رئيس الدولة و نائباه يتبادلون التهاني مع قادة الدول العربية و الإسلامية
حظي بمعاملة خاصة، واستُقبل في مقر الإقامة الملكي الهولندي
لو فيغارو: ترامب يُهيمن على قمة الناتو.. والحلفاء يرضخون
في قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» التي عُقدت في لاهاي ، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رؤيته بشكل واضح، موجِّهًا جدول الأعمال بما يتماشى مع أولوياته، فيما اكتفى الحلفاء بإبداء تحفظات محدودة، دون تلقي تأكيد حاسم بشأن التزام واشنطن بالدفاع عن أمن القارة الأوروبية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، كانت الدول الأعضاء تأمل في الحصول على موقف أمريكي صريح بشأن المادة الخامسة من ميثاق الحلف، التي تنص على أن أي هجوم على دولة عضو يُعد هجومًا على جميع الأعضاء. إلا أن ترامب اكتفى بتصريحات مقتضبة اتسمت بالغموض، قائلاً: «نحن معهم حتى النهاية»، وأضاف: «لو لم أكن مؤمنًا بهذا، لما كنت هنا».
وعلى الرغم من هذا التردد، أشاد الأمين العام للحلف، مارك روته، بالرئيس الأمريكي، واصفًا إياه بـ»رجل الأفعال والسلام»، معتبرًا أن إصراره على لعب دور حاسم في دفع الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي.
وأشار التقرير إلى أن أبرز نتائج القمة تمثلت في التزام الحلفاء بزيادة ميزانياتهم الدفاعية، تنفيذًا للمطلب الأمريكي المتكرر. وبينما دعا ترامب إلى تخصيص 5% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، فإن الاتفاق الفعلي اعتمد صيغة تراوحت بين 3.5% للدفاع المباشر، و1.5% للبنى التحتية المرتبطة بالدفاع، في إطار ما سُمي بـ»معادلة 5 + 5»، التي تُراعي الأوضاع المالية لبعض الدول. وجدد الحلف في بيانه الختامي التزامه بمبدأ الدفاع المشترك، واعتبر روسيا تهديدًا طويل الأمد، مؤكدًا في الوقت نفسه استمرار دعم أوكرانيا.
ولفت التقرير إلى أن نبرة القمة بدت أقل حدة مقارنةً بقمة واشنطن عام 2024، التي عُقدت برئاسة جو بايدن، حيث أُعلن آنذاك عن «مسار لا رجعة فيه» لانضمام أوكرانيا إلى الحلف، وهو ما غاب عن مناقشات هذا العام.
وتسود حالة من القلق في العواصم الأوروبية، خصوصًا مع تلميحات ترامب بإمكانية وجود «تفسيرات متعددة» للمادة الخامسة، في حين يَعدّها الأوروبيون حجر الأساس في تحالفهم الدفاعي.
من جانبه، حظي ترامب بمعاملة خاصة، حيث استُقبل في مقر الإقامة الملكي الهولندي، وعبّر عن إعجابه بالعاهل الهولندي وزوجته قائلًا: «تناولت الإفطار معهما، وهما شخصان رائعان». كما صُمّمت القمة لتكون قصيرة ومريحة بما يتلاءم مع جدول أعمال الرئيس الأمريكي. ورغم ذلك، لم يخلُ الجو من التوتر، إذ شن ترامب هجومًا على رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي عارض نسبة الـ5%، مهددًا إسبانيا بـ»دفع الثمن مضاعفًا» من خلال إجراءات تجارية. وفي المقابل، عبّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استيائه، قائلاً: «لا يمكن أن نطلب من بعضنا البعض زيادة الإنفاق الدفاعي، ثم نتقاتل تجاريًّا داخل الحلف. هذا عبث». أما في ما يخص الشرق الأوسط، فقد ركز ترامب على ما وصفه بـ»نصره» ضد إيران، عقب الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية، مشبّهًا العملية بالقصف الأمريكي لهيروشيما بقوله: «ذلك أنهى الحرب». لكنه تجاهل أسئلة الصحفيين حول كيفية إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات.
وفي الملف الأوكراني، اقتصر تفاعل ترامب على لقاء بروتوكولي مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، واصفًا إياه بـ»رجل لطيف»، دون التطرق بشكل جدي إلى طلبات كييف بشأن أنظمة الدفاع الجوي. أما عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقال ترامب: «عليه أن يُنهي الحرب»، رافضًا تسميته بالعدو.
ورغم المخاوف، بدا أن البيان الختامي وتصريحات ترامب المقتضبة كانت كافية للإبقاء على الحد الأدنى من التوافق داخل الحلف... على الأقل في الوقت الراهن.