17عملاً إبداعياً للتشكيلية العراقية منى مرعي في أبوظبي

17عملاً إبداعياً للتشكيلية العراقية منى مرعي في أبوظبي

افتتح المعرض الـ 12 للفنانة التشكيلية العراقية منى مرعي ولأول مرة في العاصمة أبوظبي بعد جولة بعدد من دول العالم تحت عنوان “انعتاق” والذي استوعب 17 عملا ابداعيا بعد معرضها “تشكيليات عراقيات”  وبقياسات ومواضيع متباينة وجاءت فكرة وفلسفة المعرض تحمل صور حول فكرة الانعتاق من الاستعباد والانعتاق من الجهل والانعتاق من الاستبداد الذي يدمر الشعوب
حضر الافتتاح الفنان التشكيلي أحمد اليافعي مدير عام آرت هاب ومحمد سعيد القبيسي المستشار في مؤسسة الشيخ زايد للأعمال الخيرية والإنسانية وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي العراقي والفنان العراقي الخطاط محمد نوري وعدد من المهتمين.

تقول الفنانة منى مرعي عن أعمالها : أنها تحمل من حيث التقنية طابع التضاد بين اللونين الأسود والأبيض كرمز للخير والشر، الحب والكره الموت والحياة لعمل تجانس بينهما وعلاقة من نوع آخر يخرج بها الفنان هذا التضاد الى تجانس كبير ليصلح بينهم كي يصنع ديمومة للجمال والنقاء
والفنانة منى مرعي فنانة تألقت وأبدعت وهي تنظر إلى “بغدادها” مرتع طفولتها، بعد ما تعقدت الحياة فيها، بسبب الحرب والدمار والموت المجاني، فأمسكت فرشاتها

لتلون الحلم في وطن يتسع للحب والجمال، وكان الحلم أغنيات ولعبا وشغبا وموسيقى .. فنانة ترجمت حبها للعراق بمهرجانات من الفرح الملون، هي عبارة عن طفولة عراقية جميلة تحن إليها وتستحضرها فنيا كتعويض عن مشاهدات الحزن والأسى اليومية، من خلال حركة تجريدية تصوغها برؤية جمالية على مساحة اللوحة. إذ تتراكم وتتزاحم فيها عناصرها الفنية وتتكرر بإصرار، ولكن بأشكال مختلفة .. فنانة تتمتع بقوة الإدراك للون والمساحة وتوزيع الكتل، للتضاد والانسجام، للنور والعتمة، لوحاتها ممغنطة تسحبنا بحب الى الطفولة، الى رحلات السندباد والقصص والفلكلور البغدادي، الى رموز شعبية مألوفة في حياتنا، بمثابة صرخات احتجاج بوجه الظلم، المرض، الفقر، هذا الثالوث الذي رافق العراق سنوات طويلة ، وان هذه السرديات والقصائد التي تتجسد في تشكيلات لونية موسيقية رائعة، صنعتها أنامل الفنانة التشكيلية المبدعة منى مرعي،

وتقول : المرأة تحتل عندي مساحة واسعة سواء في إدراكي الواعي كوني امرأة، أم إدراكي اللاوعي في عملي الفني؛ ولأني اعتبرها أبجدية كل شيء، المرأة في العراق أضعف وأقل حيلة الآن، بعد ما كانت رمزا في الثقافتين السومرية والبابلية. وأعتقد أن المرأة تمثل نصف هذه الحياة التي أشعر فيها بغربة دونها، وهناك تقصير كبير من المجتمع الذكوري تجاه هذا الكائن الجميل، وهناك محاولات لوئده مجددا تحت حجج وذرائع شتى.
وتضيف : الحقيقة أن أعمالي، وتحديدا في هذه المرحلة التي أعيشها الآن هي خبايا وخفايا ما يدور في دواخل الانسان العراقي بصورة عامة، ودواخلي انا كفنانة بصورة خاصة، وان سئلت كيف أجد وارى تلك الخبايا؟ اقول اني اجدها بحدسي وحسي واحساسي الذي عرف عني منذ كنت صغيره، لذا قررت ان ابوح بما أراه بإحساسي وحدسي عما يدور في دواخل النفس البشرية من خليط مربك، وربما متعب يظهر احيانا، واحيانا اخرى لا يظهر بل يبقى كرمز داخلي، واعبر عن ذلك الحدس والحس بألوان تعبيرية تجريدية.

وتؤكد أن غالب الفنانين تأثروا بشكل أو بآخر بالفن العراقي القديم وبدرجات مختلفة. فالأعمال الفنية العراقية معروفة عالميا ومرغوبة كثيرا، لأنك تجد فيها هذا الالق التاريخي والحضاري حتى في الاعمال الحداثوية. ان فنون وادي الرافدين المتنوعة المليئة بالتعابير والرموز، تحفز الفنان على الاكتشاف والابداع، وتعطيه مساحة كبيرة للابتكار. فالأساطير والملاحم والنقوش، كلها تعبّر عن أصالة تجعلك امام حضارة كبيرة لا بد لك ان تنهل منها وتتمسك بها طوال مشوارك الفني الابداعي
وتشير الى ان كل انسان يتأثر بالمكان حتى في احلامه تجده يعود الى الاماكن القديمة، ذلك لان المكان له تأثير كبير على الانسان وخصوصا مكان النشوء. اما الفنان التشكيلي فتجده يعبّر بأعماله عن ذلك التأثير ليس بالأحلام فقط، بل بالألوان والاعمال الفنية

وتشير الى انه اكثر شخص يستطيع ان يعبّر بحرية هو الرسام،
 لأنه بنظري يستطيع ان يعبّر بطريقة غير واقعية عما يدور بدواخله، ولا يخاف من السلطة كما يقال، لكون عمله ربما يفسره كل حسب رؤيته. لذا فهو هنا تجده متحررا في التعبير، لان المسألة هنا تكون نسبة كل يفهم العمل كما يريد، لذلك لا يستطيع احد ان يقنن له طريقة تعبيره. أن الفن التشكيلي في نهضة حاليا، رغم الدعم المحدود من قبل المسؤولين ورغم وجود دخلاء على الفن التشكيلي خاصة والفن بشكل عام
وتقول : كل فنان تأثر في بدايته الفنية باساتذته، لا سيما الاستاذ المقرب الى النفس. فكل طالب يقتدي باستاذ يحبه او قريب الى نفسه.
 فقد اكتسبت الكثير من اساتذتي في معهد الفنون الجميلة في بداية التسعينات من استاذي الانسان والفنان الكبير سلمان عباس تعلمت حب الفن والانسانية العالية والفن الحقيقي ، ومن الاستاذ محمد مهر الدين ربما العناد والشخصية القوية ، ومن الاستاذ حسن عبد علوان البساطة والفطرية والتلقائية ،

ومن الست مهين الصراف تلك المرأة التي تلون ببراعة ، ومن سالم الدباغ عشقه للأسود والأبيض في فن الغرافيك ، وفي كلية الفنون الجميلة منتصف التسعينات تعلمت دروسا اوسع مع الاستاذ وليد شيت حب الفن وتحرره بافكاره وتجرده الكبير وكيفية العمل والمعاصرة والتطور مع ما يحدث بالعالم ، ومن الاستاذ حسام عبد المحسن فنه وصداقته وتعامله الجميل مع طلابه ، وكل فنان أعطانا الكثير حتى احيانا بدون ان يعلم شيئا نستفيد منه في حياتنا الفنية

وتضيف : معروف عني في الوسط التشكيلي وفي الوسط الشخصي بإيجابيتي ورؤيتي الواضحة للأمور، فحتى حين أحزن أكون إيجابية ، بحيث يعتصرني الألم لكني أبتسم بفقدان قريب أو صديق ترى الدموع تتطاير بشكل لا واعٍ؛ لذا هذه الإيجابية تنعكس أحيانا على الواني واعمالي. فربما يراها البعض الوانا متفائلة، ولكني أعبِّر بها عن مأساة أو ألم. فوضع البلد يحتاج الى لمسات ايجابية لأنه قد امتلأ واختنق من الألم. وأنا أجسد هموم المواطن العراقي الذي أرهقته الحروب المتتالية وسنوات الحصار وما خلفه الاحتلال الأميركي من قتل ودمار وفتن طائفية وعرقية بين مكونات الشعب، لكنني أنظر للمستقبل بتفاؤل. وقد جسدت ذلك في أعمالي الفنية.

سيرة
الفنانة منى مرعي الأستاذة في معهد الفنون الجميلة، وأكملت دراستها في المعهد ذاته عام1995 وأكاديمية الفنون عام 1998، وهي عضو في نقابة وجمعية الفنانين التشكيليين، وعضو في نقابة المعلمين وجمعية المصورين العراقيين
حصلت مرعي على شهادات من مراكز ومعاهد دولية، رسامة كاريكاتير لجريدة العراق 1998، أقامت 12 معرضا شخصيا ، وشاركت بأكثر من عشرين معرضا فنيا داخل وخارج العراق.



Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot