رئيس الدولة والرئيس التركي يؤكدان ضرورة تكثيف الجهود لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار
مسؤول استخبارات سابق: 4 أسئلة على إدارة بايدن الإجابة عنها
يرى المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية سي آي أي، مارك بوليميروبولوس أن مساءلة المسؤولين الحكوميين، بصمة ديموقراطية، فهم يعملون في نهاية المطاف لخدمة الشعب الأمريكي. وبالنظر إلى خدمته في بيئات نزاع لسنوات عدة، ضابط عمليات ورئيس قاعدة في أفغانستان، طرح بوليميروبولوس في صحيفة “ذا هيل” أسئلة عن الإجلاء غير القتالي من مطار حامد كرزاي الدولي.
ادعت إدارة بايدن النجاح العظيم للعمليات، لكن الكاتب يعتقد أنه قبل التقييم النهائي، على الإدارة أن تجيب على هذه الأسئلة في منتدى مناسب يتضمن تحقيقات من الكونغرس ومراجعات لاحقة للانسحاب من وزارتي الدفاع والخارجية، وإذا ارتكبت الأخطاء فسيكون من الواجب تحمل المسؤولية عنها. أما إذا كانت القرارات صحيحة فيجب دراستها واستنتاج دروس تاريخية للمسؤولين في المستقبل عن شؤون الأمن القومي.
لماذا تُركت البوابة مفتوحة؟
حسب خبرة الكاتب، وعند توقع حدث تحصل من خلاله واشنطن على معلومات استخبارات تؤشر على تهديد وشيك لمنشأة ديبلوماسية أمريكية، تنفذ إجراءات حماية متشددة تمنع أي وصول للغرباء.
ويلمح مقال في مجلة بوليتيكو إلى أن البريطانيين كانوا مسؤولين بطريقة ما عن طلب إبقاء البوابة مفتوحة لأنهم كانوا ينفذون إجلاءً قريباً. إن تحويل حليف إلى كبش فداء لا يعفي قادة الجيش الأمريكي في الميدان والذين علموا بالتهديد البارز ولم ينفذوا الإجراءات الأمنية المطلوبة.
ويتساءل بوليميروبولوس إذا كان هناك ضغط سياسي من واشنطن، أثر على قرارهم. أين الفيديو الكامل للغارة التي قتلت انتحارياً داعشياً لكن أيضاً 10
أفغان مدنيين؟
في العادة، وأثناء الحسابات التي تسبق الغارة، يقيس الطيارون دقة السلاح، وهامش الخطأ في الإصابة والأضرار الجانبية المحتملة بعد الانفجار.
وإذا كان الإرهابي يحمل متفجرات فسيؤخذ هذا العامل في الحسبان أيضاً. في البداية، قالت وزارة الدفاع إن عنصرين من داعش قُتلا، وأن انفجارات ثانوية كانت واضحة.
تغيرت الرواية الآن لتصبح أن الغارة قتلت “مسهلاً” لداعش، وأخيراً، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارك ميلي إنه كان من “المنطقي” تقييم وجود انفجارات ثانوية.
يبدو أن القصة تتطور. يحتاج الشعب الأمريكي لرؤية كامل الفيديو ليدرك، بمساعدة من المعلومات الاستخبارية التي جمعت بعد الضربة، إذا كانت الأخيرة ناجحة أم لا. إن قتل الغارة مدنيين أمر مقلق ولهذا السبب يجب تقديم تقرير كامل عما حدث.
مغادرة أفغانستان
ادعت الإدارة تكراراً امتلاكها نفوذاً على طالبان قائلةً، إن تاريخ 31 أغسطس (آب) هو مهلة نهائية مقبولة للانسحاب، بما أن الحركة قدمت ضمانات لأمريكا بالمساعدة بعد إعلانها الرحيل.
لكن وإلى جانب الشك التاريخي من المجتمع الاستخباري الأمريكي في حركة طالبان، هل نشرت سي آي أي، ووكالات أخرى فكرة النفوذ هذه في بيان رسمي؟
يعتقد الكاتب أن ما جرى هو تأثير شخصي لموفد واشنطن الخاص إلى أفغانستان السفير زلماي خليل زاد الذي قال إن طالبان تغيرت.
ويضيف بوليميروبولوس أنه مع زملائه المتقاعدين الذين أشرفوا على الملف الأفغاني، لا يعتقدون أن طالبان تغيرت، أو أن واشنطن ستتمتع بالنفوذ لتدفعها إلى ذلك.
من هم الذين أجلتهم أمريكا وما عددهم؟
يشير بوليميروبولوس إلى أنه لم يرَ في حياته غموضاً مماثلاً يلف قضية خارجية، على الأمريكيين مسؤولية أخلاقية لإجلاء جميع مواطنيهم إلى جانب الحلفاء الأفغان.
يبدو أن فريق موظفي البيت الأبيض ووزارة الدفاع يلقيان أرقاماً جديدة كل ساعة. مع ذلك، قال مسؤول في وزارة الخارجية في 1 سبتمبر (أيلول) الجاري إن غالبية كبيرة من حلفائنا، من ضمنهم المتقدمون بطلبات الهجرة الخاصة، تُركوا في أفغانستان. وهذه كارثة غير معذورة. ويتساءل الكاتب إذا كان ذلك سيغير رواية “النجاح العظيم” التي رددتها الإدارة.
بين الإشادة والمساءلة
يثني بوليميروبولوس على الجهود الجبارة التي بذلها الموظفون في وزارتي الدفاع والخارجية والمجتمع الاستخباري خلال الإجلاء الذي كان في ظروف شبه مستحيلة.
ويجد الكاتب في كلمات أحد طياري سي-17 إلهاماً كبيراً، وهو القائل: “بالنسبة إلى أكثر من 100 ألف شخص في أفغانستان، أصبحت سي-17 طائرة أمل وحرية».
لكن ذلك لا يعفي كبار المسؤولين الحكوميين من المحاسبة أمام الشعب الأمريكي بالنظر إلى الفوضى التي حصلت، وخسارة أرواح أمريكية، والتخلي عن الحلفاء الأفغان.
إن الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة ضرورية حسب بوليميروبولوس لتفهم كامل لما حصل قبل وخلال وبعد الإجلاء، وضمان مساءلة صارمة، ومكافأة لمن يستحق، ولطي صفحة الانخراط الأمريكي في أفغانستان.