كاتب أمريكي: لا تشعلوا حرب أفغانستان مرة أخرى

كاتب أمريكي: لا تشعلوا حرب أفغانستان مرة أخرى


قال الكاتب دوغ باندو، زميل أقدم في معهد كاتو، ومساعد سابق للرئيس الأمريكي رونالد ريغان، في مقال بموقع “أمريكان كونسيرفاتيف”، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يلوّح اليوم بفكرة إعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، بعد أكثر من 4 أعوام على الانسحاب الأمريكي الذي أنهى أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.
ورأى الكاتب أن هذا الطرح لا يحمل أي جدوى استراتيجية، بل ينذر بعودة “الحرب الأبدية” في منطقة استنزفت قوى كبرى من قبل، من البريطانيين إلى السوفييت، وصولاً إلى واشنطن.
وأوضح الباحث أن انسحاب إدارة بايدن في 2021، وإن بدا فوضوياً، جاء ليكمل الاتفاق الذي تفاوض عليه ترامب نفسه خلال ولايته الأولى. وأضاف أن الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان لم يعتبر شعبياً قوة تحرير، بل قوة احتلال، حيث حوّلت القرى والبيوت الطينية إلى ساحات قتال. وقال المترجم الأفغاني بكتاش أهدي: “أي تعاطف مع الغرب تبخّر تحت وابل الرصاص”. وأشار الكاتب إلى أن سيطرة طالبان جلبت نظاماً متشدداً، لكنها وضعت حداً لدوامة الحرب عند كثير من الأفغان الذين تعبوا من القتال. وقال الصحفي أناند جوبال بعد زيارة ميدانية: “أول ما يقوله الناس اليوم هو، شكراً لله، هناك سلام».
وأضاف باندو أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، خاصةً إدارة بوش، ارتكبت خطأً تاريخياً حين رفضت التفاوض مع طالبان بعد هزيمتها الأولى، وأصرت على “النصر الكامل”. وأوضح أن المسؤولين الأمريكيين ضللوا الرأي العام بإخفاء الحقائق حول استحالة تحقيق النصر.
ورغم أن ترامب نفسه وقع اتفاق إنهاء الحرب، فإنه اليوم يطالب بعودة القوات الأمريكية إلى قاعدة باغرام. واعتبر الباحث أن هذا الطرح يتجاهل الواقع، فطالبان هي المنتصر، وتبسط نفوذها على الأرض، ولن تسمح بوجود أمريكي يعيد أفغانستان إلى ساحة صراع مفتوح، خاصةً أنها تنسج علاقات براغماتية مع الصين، وروسيا، ودول الجوار.
وحذرت الباحثة شارلي كاربنتر من تجدد الحرب الأهلية في أفغانستان، الذي سيعني صراعاً أشبه بما حدث في سوريا، مع ما يحمله من تهديد لحياة المدنيين، وانتشار الجماعات المتطرفة عبر الحدود. وأكدت أن أي محاولة أمريكية لفرض وجود عسكري ستشعل صراعاً إقليمياً خطيراً. واختتم الكاتب تحليله بالقول: “من الانسحابات البريطانية في القرن التاسع عشر إلى هزيمة السوفييت في الثمانينات ثم انسحاب واشنطن في 2021، أثبتت أفغانستان أنها مقبرة الإمبراطوريات. محاولة إعادة الاحتلال لن تجلب لأمريكا سوى الفشل والدمار».