سهيل المزروعي: الإمارات من أكبر المستثمرين في قطاع الطاقة الأمريكي
جرائم عدة ومتهم واحد
صحف عربية: لبنان من نيترات الأمونيوم إلى رمان المخدرات
لا يزال قرار السعودية بوقف استيراد الخضار والفاكهة من لبنان، بسبب محاولات تهريب المخدرات إليها يتفاعل في بيروت، فيما أعلن سفير المملكة لدى لبنان وليد البخاري أن المخدرات المهربة كافية لإغراق العالم العربي.
ووفقاً لصحف عربية صادرة أمس الثلاثاء، فإن تهريب المخدرات إلى السعودية “عمل سياسي” لا مجرد ربح مالي.
كولومبيا الشرق
أشارت صحيفة “الشرق الأوسط” إلى حديث سفير المملكة في بيروت وليد البخاري، عن تهريب المخدرات إلى السعودية، وتأكيده أن “كمية المخدرات والمؤثرات العقلية التي أحبط تهريبها كافية لإغراق الوطن العربي بأكمله وليس السعودية وحدها».
وبعد إحباط آخر محاولة لتهريب 5 ملايين حبة مخدرة إلى السعودية، اشترك في التنديد بالمحاولة وبتبعاتها السياسية والاقتصادية على لبنان، ممثلو الطبقة السياسية اللبنانية إلى جانب رموز الطائفتين المسيحية والمسلمة، من البطريرك الماروني بشارة الراعي، إلى مفتي لبنان عبد اللطيف دريان.
من جهتهم حمل نواب وسياسيون بعنف على أجهزة الدولة اللبنانية المخترقة، مثل النائب عن حزب القوات اللبنانية سيزار المعلوف الذي تمنى أن لا تعاقب الدول العربية خاصةً السعودية “شعباً بأكمله بسبب فساد فئة ساقطة”، في حين تساءل النائب في الكتلة نفسها جورج عقيص “من يقف وراء هذه العمليات الممنهجة التي تصنف جريمة بحق قطاعات عدة في لبنان؟
وهل تجرؤ الجهات اللبنانية على كشف الحقائق؟”، معتبراً أن “لبنان لم يعد دولة بل قاعدة إيرانية تتصرف بها إيران وفق مصالحها”، أما النائب النائب المستقل إلياس حنكش، فتساءل “هل أصبح لبنان كولومبيا الشرق؟ ألا تعرف الأجهزة الأمنية من هم المصنعون؟ المشكلة أنهم كلهم يعرفون التجار الكبار لكن لا يتجرأون على التحرك».
من الأمونيوم إلى الرمان
من جهة أخرى وعن دلالة تهريب المخدرات من لبنان يقول الكاتب والخبير الاقتصادي اللبناني حنا صالح، في حديث مع موقع “الحرة”، إن “من سهل إدخال شحنة الموت، نيترات الأمونيوم وتخزينها سنوات في مرفأ بيروت ونقلها تباعاً إلى سوريا لاستخدامها في البراميل التي ألقيت على رؤوس السوريين المدنيين، يسهل عليه تمرير نيترات الرمان هذه المرة”، مضيفاً أن “شاحنة الرمان هذه جاءت من سوريا، حيث تم تزوير أوراقها وتم توقيع الأوراق من جانب السلطات اللبنانية على أن الرمان من منشأ لبناني، علما أنه في تاريخ لبنان لم يصدر يوماً الرمان بل يستورده من الخارج».
ويقول صالح: “ما حصل كارثة كبرى لأنه بعد تحويل لبنان إلى منصة صواريخ ضد العرب، يتحول لبنان اليوم إلى منصة لقصف العرب بالسموم».
ويرى صالح أن “ما حدث هو نتيجة إصرار استتباع لبنان للمحور الإيراني وتأكيد سيطرة حزب الله على البلد، ما كان يمكن أن يكون هذا القرار لو لم تكن الحدود مستباحة من جانب حزب الله وميليشيات الحرس الثوري، وما كان هذا القرار أن يكون ممكنا لو كانت الدولة تملك قرارها، ولو كانت القوى الأمنية تسيطر على البلاد».
عمل سياسي
في موقع “إندبندنت عربية”، يقول رفيق خوري “اللافت هذه المرة هو استخدام تعبير العمليات الممنهجة لتهريب المخدرات، وهذا يعني أن تهريب المخدرات إلى المملكة عمل سياسي لا مجرد عمليات للربح المالي». ويتابع قائلاً: “إذا كانت ملاحقة رؤوس العصابات صعبة، فإن مواجهة قوة منظمة ومسلحة تراها الرياض وراء سياسة المخدرات ضدها في إطار صراع إقليمي شديد مهمة مستحيلة، فضلاً عن أن السعودية التي قدمت الكثير ولا تزال للبنان، تشكو من صمت المسؤولين الكبار عن تكرار الهجوم السياسي عليها في خطب حسن نصر الله، كما من دعم حزب الله للحوثيين في اليمن».
ويضيف الكاتب “السؤال المطروح في بيروت وفي بعض العواصم العربية هو، لماذا يترك أشقاؤنا العرب وأصدقاؤنا الدوليون لبنان لإيران تسرح وتمرح فيه دون قوة تصنع نوعاً من التوازن؟ ولماذا لا يعاملون الوطن الصغير كما يعاملون العراق الذي تتغلغل إيران عميقاً في نسيجه الاجتماعي وتسلّح ميليشيات على غرار حزب الله في لبنان؟”، ويوضح الكاتب أن لبنان على عكس العراق “ساحة ويفتقد إلى الشريك اللبناني مع العرب، وهو يبدو بقوة حزب الله وتفاهمه مع رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وحيازة الأكثرية في المجلس النيابي كأنه شريك إيراني، وتلك هي المسألة».
سلاح المخدرات
في صحيفة “عكاظ” السعودية، تقول هيلة المشوح، إن “المخدرات والإرهاب صنوان، فلن تجد دولة تعتمد على المخدرات مصدر دخل أساسي أو جزئي إلا وكانت محضناً للإرهاب وصانعاً له، ولعلنا نتذكر كيف كانت تجارة المخدرات مصدر تمويل طالبان والقاعدة في أفغانستان، وكيف أصبح العالم رهن حروب إرهابية وتفجيرات قوامها زهرة الخشخاش!».
وفي ذات السياق، من البديهي وإيران التي تتصدر الدول استخداماً “للمخدرات في حروبها الخفية بشكل مباشر أو عن طريق أذرعها المتعددة في المنطقة العربية”، أن يلجأ “حزب الله أحد تلك الأذرع إلى تجارة المخدرات مصدر تمويل وحروب في الوقت ذاته منذ اختطف الحزب الدولة اللبنانية وتحكم في مفاصلها وتسيد قرارها حتى باتت الحكومة اللبنانية مكبلة لا تستطيع مواجهة أو ردع هذه المنظمة المحترفة في تجارة وحرب المخدرات».
وأكدت المشوح أن القرار السعودي بحظر منتجات لبنان بسبب تواصل محاولة تهريب المخدرات إلى المملكة “خطوة حازمة أمام ما تواجهه المملكة من إيران ومليشياتها تجاه أمن المملكة واستهداف شبابها بالمخدرات كأحد الأسلحة الفتاكة لضرب الأجيال الشابة والعقول الفتية والإخلال بالأمن والسلام والتنمية في المملكة، فجاء قرار منع دخول المنتجات اللبنانية مبادرة سعودية ذكية لمواجهة سلاح إيران وحزب الله في إرهاب العقول».