دونالد ترامب في رسالة حول أزمة فيروس كورونا. وفي الشهر الماضي، كانت هي التي هاجمت بعنف الحكومة الكورية الجنوبية، بعد إدانة هذه الاخيرة إطلاق الشمال لصواريخ. ووصفت حينها تصريحات سيول “بنباح كلب خائف”. وفي 11 أبريل، استعادت لقب العضو المنتدب في المكتب السياسي، الجهاز القوي لحزب العمال المهيمن على البلاد.
وبالنسبة لبعض الخبراء، لا يزال سيناريو التسلّم الفوري لهذه الشابة، 32 عامًا، للسلطة غير مؤكد. بل يمكن تصور شكل من أشكال الوصاية. “إذا مات كيم جونغ أون قبل أن يصبح طفلاه بالغين لخلافته، يُحتمل أن يتم تعيين قيادة جماعية للحكم حتى يكون خليفة الأسرة جاهزًا لتولي السلطة”، يتوقّع أيضًا ليونيد بتروف من الكلية الدولية للإدارة في سيدني. ولا يعتقد هذا الاختصاصي في المسائل الكورية الشمالية، مع ذلك، في موت أو تدهور خطير لصحة كيم جونغ أون.