صحف عربية: «حرية اليمن السعيد»...لحظة حاسمة

صحف عربية: «حرية اليمن السعيد»...لحظة حاسمة


بعد تحرير شبوة اليمنية من ميليشيا الحوثي، أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، إطلاق “حرية اليمن السعيد” في كافة المحاور والجبهات القتالية، لنقل اليمن إلى مرحلة النماء والازدهار. ووفق صحف عربية صادرة أمس الأربعاء، يُمثل الإعلان منعرجاً في مسار الحرب في اليمن، بعد التطورات التي شهدتها المعارك، في الأيام القليلة الماضية، بفضل ألوية العمالقة الجنوبية.

الحل العسكري
وفي هذا الإطار قال موقع “إندبندنت عربية”، إن إعلان التحالف “حرية اليمن السعيد” يعكس توجهاً نحو الحل العسكري بعد أن تعذرت الحلول السلمية للحرب الدائرة منذ 7 أعوام. ولكن التحالف ورغم قرار الحسم، لا يعتبر أن الحرب غاية أو هدف عمله في اليمن، ذلك أنه يسعى وفق المالكي “للوصول إلى نماء وازدهار اليمن وتطهيره من ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران”، مشدداً على أنها “ليست عملية عسكرية، بل إنمائية تنقل اليمن إلى النماء والازدهار ليصبح في مجال المصفوفة الخليجية».  وتأتي “حرية اليمن السعيد” بعد “تولي قوات العمالقة مهمة تحرير محافظة شبوة من قبضة الميليشيات الحوثية التي سيطرت عليها في سبتمبر (أيلول) الماضي”،  وبعد أن “شهد مسرح العمليات العسكرية تحولات نوعية غيّرت مجرى السيطرة الميدانية على نحو سريع ومفاجئ».
واعتبر الموقع أن إطلاق العملية الجديدة، في ظل تقدم العمالقة ينبئ بـ”تغيرات كبرى تجري في زمام المعارك العسكرية التي تخوضها الشرعية اليمنية ومعها التحالف العربي الداعم لها ضد الجماعة المدعومة من إيران، التي وصفها محافظ شبوة المعين بالنصر الكبير، فيما لزمت الميليشيات الصمت، ولم يصدر عنها تعليق بعد التطورات الميدانية الأخيرة».

رد حاسم
وفي صحيفة الشرق الأوسط، قال عبد الرحمن الراشد: “بعد انقلاب موازين القوى في ساحة المعركة داخل اليمن، وتحديداً في شبوه ومأرب ومحيطها، يلوم بعض الحوثيين، إيران على خسائرهم، ويربطها بمساومات مفاوضات فيينا، التي تشترط إنهاء تدخلات الإيرانيين الإقليمية، وهناك من يرى أن ارتفاع مستوى القتال نتيجة طبيعية لنهاية الهدنة التي التزمت بها دول التحالف وانتهت بعد رفض الحوثيين التفاوض على حل سلمي».
وأضاف “التفسير الأقرب للواقع، أن اليمنيين مع التحالف يعيشون أفضل مراحل التعاون العسكري والعمل المشترك. ما كان لقوات العمالقة طرد الحوثيين من دون سلاح جو التحالف الذي قضى على آلياتهم وتجمعاتهم، أيضاً من دون قوات على الأرض ما كان القصف كافياً لاستعادة المديريات بعد هروب الميليشيات».
وأوضح الراشد أنه “نتيجة التفكك السياسي اليمني، وتبعثر القوى المحلية، تمكن الحوثي من السيطرة على نحو ثلث أراضي الدولة اليمنية ونصف السكان. والمعارك الأخيرة برهنت على أن العمل المشترك ضرورة لكسب المواجهة».
وقال الكاتب في النهاية: “يمكن أن نعد تقدم الشرعية مرحلة وجولة انتصار مهمة في رحلة التحرير الطويل لليمن، هذا اليمن البلد الكبير. وهي رد على الاستنتاجات الأخيرة بتخلي التحالف عن اليمن، ونقص إمداداته وذخيرته، والمراهنة على الخلافات بين القوى اليمنية. القوى اليمنية، الشرعية والعمالقة وغيرها تتَّجه نحو محطتها التالية، محافظة البيضاء، ومأرب أيضاً».

قوة الحسم
وفي صحيفة “عكاظ” السعودية، أوضح سلمان الشريدة، أن قوات التحالف، كشفت أكثر من مرة “تورط الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني في دعم مليشيا الحوثي في اليمن لزعزعة أمن اليمن الشقيق وشعبه».
وأضاف “ندرك أهمية وجوب إسقاط الحصانة عن مطار صنعاء وميناء الحديدة بعد أن تحولا إلى منطقتين عسكريتين يتم فيهما تخزين الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى عمليات التهريب والتفخيخ والتدريب لخرق قرار مجلس الأمن 2216”، مضيفاً “أن المتحدث الرسمي ختم المؤتمر الأخير بقوله نتمنى أن لا نستخدم القوة، وهذه العبارة تدل على جدية قوات التحالف في أحد الخيارين لا ثالث لهما إما الحل السياسي أو القوة العسكرية».
ويرى الكاتب في ختام مقاله، أن “القوة هي الأقرب، فأهداف التحالف أولاً وأخيراً أهداف عسكرية مشروعة».

انحراف أخلاقي
وفي سياق آخر، قالت صحيفة “الرياض” في افتتاحيتها، إن وزير الأوقاف اليمني الشيخ محمد شبيبة، كشف عن تفاصيل صادمة في معرض رصده للانحراف الفكري المريع لدى ميليشيات الحوثي، وقدر السقوط الأخلاقي والديني الذي تمارسه الميليشيا المذهبية التابعة لإيران، عبر ممارسات فظيعة يندى لها جبين الإنسانية جمعاء باختلاف أديانها وشرائعها».
وأوضح الوزير أن “عصابة الحوثي دنست بيوت الله التي جعلت للعبادة والذكر، وحولتها إلى مكان للرقص وتعاطي الممنوعات”، مضيفاً أن هذا السلوك الفاجر، يكشف الطبيعة الإجرامية الخالصة لميليشيا الحوثي، وتحللها من كل القيم والأعراف الإسلامية، والأخلاقية..
 وإذ نضيف لهذه الممارسات القبيحة، مقايضة الوالدين بالأبناء والاجتراء على حرمة الموتى عبر قتل الضحية ظلماً وعدواناً والإقدام على فعل شنيع من خلال تلغيم الجثة في انحطاط أخلاقي غير مسبوق، تتبدى لنا طبيعة الميليشيا الحوثية على حقيقتها بعيداً عن أي تصنيفات أو تسميات سياسية أو اجتماعية، وبصرف النظر عن طبيعة الصراع في اليمن».
وأشار الوزير إلى  الأهمية الكبرى لعاصفة الحزم، وتدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وإنقاذ هذا البلد العربي العريق من براثن عصابة إجرامية، كانت لتحول اليمن وكراً لشذاذ الآفاق، والإرهابيين، مضيفاً أن “معركة تحرير اليمن من هذه العصابة الإرهابية، هي أيضاً معركة فاصلة بين الوسطية والتطرف، بين القيم الإنسانية الجامعة والارتكابات الإجرامية، بين هدف الاستقرار ونهج الدولة، وبين الفوضى ومنطق الميليشيات».