رئيس الدولة والرئيس التركي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار
رغم ردّة الفعل السريعة
ضد متحوّر أوميكرون، هل إغلاق الحدود فعّال...؟
-- ضرورة البحث عن علاج لتجنب الاضطرار إلى تكييف اللقاح مع كل سلالة جديدة من الفيروس
-- يبدو أن الفيروس يستمر في التقدم والتحول، مما يزيد محاربة الأزمة الصحية صعوبةش
-- المراقبة الصحية على الحدود ليست فعالة إلا في بداية الوباء عندما تكون الحالات نادرة
الشكل الجديد يقلق السلطات، مما دفع عدة دول إلى إعلان إغلاق حدودها، مع أن خصائصه لا تزال غير معروفة.
«إنه سباق بين الإنسان العاقل وفيروس لم نشهده من قبل”، يلخص هيرفي فلوري، عالم الفيروسات والأستاذ المميز في المركز القومي للبحث العلمي وجامعة بوردو، لـ “لاكسبريس” الفرنسية.
بعد متغيرات الفا وبتا وغاما ودلتا... ها هو متحوّر أوميكرون، مع رقم قياسي من 32 طفرة في بروتين سبايك. وبعد عامين من بدء جائحة كوفيد -19، يبدو أن الفيروس يستمر في التقدّم والتحوّل، مما يزيد محاربة الأزمة الصحية صعوبة.
تم اكتشاف متحوّر أوميكرون في العديد من البلدان حول العالم، وخاصة في أوروبا، حيث أعلنت بلجيكا وهولندا وألمانيا والمملكة المتحدة أو حتى إيطاليا وفرنسا وجمهورية التشيك والبرتغال والنمسا عن وجود حالات على أراضيها.
شيء يدعو للقلق، أسابيع قليلة قبل احتفالات نهاية عطلة السنة، وبينما تجتاح الموجة الخامسة أوروبا، وهي موجة مرتبطة ايضا بمتحوّر شديد العدوى، متغيّر دلتا.
لكن في مواجهة خطر انتشار أوميكرون، أوصى الاتحاد الأوروبي بتعليق جميع الرحلات من جنوب إفريقيا وست دول أخرى في المنطقة. ثم أعلنت عدة دول إغلاق حدودها مع جنوب إفريقيا وجيرانها في محاولة للسيطرة على دخول البديل إلى الإقليم. وهذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة للولايات المتحدة وكندا والبرازيل والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وحتى سويسرا واليابان والمانيا. أما بالنسبة لإسرائيل، فقد اتخذت قرارًا جذريًا بإغلاق حدودها في وجه جميع الرعايا الأجانب.
إغلاق الحدود مفيد
لكنه غير كاف
إن غلق الحدود إجراء “مفيد” حتى لو اعتبره هيرفي فلوري “غير كافٍ”. في الواقع، يشير عالم الفيروسات إلى أن الكثير من الرحلات تتم بين جنوب إفريقيا والهند. وبالتالي، يمكن للمصابين العودة إلى الهند من جنوب إفريقيا، ثم ركوب الطائرة للمجيء إلى فرنسا مثلا، ولن يتم منعهم خاصة أن الحالات تكون قد انتشرت في فرنسا.
هل فات الأوان فعلا؟ نعم، لأن “المتحوّر سبق ان تجوّل قبل تحديده”، يحسم عالم الفيروسات. “فيما يتعلق بإغلاق الحدود، ربما تأخرنا كثيرًا لأن كل شيء يشير إلى أن الفيروس قد انتشر في جميع أنحاء العالم. ها نحن نرى أن هناك حالات في أوروبا، وخاصة في بلجيكا؛ كما هبطت طائرات في أمستردام، وعلى متنها أكثر من 60 راكبًا إيجابيًا. كيف يمكن أن نكون في هذا الوضع بعد عامين من الوباء؟”، يعرب إتيان ديكرولي، عالم الفيروسات والباحث في المركز القومي للبحث العلمي، عن أسفه لمجلة لاكسبريس.
تنخفض فعالية هذا الإجراء أيضًا بمرور الوقت. في “الخطة الفرنسية للوقاية من وباء الأنفلونزا ومكافحته” لعام 2011، والتي تم وضعها بعد وباء إنفلونزا”إتش1 إن1 ، يمكن أن نقرأ أن “المراقبة الصحية على الحدود ليست فعالة الا في بداية الوباء، عندما تكون الحالات نادرة”، لكنها تظل “فعالة إذا تم تنفيذها مبكرًا”، تحدد النسخة السابقة لعام 2009.
تأكيد، يدعمه مقال نُشر في مجلة ناتور في يناير 2021 يرى أن” النماذج الوبائية تعتبر أن القيود على السفر ناجعة في بداية الجائحة، ولكنها تصبح أقل فاعلية بمرور الوقت».
ومع ذلك، يصعب ان نكون أسرع مما فعلنا، وفقًا لـ هيرفي فلوري، حيث تم اكتشاف المتحوّر قبل أيام قليلة فقط. ويقول: “كان رد الفعل سريعًا، ومن الصعب القيام بعمل أفضل في مثل هذا الحيّز الزمني، فالأمر ليس مثل الأخطاء التي ارتكبت عام 2020».
ما هي الحلول
الأخرى الممكنة؟
كما قررت فرنسا تعزيز المراقبة على حدودها مع بلجيكا، وأعلنت الزاميّة عزل الأشخاص في حال الاتصال بشخص مصاب بالمتحوّر، حتى لو تم تطعيم هذا الشخص. قرار “يسير في الاتجاه الصحيح”، بالنسبة إلى هيرفي فلوري، لكن “تطبيقه صعب».
للتعامل مع هذا المتحوّر الجديد، لا يوجد حلّ سحري، خاصة أنه لا يُعرف حاليّا ما إذا كان يمكن تحييده من خلال التطعيم. وفي انتظار الحصول على هذه العناصر، في غضون ثلاثة أسابيع تقريبًا، وفقًا لتقديراته، يوصي هيرفي فلوري بمضاعفة الجهود بشأن الاجراءات الوقائية والاحترازية، وإعادة الكمامة في كل مكان، وهو أمر “ما كان علينا أبدًا إيقافه”. ولكن أيضًا، مواصلة حملة التطعيم بالجرعة الثالثة لجميع البالغين.
كل العيون الآن على المخابر، حيث السعي لمعرفة ما إذا كان المتحوّر سيكون حساسًا للقاحات المتاحة في السوق أم لا.
ان متحوّر دلتا يقلّل من فعالية لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال، وقد يكون أوميكرون أكثر مقاومة. وإذا ظلت الأجسام المضادة للقاح قوية بما يكفي لتحييد السلالة الجديدة، فيجب أخذ المزيد من الجرعات المعززة لمنع المتغيّر من النمو. في المقابل، وفي أكثر الفرضيات تشاؤمًا، سيكون أوميكرون مقاومًا، وسيكون من الضروري بعد ذلك تطوير منتجات جديدة، الأمر الذي يتطلب “تعديل التطعيم لعدة أشهر”، يحذر هيرفي فلوري.
الحل الآخر، يتمثّل أيضًا في زيادة البحث عن علاج. “ما نفتقر إليه هو الأدوية المضادة للفيروسات حتى نتمكن من علاج المرضى، يحذر عالم الفيروسات، يجب أن ندفع البحث نحو الجزيئات المضادة للفيروسات، وهذه هي الطريقة التي سيطرنا بها على فيروس نقص المناعة البشرية”، يوضح. حل من شأنه تفادي الاضطرار إلى تكييف اللقاح مع كل سلالة جديدة من الفيروس، علما بأن العديد من الاختبارات واعدة فعلا.
-- يبدو أن الفيروس يستمر في التقدم والتحول، مما يزيد محاربة الأزمة الصحية صعوبةش
-- المراقبة الصحية على الحدود ليست فعالة إلا في بداية الوباء عندما تكون الحالات نادرة
الشكل الجديد يقلق السلطات، مما دفع عدة دول إلى إعلان إغلاق حدودها، مع أن خصائصه لا تزال غير معروفة.
«إنه سباق بين الإنسان العاقل وفيروس لم نشهده من قبل”، يلخص هيرفي فلوري، عالم الفيروسات والأستاذ المميز في المركز القومي للبحث العلمي وجامعة بوردو، لـ “لاكسبريس” الفرنسية.
بعد متغيرات الفا وبتا وغاما ودلتا... ها هو متحوّر أوميكرون، مع رقم قياسي من 32 طفرة في بروتين سبايك. وبعد عامين من بدء جائحة كوفيد -19، يبدو أن الفيروس يستمر في التقدّم والتحوّل، مما يزيد محاربة الأزمة الصحية صعوبة.
تم اكتشاف متحوّر أوميكرون في العديد من البلدان حول العالم، وخاصة في أوروبا، حيث أعلنت بلجيكا وهولندا وألمانيا والمملكة المتحدة أو حتى إيطاليا وفرنسا وجمهورية التشيك والبرتغال والنمسا عن وجود حالات على أراضيها.
شيء يدعو للقلق، أسابيع قليلة قبل احتفالات نهاية عطلة السنة، وبينما تجتاح الموجة الخامسة أوروبا، وهي موجة مرتبطة ايضا بمتحوّر شديد العدوى، متغيّر دلتا.
لكن في مواجهة خطر انتشار أوميكرون، أوصى الاتحاد الأوروبي بتعليق جميع الرحلات من جنوب إفريقيا وست دول أخرى في المنطقة. ثم أعلنت عدة دول إغلاق حدودها مع جنوب إفريقيا وجيرانها في محاولة للسيطرة على دخول البديل إلى الإقليم. وهذا هو الحال بشكل خاص بالنسبة للولايات المتحدة وكندا والبرازيل والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وحتى سويسرا واليابان والمانيا. أما بالنسبة لإسرائيل، فقد اتخذت قرارًا جذريًا بإغلاق حدودها في وجه جميع الرعايا الأجانب.
إغلاق الحدود مفيد
لكنه غير كاف
إن غلق الحدود إجراء “مفيد” حتى لو اعتبره هيرفي فلوري “غير كافٍ”. في الواقع، يشير عالم الفيروسات إلى أن الكثير من الرحلات تتم بين جنوب إفريقيا والهند. وبالتالي، يمكن للمصابين العودة إلى الهند من جنوب إفريقيا، ثم ركوب الطائرة للمجيء إلى فرنسا مثلا، ولن يتم منعهم خاصة أن الحالات تكون قد انتشرت في فرنسا.
هل فات الأوان فعلا؟ نعم، لأن “المتحوّر سبق ان تجوّل قبل تحديده”، يحسم عالم الفيروسات. “فيما يتعلق بإغلاق الحدود، ربما تأخرنا كثيرًا لأن كل شيء يشير إلى أن الفيروس قد انتشر في جميع أنحاء العالم. ها نحن نرى أن هناك حالات في أوروبا، وخاصة في بلجيكا؛ كما هبطت طائرات في أمستردام، وعلى متنها أكثر من 60 راكبًا إيجابيًا. كيف يمكن أن نكون في هذا الوضع بعد عامين من الوباء؟”، يعرب إتيان ديكرولي، عالم الفيروسات والباحث في المركز القومي للبحث العلمي، عن أسفه لمجلة لاكسبريس.
تنخفض فعالية هذا الإجراء أيضًا بمرور الوقت. في “الخطة الفرنسية للوقاية من وباء الأنفلونزا ومكافحته” لعام 2011، والتي تم وضعها بعد وباء إنفلونزا”إتش1 إن1 ، يمكن أن نقرأ أن “المراقبة الصحية على الحدود ليست فعالة الا في بداية الوباء، عندما تكون الحالات نادرة”، لكنها تظل “فعالة إذا تم تنفيذها مبكرًا”، تحدد النسخة السابقة لعام 2009.
تأكيد، يدعمه مقال نُشر في مجلة ناتور في يناير 2021 يرى أن” النماذج الوبائية تعتبر أن القيود على السفر ناجعة في بداية الجائحة، ولكنها تصبح أقل فاعلية بمرور الوقت».
ومع ذلك، يصعب ان نكون أسرع مما فعلنا، وفقًا لـ هيرفي فلوري، حيث تم اكتشاف المتحوّر قبل أيام قليلة فقط. ويقول: “كان رد الفعل سريعًا، ومن الصعب القيام بعمل أفضل في مثل هذا الحيّز الزمني، فالأمر ليس مثل الأخطاء التي ارتكبت عام 2020».
ما هي الحلول
الأخرى الممكنة؟
كما قررت فرنسا تعزيز المراقبة على حدودها مع بلجيكا، وأعلنت الزاميّة عزل الأشخاص في حال الاتصال بشخص مصاب بالمتحوّر، حتى لو تم تطعيم هذا الشخص. قرار “يسير في الاتجاه الصحيح”، بالنسبة إلى هيرفي فلوري، لكن “تطبيقه صعب».
للتعامل مع هذا المتحوّر الجديد، لا يوجد حلّ سحري، خاصة أنه لا يُعرف حاليّا ما إذا كان يمكن تحييده من خلال التطعيم. وفي انتظار الحصول على هذه العناصر، في غضون ثلاثة أسابيع تقريبًا، وفقًا لتقديراته، يوصي هيرفي فلوري بمضاعفة الجهود بشأن الاجراءات الوقائية والاحترازية، وإعادة الكمامة في كل مكان، وهو أمر “ما كان علينا أبدًا إيقافه”. ولكن أيضًا، مواصلة حملة التطعيم بالجرعة الثالثة لجميع البالغين.
كل العيون الآن على المخابر، حيث السعي لمعرفة ما إذا كان المتحوّر سيكون حساسًا للقاحات المتاحة في السوق أم لا.
ان متحوّر دلتا يقلّل من فعالية لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال، وقد يكون أوميكرون أكثر مقاومة. وإذا ظلت الأجسام المضادة للقاح قوية بما يكفي لتحييد السلالة الجديدة، فيجب أخذ المزيد من الجرعات المعززة لمنع المتغيّر من النمو. في المقابل، وفي أكثر الفرضيات تشاؤمًا، سيكون أوميكرون مقاومًا، وسيكون من الضروري بعد ذلك تطوير منتجات جديدة، الأمر الذي يتطلب “تعديل التطعيم لعدة أشهر”، يحذر هيرفي فلوري.
الحل الآخر، يتمثّل أيضًا في زيادة البحث عن علاج. “ما نفتقر إليه هو الأدوية المضادة للفيروسات حتى نتمكن من علاج المرضى، يحذر عالم الفيروسات، يجب أن ندفع البحث نحو الجزيئات المضادة للفيروسات، وهذه هي الطريقة التي سيطرنا بها على فيروس نقص المناعة البشرية”، يوضح. حل من شأنه تفادي الاضطرار إلى تكييف اللقاح مع كل سلالة جديدة من الفيروس، علما بأن العديد من الاختبارات واعدة فعلا.