تحت رعاية رئيس الدولة.. خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل تخريج جامعة خليفة لعام 2025
احتجاجات كاليفورنيا تفكك شفرة السياسة الأمريكية المتغيّرة
الاحتجاجات المتصاعدة ضد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترحيل المهاجرين، والتي تنتشر الآن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، قد تكون لحظة حاسمة لرئاسته، وقد تُحدث فرقاً كبيراً في مستقبل الحزب الديمقراطي وحتى في الانتخابات القادمة، وفـــــــــق ما يــــــــذكره تحليــــــــل إخباري لســــتيفن كولينسون في شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
ووفق كولينسون، فإن البيت الأبيض الذي يبدو واثقاً من نفسه، يستمر في تصعيد الموقف، خصوصاً في لوس أنجليس..
مشيراً إلى أن أسلوب ترامب يؤكد خطين أساسيين في ولايته الثانية: رغبته في الظهور بمظهر القوي، وسعيه الدائم لتوسيع سلطاته.
أما الديمقراطيون، الذين ما زالوا في حالة ارتباك بعد خسارة انتخابات 2024، ويصارعون سياسات ترامب الصادمة والمستمرة، فيواجهون مرة أخرى خطر الظهور بمظهر الضعفاء.
لكن حاكم كاليفورنيا، غافن نيوسوم، يظهر الآن كأحد القادة القلائل المستعدين لمواجهة ترامب، حتى وإن كانت عيونه على انتخابات 2028.
ومع تطوّر هذه الموجة الاحتجاجية، التي تُعدّ الأهم منذ بداية فترة ترامب الثانية، يجد قادة الحزبين أنفسهم أمام قرارات صعبة، وتغييرات سريعة.
الديمقراطيون في مأزق
وفق الكاتب، فالقاعدة الشعبية للحزب الديمقراطي تريد رد فعل قوي، لكن هناك خوف من أن تذهب ردود الفعل اليسارية بعيداً، فتُبعد الناخبين الوسطيين الذين غادروا الحزب في 2024.
أما البيت الأبيض من جهته فيعتقد أن هذه المواجهات هدية سياسية تُربك الديمقراطيين، وتضعهم في زاوية ضيقة.
لكن ترامب في الوقت نفسه يصعد التوترات بشكل قد يخرج عن السيطرة.
وقد يؤدي نشر الجنود قرب المتظاهرين والمحرّضين إلى صدامات خطيرة، وربما ضحايا، بحسب الكاتب، الذي يرى أن هذا سيعزز الاتهامات بأن ترامب يعرّض الأرواح للخطر من أجل مكاسب شخصية.
خطاب بلا رحمة
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت: «معارضة الديمقراطيين لترامب دفعتهم للوقوف مع المهاجرين غير الشرعيين والمجرمين والمخربين، ضد رجال الأمن الذين يقومون بعملهم فقط».
ويرى الكاتب أن الهدف من هذا الخطاب هو نزع الإنسانية عن المهاجرين، فرغم أن أغلبهم مجرد أشخاص يهربون من الفقر أو الاضطهاد، تصفهم الإدارة بأنهم «قتلة ومغتصبون ومتحرشون بالأطفال».
ويشير الكاتب إلى أن الحزب الجمهوري أيضاً أعاد استخدام خطاب قديم كان ناجحاً سابقاً وهو أن الديمقراطيين يكرهون الشرطة.
وأضافت ليفيت: «المتظاهرون لم يهاجموا الشرطة فقط، بل هاجموا الثقافة والمجتمع الأمريكي، أحرقوا الأعلام الأمريكية، وكتبوا شعارات معادية لأمريكا على الجدران».
ويلفت الكاتب إلى أن كل ذلك يُستخدم كغطاء على جدل دستوري خطير، وهو حق ترامب الدستوري في نشر قوات عسكرية داخل البلاد؟
قالت ليفيت: «ترامب لن يسمح بسيادة الفوضى، لذلك أرسل الحرس الوطني والمارينز لإعادة النظام، وستستمر عمليات الترحيل دون توقف».
ويبدو أن بعض هذه التصريحات تهدف إلى تسريع حملة الترحيل التي لم تحقق النتائج المرجوة حتى الآن، وإلى تطبيع استخدام الجيش في تنفيذها.
وكتب السيناتور الجمهوري توم كوتون في مقال له: «اليسار المتطرف يريد أن يخيفنا من تطبيق قوانين الهجرة، إذا طبّقتها، سيحرقون المدن، والديمقراطيون سيقفون بجانبهم. الرئيس على حق عندما يرفض هذا التهديد».
أما ترامب وفي مقابلة مع بودكاست قال: «يمكنني أن أكون أكثر حزماً في لوس أنجليس»، في إشارة إلى أنه يشعر بمرونة أكبر الآن في ولايته الثانية.
هل هذا الأسلوب سينجح سياسياً؟
إذا استطاع ترامب إقناع الناس أن الوضع فعلاً خطير، ربما يحصل على دعم شعبي حتى لاستخدامه الجيش ضد الأمريكيين، كما يرى التقرير.
وبحسب الكاتب، فإن قاعدة ترامب الشعبية تحب خطابه المتشدد، وكثيراً ما يهتفون له في تجمعاته عندما يستخدم لغة عنيفة. ويعتقد مساعدوه أن خططه حول الترحيل أعادت له دعماً شعبياً أوسع.
لكن الخطر الحقيقي هو أن ترامب قد يكون يشعل أزمة غير قابلة للسيطرة، وإذا سقط ضحايا بسبب هذه المواجهات، فسيكون هو المسؤول.
ويقول الكاتب إن ترامب في ولايته الأولى، كانت أزمة كورونا السبب في خسارته، مضيفا أن التاريخ قد يعيد نفسه إذا تكرّر السيناريو.
الديمقراطيون بلا قائد
ووفق تحليل «سي إن إن» فإن الحزب الديمقراطي يعيش أزمة قيادة حقيقية، حتى لو كانوا منظمين، كان سيكون من الصعب مواجهة ديماغوجية ترامب، لكن الحزب حالياً تائه تماماً.
خطاب غافن نيوسوم الأخير في كاليفورنيا كان محاولة لإعطاء دفعة جديدة للحزب، ولطمأنة أنصار الديمقراطيين الذين يرون ترامب يعتدي على الدستور والقانون منذ بداية ولايته الثانية.
ويرى نيوسوم، الذي يُتوقع أن يترشح للرئاسة، في الأزمة فرصة سياسية، لكن أي مواجهة مع ترامب تنطوي على مخاطر، فالقليلون فقط واجهوا ترامب وخرجوا منتصرين، مثل نانسي بيلوسي التي كانت تستخف به علناً، بحسب الكاتب. ويضيف الكاتب، أنت ترامب يستغل سلطاته الرئاسية لمعاقبة خصومه، وقد حاول قبل احتجاجات لوس أنجليس قطع المساعدات الفيدرالية عن كاليفورنيا كعقاب سياسي.