«خط ريفيثوسا».. ممر جديد للطاقة يربك حسابات موسكو
بدأت الاستعدادات لتوريد الغاز الطبيعي المسال من محطة “ريفيثوسا” اليونانية إلى أوكرانيا هذا الشتاء، عبر ما يُعرف بـ”الممر العمودي”، في خطوة حاسمة لتقليل اعتماد أوكرانيا ودول أوروبا الشرقية على الغاز الروسي، وتوفير بدائل لمصادر الطاقة التقليدية، وتحديًا مباشرًا لقدرة موسكو على استخدام الطاقة كأداة ضغط سياسي، ويمنح أثينا موقعاً محورياً في خريطة النفوذ الطاقوي الإقليمي.وكشفت مصادر أن الطريق الذي يربط اليونان وبلغاريا ورومانيا ومولدوفا، يوفر خطوط إمداد بديلة تضمن تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والغاز، ويحد من فرص موسكو للابتزاز الاقتصادي أو تعطيل إمدادات الطاقة في المنطقة؛ خصوصا في ظل استمرار الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وبحسب مراقبين فإن منشأة تخزين الغاز الطبيعي المسال “ريفيثوسا”، تعد جزءا من خطة يونانية وطنية لضمان إمدادات الطاقة للبلاد؛ وسد الفجوة التي يحدثها تقليل الاعتماد الأوروبي على واردات الغاز الروسي.ووفق بيانات الصناعة، حصلت شركات DEPA اليونانية وDTEK الأوكرانية وAxpo Trading السويسرية على 30% من السعة في مناقصة جرت في شهر أكتوبر بواقع 6.32 غيغاواط- ساعة يوميا، للفترة من نوفمبر حتى إبريل 2026، لتلبية جزء من الطلب المتزايد في أوكرانيا بسبب استمرار الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة، ووافقت كييف على تخصيص 200 مليون يورو إضافية لشركة الغاز الوطنية Naftogaz، بينما يخطط شركاء “الممر العمودي” لافتتاح مسارين إضافيين لتعزيز دور اليونان كمركز للطاقة في جنوب ووسط أوروبا.ويتوقع محللون أن تلبي هذه الكميات المقرر تدفقها شمالًا من محطة “ريفيثوسا”، جزءاً من الطلب المتزايد على الغاز في أوكرانيا، والذي من المتوقع أن ينمو 10% بسبب الضربات الروسية المستمرة على البنية التحتية للطاقة.من جهة أخرى، يعزز التعاون بين الدول الأربع شبكة أمن الطاقة الأوروبية ويحفز الاستثمار في البنية التحتية المشتركة؛ ما يرسل رسالة قوية بأن أوروبا الشرقية باتت أكثر قدرة على الصمود أمام الضغوط الروسية والتأثيرات الجيوسياسية للطاقة.