مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل
abdalmaqsud@hotmail.com



الدكتوراه الفخرية " محمد أسامة /كاتب "
حاول المغردون على وسائل التواص الاجتماعي التنمر بالفنان المصري محمد رمضان بعد أن تداولت صورة لشهادة الدكتوراه الفخرية التي منحت له من المركز الثقافي الألماني في لبنان، وكالعادة زاد التنمر بشخص أي كانت مهنته وسلوكه وأسلوبه في الحياة، زادت التعليقات بأسلوب سلبي جداً على المستوى العام، وكأنه أذنب في حق البشرية.
ومع أن الموضوع بسيط جدا وكان محتاجاً لبعض التروي، والتفكير السليم ولكن للأسف الشديد وكعادة السوشيال ميديا في انتشار الأخبار بدون تحليل أو إعادة فلترة، لو أعطى هؤلاء المغردون لنفسهم فرصة للتفكير كانوا أدركوا أن المخول بمنح الشهادات الفخرية هي الجامعات وكلما كانت جامعة وطنية كان أفضل ولو جامعة خاصة لها سمعة طيبة في الوسط العلمي والأكاديمي، أما مراكز الشباب ومراكز الثقافة والسفارات وأكشاك السجائر غير مؤهلة لمنح شهادات فخرية، لأنها ببساطة غير أهل اختصاص، وكان يجب من البداية أن يخرج عليهم رجل رشيد ويقول إن الدكتوراه الفخرية تعتبر شهادة علمية لها قنواتها الخاصة والشرعية في منحها للشخصيات العامة والمؤثرة من رجال الثقافة والسياسة والمواهب.
لكن ما حدث مع الفنان محمد رمضان يعتبر تنمراً مجتمعياً، وبدراسة الحالة نجد أن للموضوع تبعيات خاصة بينه وبين الشارع العربي، فمنذ قضيته المشهورة مع الطيار وتصاعد الأحداث ووفاة الرجل بالحسرة وبطريقة درامية حزينة أثرت في الجميع وما كان على الفنان أن يسخر من قامة كبيرة ووطنية مثل الطيار ويتعالى بكلمات مستفزة أنه سيتحدث مع أحدى شركات الطيران لتوظيفه، وهذا اعتبره قمة التعالي والغرور، وعندما حكم برد الاعتبار وإلزامه بدفع تعويض خرج على المجتمع في مشهد حرك مشاعر الرأي العام تجاهه بأسلوب سلبي، عندما ظهر بحمام السباحة ويرمي العملة الأجنبية في الماء بطريقة الأباطرة، ولما خرج على المجتمع عبر وسائل التواصل يُظهر ولاءه وانتماءه للوطن وأن ماله ملك للوطن وللشعب، وكان الأمر مغايراً للحقيقة تماما فكانت المسألة تخص وقف أرصدته لحين دفع التعويض والأمر ما كان له أي علاقة لا بوطن ولا بوطنية.
ولأن الموروث الثقافي للدول العربية ينبع من الاهتمام بالشهادات بصرف النظر عن كونها مفيدة أم لا، مع العلم أن هناك بعض المصطلحات صارت سيئة السمعة منها الدكتوراه الفخرية، وأذكر مقولة ليوسف شاهين حين قيل له يا دكتور بعد أن حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة في أوروبا قال وبالحرف " ابقى حمار لو صدقت" هذه العبارة تخص المخرج الكبير وهذا شأنه، لكن هناك أيضا مصطلح سيئ السمعة وهو سفير السعادة وسفير النوايا الحسنة وعدة ألقاب تعقب سفير، وكل هذه الألقاب تمنح من جهات ما أنزل الله بها من سلطان، وكأننا نعيد في أذهاننا كلمة دسوقي أفندي" عادل إمام" بلد بتاع شهادات صحيح.
كان المجتمع العربي أن يسعد بإنجاز جديد يدخل دولاب أحد أبنائه، لكن للفنان محمد رمضان مواقف كثيرة جعلت اسهمه تنزل، ربما لاختياره نوعية من الأفلام لا تمثل المجتمع، واعتبره البعض قدوة عليه أن يشارك بفنه في صناعة جيل، لا يأتي في وقت تتطلع فيه طلبة الثانوية العامة لمشوار حياتها وترقب التنسيق وتحقيق حلمهم، ويخرج عليهم في هذا التوقيت أحد الممثلين بحصوله على الدكتوراه، فما بال هؤلاء الطلاب وما إحساسهم بقيمة العلم وهم يشاهدون شخصاً بدون جهد ولا تعب يحصل على أعلى الدرجات العلمية، كل هذه العوامل كانت الدافع وراء حالة عدم الرضا التي شهدتها وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الأسبوع الماضي بسبب الصفعة القوية على وجه كل من يسعى لتحقيق حلمه العلمي.  



أفلام الأكشن " معاذ الطيب /مخرج "
هي نوع من الأفلام يقوم فيه بطل الرواية أو أبطال بسلسلة من الأحداث التي تشمل عادة العنف، القتال المطول، المفاخر الجسدية ، والمطاردات المحمومة، وليس من المنطقي أن نتحدث عن السينما دون أن نتطرق إلى أفلام الأكشن، هذه النوعية من الأفلام التي تستهوي ملايين المشاهدين حول العالم وخاصة من جيل الشباب، وذلك لأن هذه الأفلام تحتوي على العديد من المشاهد المعتمدة على المغامرة والحركة والإثارة، ومن الممكن أن تكون واحداً من الذين لديهم شغف خاص بأفلام الأكشن وقمت بمشاهدة عشرات الأفلام التي تنتمي إلى هذه الفئة، وتتميز أفلام الأكشن بالعديد من الأشياء ومنها:
- الحركة السريعة للمشاهد التي لا تهدأ بشكل كبير. فيلم الأكشن يتميز بأنه فيلم يحتوي على أصوات صاخبة، فمن النادر أن تشاهد واحداً من هذه الأفلام وتشعر بالهدوء. فيلم الأكشن يتميز بأنه فيلم مزدحم على المستوى البصري، فهو يجمع توليفة من الألوان والخدع البصرية والمؤثرات التي تشعر المشاهد بحالة من الازدحام في الصورة والبعد عن الصور التقليدية.
 أفلام الأكشن ترتبط عادة بمواضيع ليست اجتماعية أو درامية لكنها في أغلب الأحيان تقدم مواضيع مرتبطة بالمغامرات والجريمة والحروب.
أفلام الأكشن مفعمة بالمشاهد التي تحتوي على قتال سواء كان قتالاً بدنياً أو من خلال الأسلحة، فضلاً عن الانفجارات والمطاردات المثيرة.
وبالرغم من جو المتعة والإثارة الذي تقدمه المواضيع المختلفة لأفلام الأكشن إلا أن التيمة المشتركة في هذه الأفلام تدور حول البطل الواحد أو حول مجموعة من الأبطال، ودائماً ما تتمحور القصة حول تحد أو مغامرة يقودها البطل من أجل الوصول إلى شيء محدد، ويكون عالم المغامرة والقتال هو السبيل الوحيد للوصول إلى هدف البطل، الذي دائماً ما يتحقق في النهاية.
في البدايات كانت أفلام الأكشن تتمحور حول الأفلام التي تدور حول مغامرة أو جريمة أو تحد، إلا أن هذا العالم قد شهد تطوراً كبيراً وأصبحت أفلام الأكشن تناقش العديد من المواضيع المهمة، ولم تعد أفلام الأكشن مرتبطة بالمغامرة فقط، بل صارت هناك أفلام تعتمد على الدراما، أو أفلام تعتمد على الأفكار الكوميدية والرومانسية وفي نفس الوقت يتم تقديمها في إطار الحركة والإثارة، وقد تطورت أفلام الأكشن من حيث الموضوع والفكرة بشكل كبير، فصرنا نشهد أفلاماً لا تقدم فقط أفكاراً سطحية، لكنها تقدم أفكاراً ذات قيمة مهمة للمشاهدين، وهذا التطور لم يلحق فقط بالفكرة، بل لحق بالتقنية ذاتها، حيث صار هناك تطور تقني هائل في صناعة أفلام الأكشن وفي عمل الخدع والمؤثرات البصرية والصوتية.



سفيرة العطاء " ميرا علي /كاتبة  "
على قدر أهل العزم تأتي العزائم لقد استحضرت معاني هذا البيت وأنا على منصة منحي هذا اللقب الذي شعرت بمزاياه لا سيما وأني كنت على مسافة قبل ذلك بقليل من تكريم سيدة الوطن الأولى وأم الإمارات الشيخة فاطمة بنت مبارك رعاها الله ، من قِبل نفس الجهة التي شرفتني بلقب سفيرة العطاء ، وليس اللقب هو المهم بقدر ما أن الثقة التي أولوني إياها كانت هي الأهم ، ثم المناسبة التي شرُفتُ فيها بالحضور والتغطية الإعلامية لحدث كانت فيه لأيادي أم الامارات كرم العطاء ، الشيخة فاطمة هي فوق أي تكريم إلا أن تعبير الأبناء بالاحتفاء بأم الوطن هو في خانة الحب والوفاء لسيدة بذلت من الخير جزءاً عظيما هو للخير بوابة عظيمة ، لرفعة مجتمع دولة الامارات العربية المتحدة ، شعرت بمعاني أهل العزم في الشدائد والمحن ، والتي تحولت بفضلهم إلى منح ، إن العطاء أياد بيضاء لا تعرف إلا أن تكون ممدودة على كافة الأصعدة الإنسانية ، وخاصة المتعلقة بصحة الإنسان كائنا من كان وسلامته ، تحية إجلال وإكبار إلى والدتي سمو الشيخة فاطمة رعاها الله ، والشكر موصول إلى كل من شارك بالاحتفاء بها ، وكفى منها عزيمة أن التكريم كان لأم العزائم.



نبض " نهلة خريستوفيدس/كاتبة "
يتوهج نبضي
يتلعثم ثغري
تنتشي يدي
لاحتضانك
عندما أراك
راكضا نحوي
تسبق لحني
تؤجج جمري
لا أريد
إلا أنا
فقط
وقلبي معك
أصبح
محور اهتمامك
موجك وفيضانك
صمودك واتزانك
جنونك وهيامك
فأنا أنثى صعبة
المرأس
أعشق حد المجون
لا أقبل بالقليل
أو حتى
حب مستحيل
عشقي
كدق الدفوف
عالي
كصرخات الكفوف
راعد
في ليل مطير
ضارب
بكل الاساطير
فاغمض عيناك
حلق
معي للسماء
واشرق
ضبابة روحي
كي أحيا
معك
فأنا أحبك



الاكتئاب الخفي " منال الحبال /إعلامية "
بالرغم من مظهرهم الذي يوحي بالسعادة، رغم أنهم مبتسمون دوماً، لكنهم أنهوا حياتهم بسبب اكتئابهم الخفي الذي أخفوه خلف جدار هذه الابتسامة المزيفة، هذا النوع من الاكتئاب له أعراض الاكتئاب العادي ذاتها لكن الفرق يكمن أن أصحابه يخفون أحزانهم بشدة ولا يعترفون بوضعهم وهذا سبب خطورته حيث يدفعهم لحمل أحزانهم وحدهم عميقاً في داخلهم ورسم ابتسامة واهنة توحي بسعادة وهمية.
غالباً تجد الشخص المصاب بهذا الاكتئاب يصدّر السعادة للعالم الخارجي وتجده أكثر من يحاول إضحاك الآخرين وإدخال البهجة لقلوبهم بينما يدفن حزنه في أعماقه. يميل الشخص الذي يعاني من الاكتئاب إلى الانسحاب من الحياة وينخفض تقديره لنفسه وإيمانه واحترامه لذاته، بل يقضي معظم الوقت بمفرده ويختبر تغييراً في عادات الأكل كفقدان الشهية للطعام نهائياً أو على العكس الإفراط في تناول الطعام بشكل كبير مما يسبب تغييراً غير محبب في شكل الجسم كما يرغب في معظم الأوقات تناول الطعام بمفرده، ويسبب الأرق أو النوم المفرط حيث يهرب في النوم من الواقع ويشعر أنه منهك جسدياً ونفسياً، ويميل لفقدان الاهتمام بالأشياء التي كان يحبها وكان يستمتع بالقيام بها  كالرياضة أو الموسيقى أو التواجد في المناسبات الاجتماعية.
يصارع الشخص المصاب بالاكتئاب الخفي شعور التخلي عنه حيث يشعر أن لا أحد يفهمه وأنه وحيداً في معاناته، ويصبح بارعاً في الكذب والتمثيل للحفاظ عل صورته المزيفة بأنه بخير ويختلق القصص والأعذار لإخفاء ما يحدث بالفعل ويميل للانسحاب من الآخرين، يتوقف عن الخروج مع الاصدقاء ويفضل العزلة. يستنزف طاقته في العمل بشكل ملحوظ حتى يصل إلى تلك اللحظة التي يكره فيها الذهاب للعمل ويفقد الرغبة والحافز لتحقيق أي شيء ويشعر أن أهدافه بعيدة المنال. يبدأ هنا بإرسال رسائل خفية وعبارات مجردة "لا أحد يكترث لي" "ليس هناك فرق بين وجودي أو غيابي، فالحياة ليست عادلة" أي أن نظرته للحياة أصبحت سوداوية تماماً، وتصبح أفكاره فلسفية عميقة بشكل مبالغ به ويطلق الحكم والعبر البائسة.  يحترفون تزييف وجوههم أمام الآخرين ويحاولون أن يبدوا سعداء ويعرفون جيدًا كيف يضعون قناع الشخص السعيد المبتسم دوماً ويخفون في نفس الوقت آلامهم ويكافحون سراً بداخلهم مع تغيير كبير بحالتهم الذهنية إيجاباً وسلباً والسبب هو خوفهم من الشعور بالإحراج من نظرة من حولهم ويعتبرون طلب العون أمراً معيباً ويخافون على وضعهم المهني والاجتماعي خاصة إذا كانوا من المشاهير أو الشخصيات الاجتماعية المرموقة ويلجؤون للمهدئات والمخدرات والمشروبات الروحية ثم يفضلون الانتحار على تشويه صورتهم ولديهم القدرة بالفعل على القيام به، هم بحاجة فعلاً لمن يساندهم ويأخذ بيدهم للعلاج النفسي والروحي والجسدي وزرع الأمل بداخلهم من جديد وتقوية الإيمان بالله الخالق لأن في العبادة والدعاء دواء وقوة روح لكل اكتئاب وكرب.



تأثير الموسيقى على الكائنات " سعيد عبد الله "
شكلت الموسيقى وجدان الشعوب ولعبت دوراً عظيما في تغيير مسار الأمم، فالموسيقى منذ نشأتها وهي تلعب على وتر الحس والمشاعر عند البشر، حتى انتقلت إلى باقي المخلوقات الحية ومنها النبات، فالعلماء اثبتوا أن النباتات تتأثر بالموسيقى وتبتهج لسماعها، والمقصود بالموسيقى الهادئة التى يطلق عليها النغم والالحان الجميلة وليست الصاخبة، ولا أعيب نوعاً وأميزه عن الآخر فلكل مستمع ذوقه الخاص به وإلا ما عاشت الموسيقى الصاخبة.
الكائنات الحية تحب سماع الموسيقى وتتأثر بها، ومنها الخيول العربية التي تهوى المزمار وترقص عليه رقصات إبداعية يحبها الكبار قبل الصغار، وهذا الفن المصاحب للمزمار ورقص الخيول منتشر جدا في المنطقة العربية وخاصة في ريف مصر، حيث وجود المزمار والخيول يعتبر مشاركة استثنائية وضرورية في برنامج زفة العروس، والحصان يرقص وعليه الفارس ليس له أي دور في توجيهه، فالخيل يرقص باستمتاع بدون أمر أو ترويض، وليس الخيل فقط من يتحرك بالموسيقى، ولكن نجد الحاوي يخرج الحية أو الكوبرا من جرابها بالموسيقى، ونرى الثعبان وهو يتراقص على أنغام الموسيقى وسط تصفيق الحضور واندهاشهم بهذا التأثير الكبير، فالناي والموسيقى الحزينة تسهم في رقصات الثعابين وتخضع للهدوء النفسي وتنسى أنها مفترسة وقاتلة، وكأن الموسيقى تشكل وجدانها وتظهر أجمل ما فيها، ومن الطيور من يصنع الموسيقى ذاتها، ويلحن أنغاما ترق لها القلوب فكثيرا منا يقتني عصافير الزينة لسماع أصواتها وأنغامها طوال الوقت، والبلبل حتى أن بعض المطربين تم تسميتهم على أنواع من الطيور مثل البلبل والكروان والعندليب، وغيرها من الأسماء التى ارتبطت بحسن الصوت وجمال الطلة وبعزف أحلى الأنغام. الجدير بالذكر أن العلماء اكتشفوا أن الموسيقى تعالج بعض الأمراض النفسية، وأكثر من ذلك تسهم في زيادة إنتاج الحليب من البقر عند سماع الموسيقى، وهذا دليل على أهميتها في المجتمع وتسخيرها بشكل إيجابي بعيداً عن الإسفاف والتردي للذوق العام، فالمجتمع غالبا ما ينتقي الجيد ويميل للألحان الجميلة ولو جرفته موسيقى الراب الدخيلة على مجتمعنا، فالتلوث السمعي من نشاز الأصوات البشرية الحالمة أن تكون ضمن المطربين، ولا أعرف من أين جاءوا بهذه الثقة وهذا الغرور، فالموسيقى والأصوات الجميلة تستدعي المخلوقات للتأثير بها ، بينما هذه الموسيقى الجديدة تنفر المخلوقات وتجعلها تهرب من هذا الجو الملبد بالتلوث السمعي.