أوكرانيا إلى حافة الهاوية.. الانفجار قاب قوسين أو أدنى

أوكرانيا إلى حافة الهاوية.. الانفجار قاب قوسين أو أدنى

دفعت التحذيرات والتهديدات المتبادلة بين واشنطن وموسكو خاصةً، أوكرانيا إلى حافة الهاوية، حتى أصبحت العمليات العسـكرية قــــــاب قوسين، أو أدنى.
ووفق صحف عربية أمس الأحد، أصبحت المسألة الأوكرانية اليوم تتأرجح، بين الدعاية السياسية السوداء، والخطر الروسي الداهم، وبين محاولات إعادة تشكيل الأمن الأوروبي والعالمي من جديد، وإعادة بناء النظام العالمي الجديد، الموروث منذ نهاية الحرب الباردة، وانهيار المعسكر الشرقي السابق.

من العراق إلى أوكرانيا
في صحيفة العرب اللندنية، قال علي الصراف: “ما من أحد في الولايات المتحدة إلا ويعتقد أن روسيا ستغزو أوكرانيا بعد 5 دقائق».
وأضاف “يعود الإعلام الأمريكي ليرسم صورة الحدث ليس كما يحلو للعشوائية أن تكون، بل كما يحلو للهستيريا السياسية التي تتعامل بها واشنطن مع من تريد شيطنتهم، لقد فعلوا ذلك من قبل مع العراق، صنعوا الأكاذيب وكرروها، وأجبروا العالم على تصديقها».
وتابع “دول الأكاذيب عادت لتستأنف الحملة ضد روسيا هذه المرة، والانطباعات التي يتركها البيت الأبيض تشير إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا واقع لا محالة وأنه يمكن أن يحدث في أي وقت، بعد دقيقة ربما، وليس حتى بعد 5 دقائق». وأوضح الكاتب أن روسيا تحشد قواتها على مقربة من الحدود الأوكرانية فعلاً، والحشود ليست مجانية ولا هي بريئة، ذلك أن “الرئيس بوتين كان واضحاً منذ البداية، بالقول إن انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي يعني مواجهة عسكرية مباشرة بين الحلف وروسيا، إذا حاولت كييف استعادة شبه جزيرة القرم بالقوة، وهو ما يعني حرباً عالمية».

رهانات بوتين
وفي صحيفة الشرق الأوسط، قال إياد أبو شقرا: “يستحيل فهم شخصية فلاديمير بوتين وأبعاد تفكيره السياسي والأمني بمعزل عن فهمه للتاريخ والجغرافيا، وقناعاته حيال استنسابية الولاء وتكلفة الردع. هنا، عند النقطة الأخيرة، أي تكلفة الردع، يقف العالم اليوم».
ويُضيف الكاتب أن “المعركة التي يخوضها بوتين لإسقاط ما يعتبره الأحادية القطبية الأمريكية باتت تلقى دعماً واضحاً من جهتين: الأولى، قوى تسعى لأدوار عالمية وإقليمية أكبر كالصين وإيران. والثانية، تراجع الثقة عند عدد من دول العالم، خاصة، في أوروبا والشرق الأوسط والشرق الأقصى، في رغبة واشنطن في أن تظل حليفاً موثوقاً يُعتمد عليه في المُلمّات».

ويعتبر الكاتب، أن بوتين يُدرك أن دول الغرب خاصةً، عاجزة عن الحسم، وعن اتخاذ قرارات صعبة، كما يكشفه تنامي حركة المناهضين للقاحات ضد كورونا، وتردد حكومات الغرب في التعامل معها، ذلك أن “من شأن تردد الحكومات الغربية في الحسم في مواجهة مظاهرات مناهضي التلقيح، زيادة ثقة بوتين بأنها عاجزة عن خوض مواجهة معه وفق حساباتها للتكلفة البشرية والمالية والسياسية. وإذا ما نحينا جانباً مواقف واشنطن والقوى الغربية إزاء أفغانستان وإيران، على سبيل المثال لا الحصر، فإن القيادات الغربية لا تبدو فقط عاجزة عن ضبط تطرف مناهضي التلقيح، بل نراها تقدم لهم التنازلات الاسترضائية على حساب الصحة العامة.».