رئيس الدولة يهنيء ساناي تاكايشي بتوليها رئاسة الحكومة اليابانية
يستعد منذ سنوات لحملة ترامب.. كيف تحصّن مادورو ضد الانقلابات؟
رغم وجود السفن الحربية الأمريكية قبالة سواحل بلاده، نجح زعيم فنزويلا، نيكولاس مادورو، في تحصين نفسه ضدّ الانقلابات، من خلال التطهير والتجسس على الضباط ودفع رواتبهم حتى تظل القوات المسلحة موالية له.
ووفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن مادورو تجهّز مبكرًا لصدّ محاولات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإزاحته عن السلطة، بحملة تطهير للضباط المتهمين بالتآمر ضده، وسجنهم ونفيهم، مستعينًا بجهاز المخابرات الكوبي، حليف فنزويلا الوثيق، على كشف المؤامرات و”المخرّبين».
وحرص قادة الجيش الفنزويلي على أن يعلم الضباط والجنود أن التعذيب والسجن وحتى الموت ينتظرهم إذا انتفضوا، إذ نقلت “وول ستريت جورنال” عن جندي سابق منفي، أن هناك “خوفًا متأصلًا داخل المؤسسة العسكرية، لدرجة أن الضباط لا يجرؤون حتى على التفكير في الانتفاض».
وأثار ترامب ضمنيًّا مسألة انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة، عندما صرّح بأنه سمح لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإجراء عمليات سرية في فنزويلا. وعندما سأله صحفي في البيت الأبيض عمَّ إذا كان يخطط للإطاحة بمادورو، رفض الإجابة.وفي عام 2019، عملت إدارة ترامب على تحفيز انتفاضة بين الضباط العسكريين الفنزويليين لإزالة مادورو. ورغم انشقاق مئاتٍ من جنود الحرس الوطني وضباط الشرطة، فإن الجهود فشلت لأن ضباط الجيش رفيعي المستوى الذين يقودون وحدات أساسية، لم يفعلوا ذلك.واليوم، وفق تقرير “وول ستريت جورنال”، أصبح مادورو أكثر أمانًا من أي وقت مضى، حيث يعيش معظم زعماء المعارضة في المنفى، ويشعر الفنزويليون بالخوف الشديد بحيث لا يستطيعون الاحتجاج كما فعلوا في السابق.
المشكلة بالنسبة لأولئك الذين يرون الأمل في صعود الجيش، هي أن مادورو أحاط نفسه بقلعة من الملازمين الذين ترتبط ثرواتهم ومستقبلهم بمصيره، بدءًا من وزير الدفاع فلاديمير بادرينو لوبيز إلى الجنرالات والأدميرالات والعقداء والنقباء في جميع أنحاء القوات المسلحة.
الولاء بعد الإثراء
ويقول ضباط عسكريون سابقون وباحثون درسوا الجيش الفنزويلي، إن مادورو رقّى الضباط بوتيرة مذهلة، مستندًا في المقام الأول إلى الولاء لا الكفاءة. كما سمح لهم بإثراء أنفسهم، إمّا بدفع أموال من عصابات تهريب المخدرات للسماح بشحنات الكوكايين عبر فنزويلا، وإمّا بإدارة العديد من الشركات الحكومية.كما عمل مادورو جاهدًا لجعل من المستحيل تقريبًا على الضباط الساخطين تنسيق انقلاب، من خلال زرع ضباط مكافحة التجسس الكوبيين ذوي الكفاءة العالية، وكذلك الجواسيس الفنزويليين بين الضباط وأيضًا من بين الرتب والملفات.ووفق جون بولغا هيسيموفيتش، الباحث في الشؤون الفنزويلية في الأكاديمية البحرية الأمريكية، فقد كان مادورو “بارعًًا جدًّا في إدارة الجيش، وربط مصيره بمصيره، وجعل تنفيذ انقلاب أمرًا بالغ الصعوبة».
حملة ترامب الأولى
في الجهود الأولية التي بذلها ترامب للإطاحة بمادورو خلال فترة ولايته الأولى، حاول فريق الرئيس الأمريكي والمعارضة الفنزويلية هندسة انتفاضة عسكرية عندما اعترفت الولايات المتحدة بالمشرّع المعارض خوان غوايدو، وليس مادورو، رئيسًا.
وسعى حينها عملاء فنزويليون يعملون مع الولايات المتحدة إلى دفع ضباط الجيش الفنزويلي للانقلاب على مادورو، كما حاول قادة المعارضة نقل إمدادات غذائية بالشاحنات إلى البلاد من كولومبيا المجاورة، أملًا في تمرد القوات الفنزويلية.لكن كل الضغوط الدولية والمحاولات الأمريكية، فشلت في كسر شوكة القوات المسلحة، إذ وقفت القيادة العسكرية العليا إلى جانب الرئيس المحاصر، لتسهم بشكل غير مباشر في ترسيخ سيطرة مادورو.