رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
مرشحهم يتصدر الاستطلاعات:
ألمانيا: هل يفتك الاشتراكيون الديمقراطيون بالمستشارية...؟
قبل ثلاثة أسابيع من انتخابات البوندستاغ، التي ستحدد انتخاب المستشار الألماني، يتفوق الاشتراكيون الديمقراطيون على المحافظين في استطلاعات الرأي.
لا تحسم نتائج الانتخابات مسبقًا أبدًا. في 26 سبتمبر، سيصوت الألمان لممثليهم المنتخبين في البوندستاغ، المؤسسة الرئيسية للسلطة التشريعية، التي سيُترك الأمر لأعضائها لانتخاب المستشار الألماني الجديد. منذ بداية الحملة، توقعت استطلاعات الرأي فوز الاتحاد المسيحي الديمقراطي للمستشارة الحالية أنجيلا ميركل، مع منافسة شديدة من حزب الخضر. ومع ذلك، في الأيام الأخيرة، أخذ الحزب الاشتراكي الديمقراطي زمام المبادرة في جميع التوقعات.
احتل لفترة طويلة المركز الثالث، يجمع الحزب الاشتراكي الديمقراطي الآن 25 بالمائة من نوايا التصويت، وفقًا لأحدث استطلاعات رأي من ثلاثة معاهد (إنسا ويوغوف فورشونغ واهلين). والسبب الرئيسي الذي قدمته وسائل الإعلام الألمانية هو شعبية رئيس القائمة الاشتراكية الديمقراطية، أولاف شولتز، المرشح الرسمي للمستشارية. وامامه، يضاعف أرمين لاشيت، المرشح المحافظ لخلافة أنجيلا ميركل، الأخطاء ويفشل في الإغواء.
ووفقًا لآخر استطلاع أجراه معهد إنسا لصحيفة “بيلد أم زونتاج”، اكتسب الحزب الاشتراكي الديمقراطي نقطة ليصل إلى 25 بالمائة، مما أدى إلى توسيع الفجوة مع ائتلاف الاتحاد المسيحي الديمقراطي-الاتحاد المسيحي الاجتماعي، الذي خسر نقطة ليكون نصيبه 20 بالمائة. أما بالنسبة للخضر، فقد ركدوا عند 16 بالمائة، يليهم الليبراليون 13 بالمائة.
30 بالمائة من الناخبين ما زالوا مترددين
ووفقًا لاستطلاع أجرته “إنفراتست ديماب” في 2 سبتمبر، أقر 53 بالمائة من الألمان أن أولاف شولتز قادر على قيادة البلاد، مقابل 15 بالمائة لأرمين لاشيت، و8 بالمائة لأنالينا بربوك، رئيسة قائمة الخضر. ويعترف 26 بالمائة ممن يخططون للتصويت للحزب الاشتراكي الديمقراطي، أن أولاف شولتز هو السبب الرئيسي لاختيارهم. ومع ذلك، وفقًا للاستطلاع نفسه، لا يزال 30 بالمائة من الناخبين مترددين بشأن نيّة تصويتهم.
عدم يقين كبير آخر: أي تحالف سيختار الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إذا احتل المرتبة الأولى، حتى يتسنى له الحكم؟ في الواقع، يتطلب الاقتراع في جولة واحدة من الفائز تشكيل ائتلاف للحصول على الأغلبية المطلقة في البوندستاغ. وسبق أن أعرب أولاف شولتز عن رغبته في التحالف مع الخضر، لكن ستكون هناك حاجة لطرف ثالث. واستبعد المرشح للمستشارية التحالف مع دي لينك، الحزب اليساري المتطرف، بحجة أنهما يختلفان بشكل كبير حول القضايا الدولية.
ويبدو أن الاشتراكيين الديمقراطيين يرغبون أيضًا في تجنب تحالف جديد مع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، حتى لو كان ذلك يعني مدّ اليد إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي من يمين الوسط. ويبقى أن نرى ما إذا كان الحزب الليبرالي الديمقراطي سيتصالح مع حزب الخضر، بعد أن تسببت الخلافات بين هذين الحزبين في فشل التحالف مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي عام 2018.
وتمثل تطلعات قاعدة الحزب كعب أخيل. “هناك فرق كبير بيني وبين أولاف شولتز، لاحظت أنجيلا ميركل الأسبوع الماضي، بصفتي المستشارة، لن يكون هناك أبدًا ائتلاف يشارك فيه اليسار الراديكالي، محذرة من أن المسألة تظل مفتوحة مع شولز».
واستبعد المرشح الديمقراطي الاشتراكي ضمنيًا مثل هذا السيناريو، مؤكدًا أن التحالف سيكون مستحيلًا مع حزب لا يعترف بشرعية الناتو. وقال إنه يريد التحالف مع حزب الخضر، ولكن لتشكيل أغلبية، سيكون من الضروري أيضًا حشد الليبراليين، أو حتى حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. احتمال غير جذاب لأنصار الانعطاف إلى اليسار... وهكذا فان نتيجة المباراة لم تحسم لصالح أولاف شولتز بعد.
أولاف شولز، “وريث” ميركل
شركاء أنجيلا ميركل سياسيا، ينتقدونه لأنه يمنعهم من الوجود، أو حتى بسبب سرقته وتبنّيه لإنجازاتهم. في سن 63 عاما، هل سيكون نائب المستشارة، أولاف شولتز، أول من سيجعل من تعايشه مع المستشار نقطة انطلاق إلى هرم السلطة؟ مع اقتراب موعد انتخابات 26 سبتمبر، يكتسب سيناريو فوزه مصداقية.
«سارق الارث»
داخل لاتحاد المسيحي الديمقراطي-الاتحاد المسيحي الاجتماعي، الانفعال واضح. إن استراتيجية أولاف شولتز المتمثلة في ترسيخ نفسه وريثًا بتحفظ للمستشارة، يثير الغضب. عمدة هامبورغ السابق، مثل أنجيلا ميركل، ليس لديه أطفال، ويعرف المدينة الهانزية حيث ولدت جيدًا. غير ان رئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي، البافاري ماركوس سودر، اتهمه مؤخرًا بأنه “سارق الإرث».
وفي مشهد ينتزع الابتسامة ولا يخلو من الدعابة، ظهر أولاف شولتز على غلاف مجلة “زود دويتشه تسايتونج”، ويده على شكل ماسة، مثل المستشارة. إنه يجسد داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الجناح اليميني للحزب: الذي كان وزيراً للعمل أثناء الأزمة المالية، لا يزال يدافع عن حزمة إصلاحات سوق العمل المسماة “هارتز 4”، التي وضعها المستشار الاشتراكي الديمقراطي السابق، غيرهارد شرودر، في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومع ذلك فهو مكروه من قبل قاعدة حزبه.
يطمئن اليمين
يتهم منذ فترة طويلة بأنه بارد وتكنوقراطي، نائب المستشار المخضرم يقوم بحملة لرفع الضرائب على الأثرياء. لكنه يطمئن جزءً من ناخبي حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، في حالة ذهول من تزايد عدم شعبية مرشح الحزب، أرمين لاشيت. أما داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أدى احتمال الانتصار، الذي لم يكن متوقعًا قبل بضعة أشهر، إلى إسكات أي انتقاد موجه إلى أولاف شولتز، إلى درجة أنه لم يعد يرى أي وجه آخر على ملصقات الحملة غير وجهه.