رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
في مواجهة الصين :
واشنطن تعد بالتزام أكبر في جنوب شرق آسيا...!
-- العواصم الآسيوية تحث واشنطن على إرساء أسس تحالف اقتصادي طويل المدى
-- إيجاد توازن بين استراتيجية احتواء الصين ورغبة العواصم المحلية في عدم الإضرار بالعلاقة مع بكين
بمناسبة جولته الأولى في جنوب شرق آسيا، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، أن الولايات المتحدة ستساعد دول المحيطين الهندي والهادي على مقاومة الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية لبكين، لكنه لم يذكر سوى عدد قليل من المبادرات الملموسة.
بعد أن تضاعفت، منذ وصول جو بايدن إلى السلطة، القمم الافتراضية مع قادة معظم دول جنوب شرق آسيا، أجرى وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين، الثلاثاء، أول جولة رسمية له في الجهة. وانتهز الفرصة لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة إلى جانب منطقة تواجه تحديات متزايدة من الصين.
ووصل الدبلوماسي الأمريكي إلى جاكرتا، الاثنين، في رحلة ستأخذه أيضا في وقت لاحق إلى ماليزيا وتايلاند. وحاول، خلال أول خطاب رئيسي له في المنطقة، إيجاد توازن بين استراتيجية احتواء الصين التي نشرتها واشنطن بدقة، وحساسيات العواصم المحلية التي لا يمكن أن تضر بصلاتها مع بكين، الشريك الاقتصادي الرئيسي.
ليست منافسة
قبل ثلاثين عامًا، بلغ إجمالي التجارة الثنائية بين دول جنوب شرق آسيا والصين 8 مليارات دولار، وفي العام الماضي، قفزت إلى 685 مليار، أي ما يقرب من ضعف التجارة مع أمريكا. “إنها ليست مسألة تأجيج المنافسة بين منطقة تتمحور حول الولايات المتحدة ومنطقة تتمحور حول الصين”، قال أنتوني بلينكين.
وأشار الى إن واشنطن تريد فقط منح كل دولة آسيوية الحق في صياغة سياساتها الخاصة “دون التعرض للضغط أو الترهيب” من قبل قوة إقليمية رئيسية أخرى. وشدد على أن بلاده تريد “أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادي، وهي الأكثر ديناميكية في العالم، خالية من جميع أشكال الإكراه، وأن تكون مفتوحة للجميع، وهذا لمصلحة سكان المنطقة ولكن أيضًا لمصلحة الأمريكيين. «
ولئن أكد ممثل الولايات المتحدة أنه لا مجال لمطالبة الحكومات باختيار معسكر، فانه وعد بمساعدتها، عسكريًا وسياسيًا وحتى اقتصاديًا، لتحتفظ بحقّها في تحديد سياساتها الخاصة في مواجهة صين قد تميل إلى فرض نظامها الجيوسياسي عليهم. ثم عدّد أنتوني بلينكين مطولاً “الإجراءات العدوانية المتعددة لبكين”، من منطقة ميكونغ إلى الجزر الصغيرة في المحيط الهادي، مروراً ببحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.
وعدّد المسؤول الأمريكي موضحا: “مناطق يزعمون أن البحار المفتوحة فيها أصبحت ملكا لهم الآن، وأسواق اقتصادية يشوهونها بمؤسساتهم الحكومية”، و”إلغاء الصادرات الواردة من بلدان باتوا لا يقبلون بسياساتها”، و”دعمهم للصيد غير القانوني وغير المنظم”، ليلخّص “دول المنطقة تريد تغيير هذا السلوك ونحن نريد ذلك أيضا».
عدم وجود التزامات
ورغم هذا الموقف الحازم، المشابه جدًا لذاك الذي سبق اتخاذه في ظل إدارة ترامب، تعهد وزير الخارجية الأمريكي ببعض الالتزامات الملموسة الجديدة لدعم دول جنوب شرق آسيا المستهدفة من بكين. “التهديدات تتطور، يجب أن يتطور نهجنا تجاه الأمن معها. وللقيام بذلك، سنعتمد على أعظم قوتنا: تحالفاتنا وشراكاتنا”، صرّح بلينكين قبل أن يعد بمزيد الارتباط بين أجهزة المخابرات الأمريكية وتلك الموجودة في المنطقة، والمزيد من التعاون العسكري، والجهود المزدوجة فيما يتعلق بالابتكار التكنولوجي.
وذكّر المسؤول أيضًا بتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد التي قدمتها واشنطن لدول المنطقة، وتمويل البنية التحتية بمليارات الدولارات في المنطقة من قبل الولايات المتحدة مع حلفائها اليابانيين والأستراليين.
لكن هذا التذكير ليس كافيا لطمأنة العواصم الآسيوية التي تحث واشنطن على إرساء أسس تحالف اقتصادي طويل المدى مع أمريكا، وهي الطريقة الوحيدة لمقاومة الضغط الصيني حقًا. في خطابه في جاكرتا، امتنع أنتوني بلينكين، لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية الأمريكية، عن إثارة عودة محتملة للولايات المتحدة إلى الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ، والتي أغلق دونالد ترامب بابها عام 2017 رغم أنه تم تصميمها بدقة لترسيخ نفوذ واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
-- إيجاد توازن بين استراتيجية احتواء الصين ورغبة العواصم المحلية في عدم الإضرار بالعلاقة مع بكين
بمناسبة جولته الأولى في جنوب شرق آسيا، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، أن الولايات المتحدة ستساعد دول المحيطين الهندي والهادي على مقاومة الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية لبكين، لكنه لم يذكر سوى عدد قليل من المبادرات الملموسة.
بعد أن تضاعفت، منذ وصول جو بايدن إلى السلطة، القمم الافتراضية مع قادة معظم دول جنوب شرق آسيا، أجرى وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين، الثلاثاء، أول جولة رسمية له في الجهة. وانتهز الفرصة لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة إلى جانب منطقة تواجه تحديات متزايدة من الصين.
ووصل الدبلوماسي الأمريكي إلى جاكرتا، الاثنين، في رحلة ستأخذه أيضا في وقت لاحق إلى ماليزيا وتايلاند. وحاول، خلال أول خطاب رئيسي له في المنطقة، إيجاد توازن بين استراتيجية احتواء الصين التي نشرتها واشنطن بدقة، وحساسيات العواصم المحلية التي لا يمكن أن تضر بصلاتها مع بكين، الشريك الاقتصادي الرئيسي.
ليست منافسة
قبل ثلاثين عامًا، بلغ إجمالي التجارة الثنائية بين دول جنوب شرق آسيا والصين 8 مليارات دولار، وفي العام الماضي، قفزت إلى 685 مليار، أي ما يقرب من ضعف التجارة مع أمريكا. “إنها ليست مسألة تأجيج المنافسة بين منطقة تتمحور حول الولايات المتحدة ومنطقة تتمحور حول الصين”، قال أنتوني بلينكين.
وأشار الى إن واشنطن تريد فقط منح كل دولة آسيوية الحق في صياغة سياساتها الخاصة “دون التعرض للضغط أو الترهيب” من قبل قوة إقليمية رئيسية أخرى. وشدد على أن بلاده تريد “أن تكون منطقة المحيطين الهندي والهادي، وهي الأكثر ديناميكية في العالم، خالية من جميع أشكال الإكراه، وأن تكون مفتوحة للجميع، وهذا لمصلحة سكان المنطقة ولكن أيضًا لمصلحة الأمريكيين. «
ولئن أكد ممثل الولايات المتحدة أنه لا مجال لمطالبة الحكومات باختيار معسكر، فانه وعد بمساعدتها، عسكريًا وسياسيًا وحتى اقتصاديًا، لتحتفظ بحقّها في تحديد سياساتها الخاصة في مواجهة صين قد تميل إلى فرض نظامها الجيوسياسي عليهم. ثم عدّد أنتوني بلينكين مطولاً “الإجراءات العدوانية المتعددة لبكين”، من منطقة ميكونغ إلى الجزر الصغيرة في المحيط الهادي، مروراً ببحر الصين الجنوبي ومضيق تايوان.
وعدّد المسؤول الأمريكي موضحا: “مناطق يزعمون أن البحار المفتوحة فيها أصبحت ملكا لهم الآن، وأسواق اقتصادية يشوهونها بمؤسساتهم الحكومية”، و”إلغاء الصادرات الواردة من بلدان باتوا لا يقبلون بسياساتها”، و”دعمهم للصيد غير القانوني وغير المنظم”، ليلخّص “دول المنطقة تريد تغيير هذا السلوك ونحن نريد ذلك أيضا».
عدم وجود التزامات
ورغم هذا الموقف الحازم، المشابه جدًا لذاك الذي سبق اتخاذه في ظل إدارة ترامب، تعهد وزير الخارجية الأمريكي ببعض الالتزامات الملموسة الجديدة لدعم دول جنوب شرق آسيا المستهدفة من بكين. “التهديدات تتطور، يجب أن يتطور نهجنا تجاه الأمن معها. وللقيام بذلك، سنعتمد على أعظم قوتنا: تحالفاتنا وشراكاتنا”، صرّح بلينكين قبل أن يعد بمزيد الارتباط بين أجهزة المخابرات الأمريكية وتلك الموجودة في المنطقة، والمزيد من التعاون العسكري، والجهود المزدوجة فيما يتعلق بالابتكار التكنولوجي.
وذكّر المسؤول أيضًا بتوزيع اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد التي قدمتها واشنطن لدول المنطقة، وتمويل البنية التحتية بمليارات الدولارات في المنطقة من قبل الولايات المتحدة مع حلفائها اليابانيين والأستراليين.
لكن هذا التذكير ليس كافيا لطمأنة العواصم الآسيوية التي تحث واشنطن على إرساء أسس تحالف اقتصادي طويل المدى مع أمريكا، وهي الطريقة الوحيدة لمقاومة الضغط الصيني حقًا. في خطابه في جاكرتا، امتنع أنتوني بلينكين، لأسباب تتعلق بالسياسة الداخلية الأمريكية، عن إثارة عودة محتملة للولايات المتحدة إلى الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ، والتي أغلق دونالد ترامب بابها عام 2017 رغم أنه تم تصميمها بدقة لترسيخ نفوذ واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادي.