أكراد تركيا ينظمون مظاهرة تطالب بالإفراج عن أوجلان.. فهل تستجيب أنقرة؟

أكراد تركيا ينظمون مظاهرة تطالب بالإفراج عن أوجلان.. فهل تستجيب أنقرة؟


بدأت أحزاب ومنظمات ونشطاء سياسيون أكراد في تركيا، الاستعداد لمظاهرة مطلع العام القادم، للمطالبة بالإفراج عن الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني، عبدالله أوجلان ضمن عملية السلام الجارية بين أنقرة والحزب المسلح.
وستقام المظاهرة يوم 4 كانون الثاني-يناير المقبل، ويشكل الدعم الذي تلقاه المنظمون، من زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت بهتشلي، خطوة غير مسبوقة من أحزاب اليمين التي طالما عارضت تطلعات الأحزاب القومية الكردية، رغم التحفظ الذي أبداه بهتشلي. وتتزامن المظاهرة، مع مرحلة مفصلية في عملية السلام الجارية بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني المستمرة منذ نحو عام، حيث تعد لجنة برلمانية تمثل 11 حزباً ممثلاً في البرلمان، تقريراً ستقدمه في غضون أسابيع قليلة لرئاسة البرلمان، ويتضمن مقترحات مصيرية تتعلق بتطلعات أكراد تركيا. وتستهدف المظاهرة التي ستقام في مدينة ديار بكر، جنوب شرقي تركيا الذي يقيم فيه العدد الأكبر من أكراد تركيا، إطلاق سراح أوجلان في هذه المرحلة من العملية عبر منحه «الحق في الأمل»، وهو مبدأ قضائي أوروبي وقعت عليه تركيا، ويتيح الإفراج عن السجناء بعد قضاء 25 عاماً في السجن. وكان منح أوجلان «الحق في الأمل» ضمن الوعد الذي قدمه بهتشلي العام الماضي في البرلمان التركي، عندما طلب من الزعيم الكردي في خطاب تاريخي، دعوة حزبه كي يلقي السلاح ويحل نفسه وينخرط في عملية سلام، والحضور إلى البرلمان وإلقاء كلمة فيه.
لكن بهتشلي بدا متحفظاً على طلب الإفراج عن أوجلان هذه المرة، رغم تأييده ودعمه لحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المقرب من الأكراد، في تنظيم تلك المظاهرة التي قال إنها تندرج ضمن حرية التعبير. وقال بهتشلي، عقب الإعلان عن هدف وتاريخ ومكان المظاهرة المرتقبة والتي تحمل اسم «الحرية والأمل»، إن الدعوة للإفراج عن أوجلان في تلك المظاهرة، ستبطئ وربما تعرقل مسار السلام الجاري بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، كون نداء أوجلان لحزبه في 27 شباط-فبراير الماضي لم يتضمن طلب الإفراج عنه.
وأضاف بهتشلي في بيان، «ليجتمعوا في 4 كانون الثاني-يناير 2026، وليعلنوا مطالبهم؛ لا مانع لديّ من ذلك. لكن لا ينبغي لأحد أن يتجاهل دعوة 27 شباط-فبراير، ولا أن يُسهم أحد في طمسها». ولم يطلب أوجلان في ندائه الشهير لحزبه، إطلاق سراحه، لكن حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب الذي نقل دعوته تلك في بيان، بجانب قادة بارزين في حزب العمال الكردستاني، يتمسكون بطلب الإفراج عنه.

مفتاح عملية السلام 
يقول منظمو مظاهرة ديار بكر، إن إطلاق سراح أوجلان عبر منحه «الحق في الأمل» يشكل مفتاحاً «للعدالة والأخوة التاريخية بين الأكراد والأتراك».
كما كشفت وسائل إعلام تركية، مساء الاثنين، أن شخصيات كردية بارزة ستلقي خطابات في المظاهرة، وبينها ليلى زانا، وهي سياسية كردية تحظى باحترام كبير في تركيا، وتعرضت الأسبوع الماضي لإساءة في هتافات جماهير نادي كرة قدم تركي، في حادثة أثارت غضباً وانتقادات واسعة في البلاد.
وعلى الجانب الآخر، لا يزال أوجلان مصنفا في تركيا على أنه «إرهابي»، وقوبلت خطوة لقاء وفد برلماني تركي معه الشهر الماضي، باعتراضات واسعة، وتمت بعد تردد وتأجيل، بمشاركة ثلاثة نواب فقط من أصل 11 حزباً ممثلاً في لجنة السلام البرلمانية. وتثير عملية السلام الجارية حساسية لدى كل أطرافها بعد عقود من الصراع المسلح الذي خلف عشرات آلاف الضحايا العسكريين والمدنيين من الطرفين، وفشلت خلالها محاولات سابقة لإنهاء الصراع، آخرها مسار انطلق عام 2013 وانهار عام 2015.
وتستهدف عملية السلام حل حزب العمال الكردستاني وجميع المنظمات التابعة له، وإلقاء مقاتليه للسلاح، والعودة لتركيا والانخراط في الحياة السياسية والاجتماعية فيها، بعد إقرار البرلمان التركي لقانون يحدد تفاصيل تلك الخطوة.
كما تستهدف عملية السلام، إقرار قوانين وحتى طرح دستور جديد، يلبي تطلعات أكراد تركيا في الاعتراف الدستوري بهم وتعزيز مكانة لهم في التعليم والفضاء العام.