أول ملك بريطاني يحتفل باليوبيل البلاتيني

إليزابيث الثانية، رمز الاستقرار عند الاضطراب السياسي

إليزابيث الثانية، رمز الاستقرار عند الاضطراب السياسي

-- عرفت إليزابيث الثانية حتى الآن أربعة عشر رئيس وزراء، من ونستون تشرشل إلى بوريس جونسون
-- عــدة غيــوم في الأفــــق تهـــدد بإربـاك احتفالات اليوبيل، وتُبقي قصر باكنغهام يرتجف
-- إذا بقيت الملكة على العرش حتى صيف عام 2024، فسوف توقّع أطول فترة حكم في التاريخ
-- 80 بالمائة من البريطانيين راضون عن الملكة  


بلغت ملكة إنجلترا الذكرى السبعين لتوليها الحكم في 6 فبراير، مما يجعلها أطول الملوك على قيد الحياة جلوسا على العرش في العالم. وستؤجل الاحتفالات المبرمجة لهذا اليوبيل البلاتيني الى شهر يونيو القادم، بعد عشر سنوات من اليوبيل الماسي الذي جمع أكثر من 8.5 مليون بريطاني.

“اصبحت جلالة الملكة، أمس الأحد، أول ملك بريطاني يحتفل باليوبيل البلاتيني. وشكلت التحية التي قدمها بوريس جونسون، الأربعاء، في افتتاح جلسة مضطربة جديدة في البرلمان، لحظة نادرة من الوحدة والهدنة في إنجلترا التي تمرّ مجددا باضطرابات سياسية. في السادس من فبراير، مرّ 70 عامًا على اعتلاء إليزابيث الثانية العرش، قبل خمسة عشر شهرًا من تتويجها في وستمنستر أبي في 2 يونيو 1953.

يشير هذا التاريخ إلى اعتلائها العرش، في سن 25 عامًا، وكذلك وفاة والدها الذي كانت شديدة التعلّق والارتباط به، الى درجة أن الاحتفالات المبرمجة لليوبيل ستنتظر حتى يونيو. سيتمتع البريطانيون بشكل استثنائي بيومين من “إجازات البنوك” في هذه المناسبة للاحتفال بهذا الرقم القياسي الذي لم يسبق له مثيل لعاهل على قيد الحياة، بعد عشر سنوات من اليوبيل الماسي الذي جمع أكثر من 8.5 مليون بريطاني.
وإذا بقيت الملكة على العرش حتى صيف عام 2024، فستوقّع أطول فترة حكم في التاريخ، متجاوزة بذلك الرقم القياسي البالغ 72 عامًا ... لويس الرابع عشر.

أربعة عشر رئيس وزراء
عرفت إليزابيث الثانية حتى الآن أربعة عشر رئيس وزراء، من ونستون تشرشل إلى بوريس جونسون، الذين عقدت معهم اجتماعاتها الأسبوعية. وحتى لو لم تتدخل أبدًا في إدارة البلاد، فإنه غالبا ما يكون لزياراتها الدبلوماسية رمزية قوية، كما في شهر مايو 2011 عندما كانت أول ملكة بريطانية تزور إيرلندا منذ قرن، في علامة قوية على المصالحة.
لقد رات بلدها ينضم إلى المشروع الأوروبي ثم يغادره، دون ان تسمح لمشاعرها بشأن البريكسيت بالظهور. وأثناء تتويجها عام 1953، افتتحت أول بث مباشر في العالم، ثم شهدت كل التغييرات في وسائل الاتصال الحديثة، حتى فتحت حسابها على تويتر ... وبدأت عقد المؤتمرات عبر الفيديو أثناء الوباء.

ظهور لافت
لا يزال ظهورها العلني، الذي بات اقلّ تواترًا لأسباب صحية، يلفت الانتباه، ولا يزال ظهورها التلفزيوني يستقطب ملايين المشاهدين.
وقد تابع ما يقرب من 9 ملايين شخص خطابها الأخير في عيد الميلاد، حيث شاركت ألمها في تجربة احتفالات نهاية العام لأول مرة بدون زوجها.
عندما وصل الوباء، ظهرت كقوة هادئة، مرتدية اللون الأخضر -لون الأمل -امام البريطانيين الذين أرهقهم الحجر الصحي وذاك السجل المحزن لعدد الوفيات في أوروبا. خطاب استمع اليه 24 مليون شخص.

مثالية خلال الجائحة
إن مثاليّة موقفها خلال الوباء، الذي يتعارض مع أصداء الحفلات والتجمعات في داوننغ ستريت، يعزز تلك الصورة عن شخصية تجسم الاستقرار في المشهد السياسي. حتى الآن، ذروة “بارتي غيت”، هي بلا شك، الصفحات الأولى للصحف التي أعلنت أن حفلة أقيمت في اليوم السابق لجنازة الأمير فيليب، في تناقض مع صورة إليزابيث الثانية بمفردها على مقعدها يوم الجنازة.
ومنذ فظائع “العام المروع”، عام 1992 الذي اتسم بالفضائح الخاصة وحريق وندسور، استعادت الملكة شعبية كبيرة الى درجة أن نسبة الرضا عنها بلغت 80 بالمائة عند البريطانيين، وفق آخر استطلاع يوغوف. ولا يزال هذا النظام الملكي، الذي يُنظر إليه أحيانًا في الخارج على أنه عفا عليه الزمن، يحظى بتأييد 61 بالمائة من البريطانيين.

غيوم في الأفق
لكن هذا الرصيد يتآكل عبر الأجيال. 81 بالمائة من الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة يناصرون هذا النظام، مقارنة بـ 31 بالمائة بين 18-24 سنة. وبالتالي فإن الشباب أكثر ميلاً (41 بالمائة) إلى تفضيل رئيس دولة منتخب. وهذا بلا شك، هو التحدي الرئيسي الذي تواجهه إليزابيث الثانية، خاصة أن ابنها تشارلز، الذي سيخلفها منطقيًا، أقل شعبية بكثير. فقط 54 بالمائة من البريطانيين لديهم صورة إيجابية عنه. إن عدة غيوم في الأفق تهدد بإرباك احتفالات اليوبيل: أولاً، هناك احتمال إجراء محاكمة في نيويورك لابنها، الأمير أندرو، المتهم بالاعتداء الجنسي على قاصر، في إطار فضيحة جيفري إبستين. ولهذا السبب، سحبت منه إليزابيث الثانية للتو ألقابه العسكرية ورعايته، مما يمنعه من العودة إلى الحياة العامة. ناهيك عن النشر المتوقع في الخريف لكتاب الأمير هاري، والذي وعد فيه دوق ساسكس بتقديم وصف “حقيقي ومخلص تمامًا” عن حياته حتى الآن... شيء يجعل قصر باكنغهام يرتجف.