‏قمة الحكومات .. رزان المبارك لـ(وام):‏ ‏COP28‎‏ برهن على قوة العمل الجماعي واتباع نهج شامل يحتوي الجميع

‏قمة الحكومات .. رزان المبارك لـ(وام):‏ ‏COP28‎‏ برهن على قوة العمل الجماعي واتباع نهج شامل يحتوي الجميع

• اتفاق الإمارات يمثل استراتيجية شاملة لتحقيق التكامل بين العمل المناخي ‏والحفاظ على الطبيعة
• الشعوب الأصلية تشكل 5 % من سكان العالم وتحمي 80 % من التنوع البيولوجي ‏حول العالم

أكدت سعادة رزان خليفة المبارك رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ورائدة الأمم ‏المتحدة للمناخ لمؤتمر ‏COP28‎، أن أجندة ما بعد مؤتمر الأطراف ‏COP28‎‏ ‏تتمحور حول العمل المناخي متعدد المستويات، الذي يعمل على إشراك المجتمع ‏بأكمله على نحو يشمل الحكومات الوطنية والمحلية والشركات والمؤسسات غير ‏الربحية، ومن الأمثلة على ذلك ما نبذله من مساع للتركيز على توسيع نطاق مبادرة ‏‏”العمل المناخي لوقف فقدان التنوع البيولوجي” والتي تستهدف الشركات والمؤسسات ‏المالية، وتمكنت من استقطاب تعهدات من أكثر من 200 جهة على مستوى العالم، ‏ما يبرز المشاركة المتزايدة للقطاع الخاص في العمل المناخي، مشيرة إلى أن رؤيتنا ‏تتمحور حول ضمان مواصلة التعاون والالتزام بتحقيق أهدافنا الجماعية من أجل ‏مستقبل عادل ومرن ومستدام للجميع.‏

وقالت سعادة رزان خليفة المبارك، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” على ‏هامش فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024 في دبي، إن “اتفاق الإمارات” ‏التاريخي حظي بتوافق 198 طرفاً من جميع أنحاء العالم، وأرسى معايير جديدة ‏للعمل المناخي العالمي، وقدّم استجابة طموحة لنتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم ‏في اتفاق باريس تساهم في الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة ‏حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، فبالإضافة إلى تضمنه ولأول مرة في ‏تاريخ العمل المناخي، نصاً يدعو الأطراف إلى تحقيق انتقال مُنظّم ومسؤول وعادل ‏ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، ‏بهدف الوصول إلى الحياد المناخي وتخفيف تداعيات تغير المناخ، فهو يُلزم الدول ‏بوقف أعمال إزالة الغابات بحلول عام 2030، إقراراً بالدور الحيوي للغابات في ‏التنوع البيولوجي واحتجاز الكربون.وأضافت أن هذا الاتفاق لا يقتصر على دعوته ‏إلى الحفاظ على الغابات فحسب، بل يشمل نهجاً أوسع وأشمل يؤكد على أهمية ‏الحلول القائمة على الطبيعة والمواءمة مع السياسات الدولية مثل إطار كونمينغ-‏مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي الذي يدعو إلى حماية 30% من المناطق ‏البحرية والبرية، ويعد جزءاً لا يتجزأ من اتفاق الإمارات؛ وبالتالي يمثل الاتفاق ‏استراتيجية شاملة تعمل على تحقيق التكامل بين العمل المناخي والحفاظ على ‏الطبيعة.‏

وحول أهمية تعزيز الحشد المالي للمشاريع المتعلقة بالحفاظ على الطبيعة وتأثير ‏ذلك على العمل المناخي العالمي، قالت رزان المبارك إن حشد أكثر من 2.7 مليار ‏دولار للمشاريع المتعلقة بالحفاظ على الطبيعة في ‏COP28‎‏ يجسد الارتفاع الكبير ‏في مستوى الإرادة السياسية لإعطاء الأولوية للطبيعة في العمل المناخي، حيث قدم ‏رؤساء الدول والحكومات من الدول الغنية بالغابات في جميع أنحاء آسيا وإفريقيا ‏وأمريكا الجنوبية والدول الغنية بالمصادر المائية في المحيط الهادئ، خططاً ‏استثمارية غير مسبوقة لتنفيذ اتفاق باريس بالتزامن مع تنفيذ الإطار العالمي الجديد ‏للتنوع البيولوجي، ومن الممكن أن يوفر هذا التمويل الموجه للحفاظ على الغابات ‏والمحيطات والنظم البيئية الساحلية ما يصل إلى 30% من تدابير التخفيف ‏المطلوبة للحد من ارتفاع درجات الحرارة بحيث لا تتجاوز 1.5 درجة مئوية بحلول ‏عام 2030.‏

وأضافت أن تعهد دولة الإمارات وتخصيصها لمبلغ بقيمة 100 مليون دولار بهدف ‏الحفاظ على الغابات في إندونيسيا، وقارتي أمريكا الجنوبية، وإفريقيا، بالإضافة إلى ‏تخصيص موارد مالية أولية لغانا، يجسد التزامها بهذه القضية، ويمثل كل هذا بداية ‏لمساعي أكبر، ويؤكد الحاجة المستمرة لاستثمارات هائلة في مجال الحفاظ على ‏الطبيعة لسد الفجوة التمويلية ومواجهة أزمتي التغير المناخي وفقدان التنوع البيولوجي ‏بشكل فعّال.وحول أهمية مشاركة الشعوب الأصلية في مؤتمر الأطراف ‏COP28‎‏ ‏والأثر الذي سيحدثه ذلك على سياسات المناخ المستقبلية، قالت المبارك إن الشعوب ‏الأصلية تشكل 5% من سكان العالم، ورغم ذلك فإنها تقوم بحماية أكثر من 80% ‏من التنوع البيولوجي في العالم، وقد تم خلال مؤتمر الأطراف ‏COP28‎‏ تسليط ‏الضوء على مساهمات الشعوب الأصلية من خلال جناح الشعوب الأصلية، ‏والحوارات رفيعة المستوى مع المجموعات المناخية الرئيسية، ويوم الشعوب الأصلية، ‏وعلاوة على ذلك، تم إطلاق مبادرة “بودونغ للشعوب الأصلية”، للتأكيد على دورهم ‏الأساسي في الإشراف على الطبيعة وإدارة مواردها والحاجة إلى توجيه التمويل ‏مباشرة إلى الشعوب الأصلية لأداء هذا الدور الحيوي، ومن المهم الحفاظ على هذا ‏الزخم، بما يضمن العدالة في توزيع الموارد وتبني معارف الشعوب الأصلية ووجهات ‏نظرهم لتكون جزءاً من الحلول المناخية.‏

وحول الأثر الذي أحدثه التركيز على مشاركة المرأة في العمل المناخي في ‏COP28‎، قالت سعادة رزان خليفة المبارك إن دور المرأة في العمل المناخي اتخذ ‏بعداً جديداً من خلال مؤتمر الأطراف ‏COP28‎‏ إقراراً بتأثرها أكثر من غيرها بتغير ‏المناخ، وقيادة النساء للدعوات الخاصة بالسياسات الصديقة للمناخ، وقد أكد ‏المؤتمر على أهمية تمكين النساء والفتيات للمساهمة الفعالة في العمل المناخي، ‏ويأتي توقيع 78 دولة على “إعلان ‏COP28‎‏ الإمارات بشأن مراعاة المساواة بين ‏الجنسين في التحولات الداعمة للعمل المناخي” لزيادة الدعم المقدم للقيادات النسائية ‏في العمل المناخي، وصنع القرار، وتوفير فرص متساوية للجنسين في عمليات ‏‏”الانتقال العادل” المحددة في اتفاق باريس، مع التركيز على الجوانب الحاسمة مثل ‏جمع البيانات والدعم المالي وإيجاد فرص متساوية للنساء.‏ وبينت أن المؤتمر ركز كذلك على الحاجة إلى تحفيز التقدم في تحقيق الالتزامات ‏المتعلقة بالمناخ والبيئة على نحو يراعي النوع الاجتماع وجمع البيانات المصنفة ‏حسب النوع الاجتماعي من أجل فهم التحديات التي تواجهها المرأة ومعالجتها بشكل ‏أفضل، وهو أمر بغاية الأهمية، من أجل تحقيق المساواة، وفعالية السياسات ‏المناخية، بما يضمن أن تكون خبرات المرأة والحلول التي تقدمها جزءاً لا يتجزأ من ‏استجابتنا العالمية لأزمة تغير المناخ.‏ وحول دور مؤتمر الأطراف ‏COP28‎‏ في المساعدة على تحقيق تقدم بأجندة التنمية ‏الحضرية ودور المدن في العمل المناخي، قالت سعادة رزان خليفة المبارك إن ‏رئاسة ‏COP28‎‏ وضعت تعزيز التعاون بين الحكومات الوطنية والمحلية ضمن ‏أولوياتها، وقد نتج عن ذلك إطلاق مبادرة “تحالف الشراكات متعددة المستويات ‏عالية الطموح للعمل المناخي” (‏CHAMP‏)، التي أقرتها 71 دولة لوضع نهج جديد ‏شامل وطَموح لتجديد المساهمات المحددة وطنياً، وخطط واستراتيجيات العمل ‏المناخي الأخرى.