رئيس الدولة ونائباه يهنئون ملك البحرين بذكرى اليوم الوطني لبلاده
فوز برّي برئاسة البرلمان...إجهاض حلم لبنان بالتغيير
شكلت عودة نبيه برّي إلى رئاسة مجلس النواب اللبناني، خيبة أمل لدى الكثير من اللبنانيين الذين حلموا بأن تكون أول جلسة للبرلمان بعد الانتخابات النيابية، مدخلاً لبداية تغيير حقيقي. وحسب صحف عربية أمس الأربعاء، كشفت نتيجة التصويت في البرلمان الجديد، هيمنة الطبقة السياسية التقليدية على صناعة القرار، رغم انتكاستها الانتخابية، وعجز الجبهات المعارضة، التي تجمع السياديين، مثل حزب القوات، أو الكتائب، إلى جانب شباب الثورة، عن التأثير الحقيقي في مجريات الأحداث.
رئيس إلى الأبد
وفي السياق نقلت صحيفة “العرب” اللندنية عن قوى التغيير في لبنان أن لدى بري رغبة غريبة في التمسك بالمنصب، حتى أنه صار يوصف برئيس البرلمان إلى الأبد، بالتوازي مع الرغبة في التخلص من الخصوم وقطع الطريق أمام صعود شخصيات سياسية لبنانية معارضة للنظام الطائفي المستمر لعقود، معتبرة أن بري هو حامي النظام الطائفي والمعارض لأيّ تغيير في البلاد.
وبينت الصحيفة أن برّي نجا من الهزيمة أمس بعد أن كشف التصويت تراجع مصداقية بري، الذي فاز بالرئاسة من جديد لكن بأدنى عدد أصوات منذ انتخابه لأول مرة رئيساً للبرلمان في 1992. وقال مراقبون لبنانيون، وفق الصحيفة، إن “بري نجح بفضل تحالف هش بين الثنائي الشيعي حركة أمل التي يرأسها، وحزب الله، يضاف إليه التيار الوطني الحر برئاسة ميشال عون وصهره جبران باسيل، وهو تحالف يسير نحو المزيد من الخسارات بسبب رفض البيت المسيحي لهذا التحالف، ما قاد إلى معاقبة التيار وجعله ثانيا خلف حزب القوات اللبنانية الذي يرأسه سمير جعجع” في محاولة لاستنساخ النظام الذي رفضه اللبنانيون منذ 2019، وشددوا عليه في انتخابات مايو -أيار الماضي، دون جدوى.
محاصصة طائفية
أما موقع “إندبندنت عربية” فأكد أن “بري استفاد من نظام سياسي معقد يقوم على محاصصة طائفية وتوازنات هشة، ليبقى في منصبه 30 عاماً ويكرّس نفسه حارساً للستاتيكو السياسي المعقد في لبنان»، وأشار الموقع إلى قدرة برّي على التلون السياسي من أجل الموقع، على امتداد مسيرته السياسية، بدايةً من سيراليون التي ولد فيها، إلى هيمنته على كرسي رئيس البرلمان، فهو “ومنذ انتهاء الحرب الأهلية وانتقاله من أمير حرب إلى رئيس لمجلس النواب، أصبح جزءاً أساسياً من المشهد السياسي اللبناني مستقوياً بتحالفه مع دمشق التي كانت تهيمن على الساحة السياسية حتى عام 2005، ثم بتحالفه الثابت مع ميليشيا حزب الله، القوة السياسية الأبرز في لبنان التي تملك ترسانة عسكرية ضخمة بدعم من إيران». ويُضيف الموقع أن هذه القدرة هي التي سمحت لبرّي بالنجاة من المآزق السياسية الكثيرة، خاصةً أنه لا يتورع عن تغيير مواقفه متى اقتضى الأمر فهو يدرك جيداً مثلاً “أهمية الحفاظ على تحالفه مع حزب الله الذي خاض معه في مرحلة التسعينيات صراعاً قاسياً على زعامة الطائفة الشيعية، لكنه منذ ذلك الحين يؤكد أن حلفه معه ثابت».
من حرب الإخوة إلى حرب على الإخوة
من جهته تطرق موقع الحرة، إلى مسيرة برّي الطويلة منذ الحرب الأهلية اللبنانية، حتى حرب المواقع بعد الانتخابات اللبنانية الأخيرة، وصولاً إلى الفوز برئاسة مجلس النواب مرة أخرى. وفي السياق قال الموقع، إن برّي “خاض حرباً عنيفة مع حزب الله الذي كان ناشئاً على الساحة اللبنانية في ثمانينيات القرن الماضي، عرفت بـحرب الأخوة لأنها دارت داخل الطائفة الشيعية، وكان من أبرز حلفاء النظام السوري في لبنان خلال الحرب وما بعدها في زمن الوصاية السورية على لبنان” ولكن. حرب الأخوة عادت وانقلبت تحالفاً سياسياً مع حزب الله، حيث بات يعد برّي ومعه حركة أمل الحليف الأول والأبرز للميليشيا الشيعية المصنفة منظمة إرهابية في دول كثيرة حول العالم من بينها الولايات المتحدة». ويُضيف الموقع، أن برّي لا يزال رغم حضوره السياسي، معرضاً للخطر السياسي، إذ “سبق أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أحد أبرز معاوني بري السياسيين، علي حسن خليل، الذي كان وزيرا للمال، بتهمة ضلوعه في الفساد الذي أوصل لبنان إلى الانهيار المالي والاقتصادي، بالإضافة إلى دعمه لمنظمة حزب الله».
انتصار الخراب
وفي صحيفة “نداء الوطن” اللبنانية قال بشارة شربل، إن فوز برّي برئاسة البرلمان، نجاح “أتى بطعم الهزيمة، ويستوجب مباراة اعتزال. صحيح أنه احتفظ بالمطرقة، لكن اليد التي تمسكها وَهَنت الى حد كبير واللهجة الآمرة ذكرياتٌ من الزمن الجميل». وأوضح الكاتب، أن الوعود التي أطلقها برّي بعد انتخابه لترويض المعارضة في البرلمان، لن تُجديه نفعاً “فوحدة لبنان التي تعهد بالعمل في ظلها لا تقوم على متابعة الاستقواء على الدولة وسائر المكونات، ولا في الصفقات لانتاج حكومات وحدة وطنية تدير الانهيار، ولا في انتخاب رئيس جهنمي آخر يرى أن السيادة وجهة نظر، وأن تعليق لبنان على جلجلة الوضع الاقليمي يمكنه الاستمرار». وأنهى الكاتب موجهاً حديثه إلى برّي :”تذكر عندما تخلو إلى نفسك مَن حكمَ البلاد بالطول والعرض وأوصلنا الى المأساة، علك تعمل على هذا الأساس. وانتبِه الى أن منظومتكم انتصرت فوق كومة خراب».