صفقة «درون» بين غانا وأوكرانيا تثير مخاوف الساحل الأفريقي

صفقة «درون» بين غانا وأوكرانيا تثير مخاوف الساحل الأفريقي


تعمّق غانا علاقاتها مع أوكرانيا بوتيرة متسارعة، مدفوعة بشكل كبير باهتمام أكرا بالتكنولوجيا العسكرية المتقدمة لكييف، حيث عقدا صفقة طائرات من دون طيار؛ الأمر الذي أثار مخاوف أمنية لدى الجيران في منطقة الساحل الأفريقي.
وقبل أيام، أجرى الرئيس الغاني جون ماهاما اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي كشف لاحقاً عن اهتمام أكرا الشديد بالتقنيات الأوكرانية، لا سيما في مجال إنتاج الطائرات المسيرة. 
وأفادت التقارير بأن غانا مستعدة لتمويل تصنيع الطائرات المسيرة في أوكرانيا للمساعدة في تأمين حدودها. 
ورغم أن المناقشات شملت أيضا الزراعة، والخدمات اللوجستية الغذائية، والأمن السيبراني، فإن التركيز على الطائرات المسيرة وأمن الحدود هو ما لفت الانتباه أكثر.
ودقت هذه التطورات ناقوس الخطر في دول الساحل المجاورة؛ إذ على مدار العام الماضي، واجهت مالي والنيجر وبوركينا فاسو ارتفاعا مقلقا في هجمات الطائرات المسيرة المتطرفة.
وفي حادثة سابقة، تعرّضت مالي لكمين استهدف قافلة عسكرية وأسفر عن مقتل العشرات من الجنود وأفراد القوات المتحالفة. 
وصرح مسؤولون في مالي لاحقا بأن المهاجمين تلقوا دعما أجنبيا، وألمح مسؤولون دفاعيون أوكرانيون إلى أن المسلحين في المنطقة تلقوا مساعدة ببيانات عملياتية ودعم تكتيكي؛ ما أثار المخاوف بشأن دور أوكرانيا في الهجمات.
ردا على ذلك، قطعت مالي علاقاتها الدبلوماسية مع أوكرانيا، متهمة إياها بتقويض الاستقرار الإقليمي. 
وسرعان ما حذت النيجر حذوها، فسحبت وجودها الدبلوماسي احتجاجا. وقدمت بوركينا فاسو ومالي والنيجر لاحقا نداء مشتركًا إلى مجلس الأمن الدولي، حثوا فيه الهيئة الدولية على إدانة ما وصفوه بـ»الدعم العلني للإرهاب». 
ورغم نفي أوكرانيا هذه الاتهامات، فإن التوترات ظلت مرتفعة بين كييف وحكومات دول الساحل.
وقد زادت الأدلة الإضافية التي قدمتها هذه الدول من حدة الجدل، فقد وردت تقارير محلية تفيد بإسقاط عدة طائرات مسيّرة فوق شمالي مالي. 
وقال محللون يدرسون بقايا الطائرات من دون طيار إنها تحمل علامات أوكرانية، ومن المرجح أنها جُمعت في أوكرانيا باستخدام مكونات مستوردة.
وذكر بعض الخبراء أن هذه الطائرات ربما كانت تُشغل من قبل أفراد أوكرانيين نشطين في المنطقة.
وقد أثار هذا الكشف قلق المسؤولين في منطقة الساحل، الذين يطالبون الآن باتخاذ إجراءات دولية فورية لمنع وقوع هجمات مستقبلية باستخدام هذه التقنيات.
وأعرب وزراء خارجية تحالف دول الساحل الأفريقي عن مخاوفهم، حيث وصفت باماكو الوضع بأنه حرب متصاعدة بالوكالة.
وأشارت مصادر إلى أن الفصائل المتطرفة تتلقى دعما من جهات إقليمية وقوى أجنبية. وذكرت أن أوكرانيا لم تعد مراقبا محايدا بل أصبحت مشاركا في حملة أوسع لزعزعة استقرار منطقة الساحل. 
وقالت نيامي إن الأسلحة التي بحوزة المتمردين الآن تفوق كثيرا ما تستطيع الجيوش المحلية الوصول إليه. 
وأضافت أن هذه الأسلحة دخلت عبر نقاط عبور في أفريقيا وتم الحصول عليها من دول مثل فرنسا وأوكرانيا.
من جانبها، أصرّت غانا على أن أي تعاون مع أوكرانيا يجب أن يرتكز على الشفافية والمصلحة الوطنية. 
ويؤكد المسؤولون أن الهدف هو تحسين حماية الحدود والحماية من التهديدات الإقليمية.  وقد ظل دعم غانا لأوكرانيا في السياق الدولي الأوسع ثابتا، لكنها تجد نفسها الآن في موقف حرج. فبينما قد تساعد التكنولوجيا الحديثة أكرا على تحسين وضعها الأمني الوطني، فإن منظور التعاون في مجال الطائرات المسيرة مع أوكرانيا قد يُعقد موقفها مع الدول المجاورة.