هل الولايات المتحدة مستعدة لما بعد الضربة الإسرائيلية على إيران؟

هل الولايات المتحدة مستعدة لما بعد الضربة الإسرائيلية على إيران؟


بينما تتجـــــه الأنظـار إلى الضربة العسكرية التي وجهتهـــــــا إســــــرائيل إلى إيران، بغـــــــــرض كبح جماحــــــــها النووي، طرح د. مايكل روبن، الباحث بمعهد أمريكان إنتربـــــرايـــــــــز، تســــاؤلاً جوهرياً: 
هل واشـــــــــــنطن جاهـــــــزة للتعامــــــل مع التداعيـــــــــات الدبلوماسية المحتملـــــــة لتـــــلك الضربــــــة؟.
كـــــــان روبين قــــد أشــــــار في مقال ســـــــابق، نُشـــــــر على موقع «1945»، إلى أن الغياب الأمريكي عن الاستعداد السياسي لمـــــــــا بعد العمــــــل العسكري قـــــــد يُفوّت على الولايات المتحدة فرصة تاريخيــــــة لإعادة تشكيل التوازن الإقليمي.

من الحرب يولد السلام:
 عبر التاريخ
وقال الكاتب في مقاله بموقع مجلة «ناشونال سيكورتي»، المتخصصة في تحليل قضايا الدفاع والأمن القومي، إن الصراعات الكبرى، رغم دمارها، تفتح في أحيان كثيرة أبواباً للدبلوماسية الناجحة. من مؤتمر فيينا (1815) إلى معاهدة فرساي (1919)، ثم مؤتمر يالطا (1945)، كانت الحروب مقدمة لنظام عالمي جديد. 
 وشهد الشرق الأوسط أيضاً تحولاً مماثلاً بعد حرب الخليج 1991، حيث استُثمر الانتصار العسكري الأمريكي في إطلاق مؤتمر مدريد للسلام، وهو أول منتدى دبلوماسي جمع بين إسرائيل وسوريا والفلسطينيين.

فرصة مشابهة تلوح في الأفق
وأضاف الكاتب: الضربة الإسرائيلية الناجحة قد تُسقط شرعية النظام الإيراني أو تزعزع أركانه وقد تمثّل نقطة تحول مماثلة. فـ»الجمهورية الإسلامية»، كما يصفها، فقدت ثقة الشعب الإيراني، وتعيش ما يشبه مرحلة «الزومبي السياسي»، وسط احتجاجات متكررة وإضرابات شاملة مثل إضراب سائقي الشاحنات الذي شلّ عشرات المدن في 31 محافظة.
وفي هذا السياق، رأى الكاتب أن إيران جاهزة للتغيير، بل وأصبحت الساحة مهيأة لانهيار النظام. وهنا يتعين على واشنطن أن تكون في موقع المبادِر لا المتفرِج، وأن تعدّ خطة لإدارة الفراغ السياسي والعسكري الذي سيخلفه غياب طهران.

التحول السياسي يحتاج استعداداً استراتيجياً
وأشار الكاتب إلى أن إسرائيل أظهرت في العام الأخير قدرة كبيرة على الابتكار والدقة والفعالية، الأمر الذي يجب أن يدفع واشنطن لإعادة تقييم دورها ومصالحها في المرحلة القادمة. ففي حال تحقق السيناريو الأكثر تفاؤلاً، أي انهيار النظام الإيراني، ستكون الفرصة مواتية لتفكيك التحالفات المعادية وإعادة إدماج طهران في النظام الإقليمي والدولي. وتساءل الكاتب إن كانت الولايات المتحدة قادرة على تحقيق الاستقرار في المنطقة من خلال إشراك إيران، ما بعد الجمهورية الإسلامية، في الاتفاقيات الإبراهيمية، بالإضافة إلى حلفاء الجمهورية الإسلامية السابقين في العراق؟  وحذر روبن من أن غياب التخطيط واستمرار التركيز الأمريكي على التحليلات الإعلامية بدلاً من الاستعداد العملي قد يُفشل استثمار هذا التحول، ويُفوت على الولايات المتحدة وحلفائها فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم الأمن والاستقرار على المدى الطويل.