قبل «الغزو».. ما المواقع التي ستستهدفها أمريكا في فنزويلا؟
تسعى الولايات المتحدة إلى مجموعة من الخيارات كأهداف في حربها المحتملة ضدّ فنزويلا، بدءاً من القواعد العسكرية إلى مختبرات تكرير الكوكايين أو مهابط الطائرات السرية.
ومع وصول حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة، جيرالد فورد، إلى المياه القريبة من أمريكا اللاتينية، بات آلاف الجنود الأمريكيين قريبين من فنزويلا، ما يؤكد قرب “الضربات البرية” التي لطالما ألمح إليها الرئيس دونالد ترامب، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز».
وإذا قرّرت إدارة ترامب شن ضربات برية، فإن القوات الأمريكية قد تسعى إلى مجموعة من الخيارات كأهداف، من القواعد العسكرية الفنزويلية إلى مختبرات تكرير الكوكايين أو المهابط السرية أو معسكرات حرب العصابات، كما أن الاستهداف المباشر لأمن الزعيم الفنزويلي نيكولاس مادورو “غير مستبعد».
ووفق جيم ستافريديس، وهو أميرال أمريكي متقاعد، فإن إدارة ترامب يُحتمل أن تشنّ ضربات ضدّ أمن مادورو أو تنفيذ مهمة عمليات خاصة للقبض عليه أو قتله، رغم أن هذا الجهد “سيكون عالي المخاطر، وينطوي على مخاطر محتملة كبيرة».
وقال ترامب مراراً إن مادورو وكبار مسؤوليه الأمنيين هم قادة منظمة مخدرات تُدعى “كارتل دي لوس سولس”، التي صنّفتها واشنطن “جماعة إرهابية”، وقد تستخدم ذلك مبرراً لاستهداف حكومة مادورو مباشرة، في محاولة للضغط عليه أو إزاحته عن السلطة بالقوة.وقال جيم ستافريديس، وهو أميرال أمريكي متقاعد أشرف على العمليات في المنطقة من عام 2006 إلى عام 2009، إن الجيش الفنزويلي “ضمر” في السنوات الأخيرة، لكنه يحتفظ بما يكفي من الأسلحة والقدرات التي تجعل من غير المرجح أن تأمر إدارة ترامب بأي توغل بري كبير.
أهداف ما قبل “الغزو”؟
يقترح ستافريديس أن تبدأ الولايات المتحدة بشن ضربات على المطارات أو الموانئ البحرية التي تعتبرها مراكز شحن محتملة للمخدرات، كما يمكنها ضرب نقاط الشحن قرب حدود فنزويلا مع كولومبيا، حيث تُستخرج كميات كبيرة من الكوكايين. وبحسب الأدميرال المتقاعد، فإن البنتاغون سيرغب أيضاً في مهاجمة الدفاعات الجوية الفنزويلية للحفاظ على سلامة طائراته؛ إذ قد تستهدف القوات الأمريكية أيضاً مهابط طائرات سرية، كما هو الحال في ولاية أبوري.
أما عميل سابق في إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في فنزويلا، والذي رفض الكشف عن اسمه، فقال إن المهرّبين غالباً ما يُخبئون الكوكايين بالقرب من “مواقف السيارات” حيث تهبط الطائرات القادمة من أمريكا الوسطى، وينتظرون تحميل المخدرات.
قد تستهدف القوات الأمريكية أيضاً مهابط الطائرات في منطقة كاتاتومبو، التي شهدت زيادة في حركة النقل الجوي في ظل الحملة الأمريكية على قوارب تهريب المخدرات، وفقاً لضابط عسكري فنزويلي سابق يعيش الآن في المنفى، وأضاف أنه يمكن العثور أيضاً على منشآت كبيرة لتخزين المخدرات في ولاية سوكري.
«الهدف النهائي»
وفق تقديرات الخبراء، ومسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين، فإنه حتى لو تم تنفيذ ضربات في فنزويلا، فمن غير المرجّح أن تغير أي شيء مهم بشأن تجارة المخدرات في الولايات المتحدة.
وقال جنرال سابق “إن فكرة وقف تدفق المخدرات من خلال الضرب في فنزويلا مجرد هراء”، معتبراً أن “الغزو البري محتمل”، رغم تضارب الإشارات من إدارة ترامب.
وفي إحاطة سرية قدمها بعض أعضاء الكونغرس الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث إن الإدارة لا تستعد حالياً لاستهداف فنزويلا بشكل مباشر، وليس لديها حجة قانونية مناسبة للقيام بذلك.في المقابل، فإن تصريحات ترامب المتكررة عن أن “أيام مادورو معدودة” تذهب باتجاه أن الحرب لن تتوقف عند هجمات بحرية أو جوية، وإنه لا يمكن إعلان النصر “في منتصف الطريق».