«إدراك غربي متأخر».. هل ستنتهي حرب أوكرانيا بشروط بوتين فقط؟
بمطالب غير قابلة للتنازل، يمضي الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى تسوية يبدو أنها لن تتم سوى بشروطه، مع مؤشرات عسكرية تؤكد أنه ذاهب إلى قتال حتى تحقيق «النصر الكامل».
يتجنّب بوتين أحيانًا إغضاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من خلال الإشادة بدبلوماسيته وإعلان انفتاح موسكو على محادثات السلام، لكنه في المقابل يضع شروطً «متطرفة» ترفضها كييف والغرب، وفق تقرير لوكالة «استوشد برس» الأمريكية.
ويقول فيودور لوكيانوف، وهو محلل مقيم في موسكو ومُطّلع على تفكير الكرملين، إن بوتين يُشارك في «لعبة نفسية» مع ترامب، حيث يعتقد كلا الرجلين أنهما يفهمان بعضهما البعض جيدًا.
ويتابع: «يبدو أن تكتيكات بوتين مبنية على افتراض أن القضية أقل أهمية بالنسبة لمحاوريه، الذي يريد التخلص منها بطريقة أو بأخرى، بينما لا شيء يضاهيها في الأهمية بالنسبة للجانب الروسي». وأضاف «وفقاً لهذا المنطق، فإن من يراها أقل أهمية سيقدم تنازلات في النهاية».
في حين يحث حلفاء أوكرانيا الأوروبيون ترامب على تشديد العقوبات على موسكو لإجبارها على قبول وقف إطلاق النار، يخشى البعض أن ينتهي الأمر بترامب إلى إبعاد الولايات المتحدة عن الصراع، إذا أوقفت الولايات المتحدة أو قلصت مساعداتها العسكرية لكييف، فسيؤدي ذلك إلى تآكل كبير في قدرة أوكرانيا القتالية.
شروط بوتين
طالب بوتين أوكرانيا بسحب قواتها من دونيتسك ولوغانسك وزابوريزهيا وخيرسون، وهي المناطق الأربع التي ضمتها روسيا بشكل غير قانوني في سبتمبر/أيلول 2022 لكنها لم تسيطر عليها بالكامل.
كما تربط روسيا أي وقف إطلاق النـــار بوقف جهود التعبئة الأوكرانية وتجميد إمدادات الأسلحة الغربية.
إلى جانب هذه المطالب، يريد بوتين أيضا فرض قيود على سيادة أوكرانيا، بما في ذلك حجم الجيش الأوكراني، وأن تنهي كييف ما تراه موسكو تمجيدا لزعماء القوميين الأوكرانيين في حقبة الحرب العالمية الثانيــــــة، والذين انحــاز بعضهم إلى قوات ألمانيـــــا النازية الغازية ضد القيادة السوفيتية في الكرملين.
يرى بعض المراقبين أن المحادثات محاولة من بوتين لتهدئة نفاد صبر ترامب المتزايد، إذ تقول تاتيانا ستانوفايا من مركز كارنيغي روسيا أوراسيا إن بوتين «ابتكر طريقة لعرض نتيجة مؤقتــــة وملموسة على ترامب من جهود السلام التي تبذلها واشنطن دون تقديم أي تنازلات حقيقية».
وفي مواجهة اتهامات غربية بالمماطلة، ردّ الكرملين بأن الصراع لا يمكن حله بسرعة، وشدد على ضرورة معالجة «أسبابه الجذرية».
مفاوض سابق
وفي محاولة للتأكيد على أن موسكو ستُصرّ على مطالبها الأولية، عيّن بوتين مساعده فلاديمير ميدينسكي لقيادة الوفد الروسي في إسطنبول، والذي سبق أن قاد الجانب الروسي في محادثات عام 2022. وأفادت التقارير أن كييف طلبت من الولايات المتحدة تشجيع بوتين على استبداله.
وميدينسكي بيروقراطي محترف (54 عامًا) وهو مولود في أوكرانيا، ارتقى في صفوف الكرملين بعد تأليفه سلسلة من الكتب التي تكشف عن مؤامرات غربية مزعومة ضد روسيا.
في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الروسي، أشار ميدينسكي إلى حرب روسيا مع السويد في القرن الثامن عشر، والتي استمرت 21 عاماً، في إشارة إلى أن موسكو مستعدةٌ للقتال طويلًا حتى تُلبى مطالبها.