رئيس الدولة ورئيس الوزراء البريطاني يبحثان هاتفياً التطورات الإقليمية
نيويورك تايمز: تقييم حجم الأضرار في إيران قد يستغرق أسابيع
رأت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها أن الهجمات التي نفذتها إسرائيل فجر أمس الجمعة ضد إيران، تعبّر عن طموح استراتيجي كبير، يهدف إلى ضرب قلب البرنامج النووي الإيراني، وتحديدًا منشأة نطنز، التي تُعد الركيزة الأساسية لعمليات تخصيب اليورانيوم في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقييم الأثر الكامل لهذه الضربات قد يستغرق أيامًا أو حتى أسابيع، لمعرفة مدى نجاحها في تأخير تقدم إيران نحو امتلاك قدرات نووية كاملة. وأوضحت أن «الموقع المستهدف – منشأة نطنز – هو المكان الذي أنتجت فيه إيران غالبية مخزونها من الوقود النووي، لا سيما خلال السنوات الثلاث الماضية، حيث قامت بتخصيب مواد تُعد على عتبة الاستخدام في تصنيع سلاح نووي؛ ما قرّبها من امتلاك قدرات نووية عسكرية». وبحسب التقرير، فإن تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن فيه أن الضربة استهدفت «منشأة التخصيب الرئيسية في نطنز»، يكشف عن مدى الجرأة والطموح الإسرائيلي في توجيه واحدة من أكبر الضربات العسكرية المباشرة لإيران على الإطلاق، وهي ضربة تهدف إلى تحييد المركز الحيوي للبرنامج النووي الإيراني.
وفي الوقت نفسه، لم تتوفر حتى الآن معلومات مؤكدة بشأن ما إذا كانت منشأة «فوردو»، وهي الموقع الإيراني الآخر لتخصيب اليورانيوم، والمدفون بعمق داخل جبل، قد تعرّضت للهجوم.
لكن هذا الموقع يُعد هدفًا بالغ الصعوبة، بسبب موقعه المحصّن، وقد صُمم خصيصًا ليكون في مأمن من أي هجوم جوي.
وتؤكد الصحيفة أن الإجابة عن السؤال الحاسم، والمتمثل في: «إلى أي مدى نجحت إسرائيل في تعطيل البرنامج النووي الإيراني؟»، ما زالت قيد الترقب؛ فإذا اقتصرت نتائج الضربة على تأخير البرنامج لعام أو عامين فقط، فقد يُنظر إليها باعتبارها مقامرة محفوفة بالمخاطر، مقابل مكاسب مؤقتة.
ومن بين هذه المخاطر، لا تلوح في الأفق فقط احتمالية اندلاع حرب شاملة وطويلة الأمد، بل أيضًا احتمالية انسحاب إيران من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية (NPT)؛ ما قد يدفعها إلى تسريع أنشطتها النووية بعيدًا عن أعين المجتمع الدولي، والتحوّل الكامل إلى السعي العلني للحصول على سلاح نووي — وهي النتيجة التي كانت إسرائيل، بحسب الصحيفة، تحاول منعها. وأشارت نيويورك تايمز إلى أن سوابقَ التاريخ تُظهر أن نتائج مثل هذه العمليات العسكرية غالبًا ما تكون غير متوقعة. فحتى الهجوم السيبراني المعقّد الذي نُفذ قبل أكثر من 15 عامًا — والذي استُخدم فيه فيروس «ستاكسنت» لتدمير آلاف أجهزة الطرد المركزي الإيرانية — لم يُؤخّر البرنامج الإيراني سوى لعامين على الأكثر، قبل أن يعود بوتيرة متسارعة، وبحجم أكبر من ذي قبل.
ورغم أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تقتصر على المنشآت فحسب، بل استهدفت أيضًا عناصرًا من القيادات النووية والعسكرية الإيرانية، إلا أنه لا يزال من المبكر الحكم على مدى الضرر الذي لحق فعليًا بمنشأة نطنز.
وعلى الرغم من أن نطنز ليست مدفونة بعمق شديد، إلا أن قاعات الطرد المركزي فيها تقع على عمق يتجاوز 50 ياردة تحت سطح الأرض، ومحمية بطبقات كثيفة من الخرسانة المسلحة؛ ما يزيد من صعوبة تدميرها بالكامل.