بحضور شما بنت محمد بن خالد آل نهيان
مجلس الفكر والمعرفة يناقش جدلية الذكاء الاصطناعي والعقل البشري
--جلسة حوارية فكرية تحت عنوان من يكتب؟ ومن يقرأ؟
بحضور الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان ناقش أعضاء مجلس شما محمد للفكر والمعرفة عبر جلسة حوارية فكرية تحت عنوان "من يكتب؟ ومن يقرأ؟ جدلية الذكاء الاصطناعي والعقل البشري" حيث أكدت الشيخة الدكتورة شما على أن الإبداع الإنساني سيبقى جوهر العملية الثقافية والفكرية، فيما يظل الذكاء الاصطناعي أداة مساندة ومكملة للتجربة الإنسانية.
وأشارت إلى أن العلاقة المثالية بين الذكاء الاصطناعي والعقل البشري يجب أن تقوم على التكامل حيث يستخدم الذكاء الاصطناعي في دعم العقل البشري من خلال مهام المساندة عبر خوارزميته و سرعته الفائقة في البحث وجلب وتحليل وتصنيف المعارف المختلفة، واختتمت الشيخة شما مداخلتها بطرح تساؤلين للنقاش حول الرؤية المستقبلية للذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية وتجارب الحضور معه مؤكدة على أن العلاقة معه تكاد تتجاوز مرحلة الانبهار إلى مرحلة الوعي لتبدأ مرحلة التكامل الحقيقي بينهما دون أن يفقد العقل البشري مكانته في العملية الإبداعية والابتكارية.
اتفق الجميع على أنه لا مفر من العيش في ظلاله كوننا نعيش في عصر تتدفق فيه المعلومات بغزارة ويحتاج منا استغلال الوقت وإنجاز المهام بدقة موثوق بها عبر مراجع ومصادر علمية أصيلة.
واتفق الجميع على أن الذكاء الاصطناعي لا يغذي المشاعر ولا ينوب عنها وإنما يتعامل بالمنطق بعيدا عن العواطف، ويمكن أن يكون صديقا وفيا في منحك المعلومة إذا أحسنت طرحها.
وقد حضر الجلسة عضوات من الجيلين الأول ما قبل الذكاء الاصطناعي والثاني ممن عاصر وعاش تجربة الذكاء الاصطناعي، حيث أكد الجيل الثاني أن لا غنى عن استخدامهم له خاصة بالأبحاث العلمية والمصادر التي يمكن أن تساندهم من خلال تنوعها وعددها في وقت قصير يوفر عليهم عمليات البحث في آلاف المراجع.
اختتمت الجلسة بتوجيهات من رئيسة المجلس، الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، التي أكدت على أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة لا مفر منها، وأن التمكن من مهارات الأتمتة "محو أميتها" هو أمر فائق الأهمية لضمان استخدامه بالشكل الأمثل. وحذرت الشيخة شما من أننا إن لم نفعل ذلك، سنواجه أمية من نوع جديد قد تعيق تقدم المجتمع وتؤدي إلى تراجعه. ودعت إلى تقريب وجهات النظر بيننا وبين أبنائنا، مشيرة إلى أن المخاوف المبالغ فيها من الوقوع في أخطاء الذكاء الاصطناعي لا تستند إلى أساس متين، فالكتب نفسها مليئة بالجدليات والمغالطات التي لا تنتهي.
وأضافت أن التحدي الأكبر يقع على عاتق المعلمين، الذين يجب عليهم بناء جسور من الثقة مع طلابهم، وأن يقربوا المسافة بينهم وبين طلابهم حتى لا يفقدوا ثقتهم بهم، وعليهم جعل الطالب هو المحور والباحث والدارس والمبتكر وأن يكون دور المعلم استشاريا لطلابه يوجههم التوجيه الصحيح ويأخذ بهم لمستقبل آمن .