أصبح النسيان وعدم التركيز أزمة كبيرة يعانيها كثير من الناس حالياً بفعل عوامل متعددة، من بينها الضغط العصبي وكثرة المسؤوليات، وربما أسباب مرضية مختلفة، يسبب هذا الوضع أزمات متلاحقة لمن يعانيه حتى ولو كان النسيان في أبسط الأمور، مثل عدم تذكر أين ترك مفتاح السيارة، أو أين وضع النقود، ويمكن أن يمتد إلى أمور أكبر مثل نسيان مواعيد الأدوية أو دفع الفواتير، وقد يسبب للشخص أزمات في عمله في حال عدم تذكر مواعيد الاجتماعات أو تسليم المهام المنوط به إنجازها، وهناك مجموعة من النصائح التي يمكن اتباعها، للمساعدة على تحسين هذه الحالة، وزيادة القدرة على التذكر من بينها.

1 - احصل على قدر وافر من النوم
أبسط الأشياء التي يمكن القيام بها للتركيز وتنشيط الذاكرة هو الاهتمام بالنوم عدد ساعات كافياً، فقلة النوم تنعكس على كل وظائف الجسم، وينتج منها الإرهاق الشديد والتعب، الذي بدوره يؤدي إلى حالات من عدم التركيز والنسيان، فأثناء النوم تجري عمليات معقدة في الدماغ، مثل معالجة، وتخزين المعلومات، وإعادة تشغيل الوصلات العصبية.
وأثبتت دراسة جرى إجراؤها في معهد روتمان للأبحاث في كندا أن النوم العميق يساعد على تحسين الوظائف الإدراكية، ومن بينها ما أطلقوا عليه الذاكرة التسلسلية، بمعنى تذكر الأحداث، وفق ترتيبها الزمني والقدرة على تذكر التفاصيل الدقيقة، فجودة النوم ترتبط بشكل مباشر بالقدرة على التذكر، واسترجاع المعلومات، ولهذا دائماً ما ينصح الطلاب بالنوم جيداً ليلة الامتحان.

2 - تناول الأطعمة التي تحتوي على مركبات تساعد على التركيز
يعتبر الطعام عاملاً رئيساً في تحسين كل وظائف الجسم، وفي ما يتعلق بالذاكرة والتركيز، فهناك عديد من الأكلات التي تحتوي على مكونات تحسّن الذاكرة، وتزيد من القدرة على التركيز، فقد أثبتت دراسة أجريت في كلية كينغز كوليدج لندن وجامعة كوين ماري في لندن أن تناول أطعمة غنية بالأوميغا 3 يساعد في تحسين الذاكرة وتقليل نسبة الإصابة بألزهايمر، بخاصة لدى النساء.
ونصحت الدراسة بالحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على الأوميغا 3، مثل الأسماك الدهنية كالسلمون والسردين والماكريل، وبذور الشيا، والمكسرات، والبيض، كما يمكن الحصول عليها من المكملات الغذائية المختلفة.

3 - حل التمارين الذهنية وألعاب الذكاء
قد يعتقد البعض أن ألعاب العقل والكلمات المتقاطعة والألعاب الذهنية، مثل السودوكو وغيرها مجرد تسلية، لكن في الحقيقة فإن لها دوراً فعّالاً في تنشيط القدرة على التذكر واسترجاع المعلومات، وتساعد على زيادة القدرة على التركيز.
وقد أثبتت دراسة علمية أن حل بعض التمارين التي تعمل على التدريب الذهني للعقل بشكل منتظم يعزز من التوصيل العصبي في الدماغ، بالتالي يقوي التركيز والذاكرة، ويحسّن من كل الوظائف المرتبطة بالتفكير والتذكر.

4 - اهتم بممارسة الرياضة بشكل منتظم
ممارسة أي نوع من الرياضة ليست رفاهية، إنما لها دور فعّال في تحسين كل العمليات التي يقوم بها الجسم، فالحرص على ممارسة الرياضة بانتظام، وحتى لو المشي أو التمرينات البسيطة من شأنه أن ينعكس على الصحة الجسدية والنفسية، ويساعد في تنشيط الذاكرة والعمليات العقلية وزيادة القدرة على التذكر، ولا يرتبط هذا بسن معينة، لكن يزداد أثره كلما تقدم العمر.
في دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2019 عن تأثير ممارسة الرياضة على أداء الذاكرة ووظائف الدماغ عند كبار السن أفادت بأن ممارسة التمارين بشكل منتظم يكون له تأثير كبير في تحسين أداء الذاكرة بسبب زيادة تدفق الدم إلى الدماغ وتحفيز إنتاج خلايا عصبية جديدة، بخاصة في المناطق المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.

5 - اهتم بالعلاقات الاجتماعية
التواصل الإنساني والعلاقات الاجتماعية بكل أشكالها من الوسائل الفعّالة، لتنشيط الدماغ وتقوية الذاكرة بحسب ما أفاد العلماء من أن لها تأثيراً مباشراً في الحفاظ على الصحة العقلية والعمل على عدم تدهور الوظائف الإدراكية، إضافة إلى تحفيز الدماغ، فاللقاءات المنتظمة مع الأهل والأصدقاء تساعد في تحسين الحالة النفسية، ويؤدي هذا بدوره إلى أداء أفضل للعمليات العقلية كافة بما في ذلك تنشيط الذاكرة.