معاريف: إسرائيل في وضع شبه مستحيل بين مصير الرهائن ومصلحة الأمد الطويل

معاريف: إسرائيل في وضع شبه مستحيل بين مصير الرهائن ومصلحة الأمد الطويل

رأى الكاتب الإسرائيلي، زلمان شوفال، أن إسرائيل وجدت نفسها في وضع شبه مستحيل، وعليها أن تختار بين المصير الشخصي الفوري للرهائن وبين المصلحة الوطنية على المدى الطويل، مؤكداً أنه «سيتعين على تل أبيب العمل لمنع احتمال وقوع سابع من أكتوبر آخر».
ويصف شوفال في تحليل بصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، الوضع بـ»عين تبهج وعين تدمع»، لأنه أخيراً سترى إسرائيل الرهائن، ولكن على الناحية الأخرى، هناك من لن يعودوا أحياء وسقطوا في أرض المعركة، وطرح أسئلة مهمة لما بعد الصفقة مع حركة «حماس» الفلسطينية، قائلاً «هل ستتعافى حماس وتعود لتكون الكيان الحاكم في القطاع؟ هل الرئيس بايدن، الذي قال في خطاب الوداع (مستقبل غزة بدون حكم حماس)، يعرف شيئاً لم يتم إبلاغنا به، أم أن ذلك كان خطأ إدراكياً؟». 
ويضيف أن «الولايات المتحدة ومعظم الدول العربية تعارض بالفعل استمرار حكم حماس، ولكن كيف سيتم ضمان ذلك؟ هل ستبقى إسرائيل في محور فيلادلفيا، وهو شرط لعدم تحول القطاع مجدداً إلى مصدر نشط للنشاط المسلح؟ وماذا عن حجم المنطقة الأمنية في شرق وشمال القطاع؟».
ويُشير شوفال إلى وجود علامات استفهام، أو ربما علامات تعجب مقلقة إضافية تتمثل في الإفراج عن 735 أسير فلسطيني في المراحل المبكرة من الصفقة، من بينهم مروان البرغوثي، وهو الأمر الذي وصفه بـ»الخطر»، بالإضافة إلى المزيد في مراحل لاحقة. وأوضح أنه في المرحلة الأولى، سيتم إطلاق سراح جزء من الرهائن الأحياء، ونظرياً ستُحافظ قدرة الضغط العسكري الإسرائيلي على حماس لإطلاق سراح بقية الرهائن في المرحلة الثانية، لكن «لا يوجد يقين بأننا سنصل إلى المرحلة الثانية».
ويُحذر الكاتب من أن «الفترة الانتقالية بين مراحل الصفقة قد تكون حرجة إذا سمحت لحماس بوضع العصي في العجلات»، مضيفاً أن «منع هذه الإمكانية سيعتمد كلياً على استنفاد خيار مواصلة الحرب بعد المرحلة الأولى، تماماً كما كان الضغط العسكري الهائل الذي مارسه الجيش الإسرائيلي في شمال القطاع في الأشهر الأخيرة هو الرافعة الرئيسية التي دفعت حماس للتليين»، ويخلص إلى أن إسرائيل «وقعت في موقف شبه مستحيل، بين الاختيار بين المصير الخاص الفوري للرهائن وبين المصلحة الوطنية لأمن إسرائيل ومواطنيها على المدى الطويل».
ويرى شوفال أن «الصفقة وجوانبها السلبية هي نتيجة حقيقة أن إسرائيل كانت مجبرة وفقاً لشروط وظروف نشأت على الصعيدين الداخلي والخارجي، كما كان توقيت هجوم السابع من أكتوبر -تشرين الأول نتيجة الانقسامات والشقاقات في إسرائيل، فإن تحركات حماس نحو الصفقة تأثرت بما رأته وقدرته في هذا السياق».
ويتوقع شوفال أن إسرائيل «ستواجه قريباً معركة سياسية وعامة من أصعب ما واجهته»، فإلى جانب الحاجة الحيوية للحفاظ على وتوسيع إنجازات الحملة ضد حماس في جميع المجالات»، وسيتعين عليها التعامل مع تداعيات الوضع الإنساني والسياسي في القطاع نتيجة الحملة العسكرية، وهو وضع يشوه سمعة إسرائيل»، مشدداً على أنه على إسرائيل العمل لمنع احتمال وقوع سابع من أكتوبر آخر.