إصابة 200 فلسطيني في اشتباكات الأقصى.. وأوروبا تدعو تل أبيب للتحرك لتقليل التوتر

الإمارات تدعو إسرائيل إلى خفض التصعيد في الأقصى وحي الشيخ جراح

الإمارات تدعو إسرائيل إلى خفض التصعيد في الأقصى وحي الشيخ جراح


أكد معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة أن الإمارات العربية المتحدة تعرب عن قلقها الشديد إزاء أحداث العنف التي شهدتها القدس الشرقية المحتلة وأنها تدين بشدة اقتحام المسجد الأقصى الشريف وتهجير عائلات فلسطينية من حي الشيخ جراح، والتي نجم عنها إصابة عدد من المدنيين.

وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات تدين وتستنكر بشدة اقتحام السلطات الاسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، مؤكدا ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك.

كما شدد معاليه على ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة في رعاية المقدسات، بموجب القانون الدولي والوضع القائم التاريخي، وعدم المساس بسلطة وصلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك. ودعا معاليه السلطات الإسرائيلية إلى تحمل المسؤولية في خفض التصعيد، وإنهاء كافة الاعتداءات والممارسات التي تؤدي إلى استمرار حالة من التوتر والاحتقان، كما أكد على ضرورة الحفاظ على الهوية التاريخية للقدس المحتلة والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار وتهديد السلم.

جاء هذا في الوقت الذي دعا فيه الاتحاد الأوروبي السبت السلطات الإسرائيلية إلى التحرك بشكل عاجل لوقف التصعيد في القدس بعد المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين والشرطة. وقال المتحدث باسم الاتحاد في بيان العنف والتحريض غير مقبولين ويجب محاسبة الجناة من جميع الأطراف، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي يدعو السلطات إلى التحرك بشكل عاجل لخفض التوتر الحالي في القدس.

وأسفرت اشتباكات عنيفة وقعت ليلا بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في الحرم القدسي وفي أماكن أخرى في القدس، عن إصابة أكثر من 200 شخص، حيث تصاعدت التوترات في الأسابيع الأخيرة، حسبما أفادت خدمة الطوارئ الفلسطينية في ساعة مبكرة من صباح السبت.

وفي بداية شهر رمضان المبارك، اندلعت احتجاجات ليلية على القيود التي تفرضها الشرطة في مكان للتجمع الشعبي، واشتعلت مجددا في الأيام الأخيرة بسبب التهديد بإجلاء عشرات الفلسطينيين من منازلهم في القدس الشرقية، التي يطالب بها الجانبان في الصراع طويل الأمد بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال الهلال الأحمر إن 88 من الجرحى نقلوا إلى المستشفى، بعدما أصيب العديد منهم بجروح في عيونهم ووجوههم جراء الرصاص المطاطي وشظايا قنابل الصوت. وقالت إسرائيل إن ستة شرطيين على الأقل أصيبوا. وحمّل الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عما يجري في مدينة القدس عموماً والمسجد الأقصى خصوصاً.

ومن جانبها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن رفض المملكة لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.

وحثت الأمم المتحدة إسرائيل، الجمعة، على إنهاء جميع عمليات الإخلاء القسري بحق الفلسطينيين في القدس الشرقية، محذرة من أن أفعالها قد تشكل جرائم حرب، فيما أدان مجلس التعاون الخليجي استمرار إسرائيل في عمليات التهجير والاستيطان بالقدس.
في بداية شهر رمضان في منتصف أبريل، أغلقت إسرائيل مكانًا للتجمع الشعبي، حيث يتواصل الفلسطينيون تقليديًا في نهاية صيامهم طوال اليوم. وأطلقت هذه الخطوة أسبوعين من الاشتباكات قبل أن ترفع إسرائيل القيود.

لكن في الأيام الأخيرة، تصاعدت الاحتجاجات على تهديد إسرائيل بإخلاء حي الشيخ جراح في القدس الشرقية من عشرات الفلسطينيين الذين يخوضون معركة قانونية طويلة مع مستوطنين إسرائيليين يحاولون الحصول على عقارات في الحي.

قالت الولايات المتحدة إنها “قلقة للغاية” إزاء العنف والتهديد بإخلاء الحي، وإنها على اتصال بالقادة من كلا الجانبين لمحاولة تهدئة التوترات.
وأضافت وزارة الخارجية الأميركية في بيان من الأهمية بمكان تجنب الخطوات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات أو تبعدنا عن السلام.. وهذا يشمل عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والنشاط الاستيطاني، وهدم المنازل، والأعمال الإرهابية.

وإلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الاردنية في بيان إنّ اقتحام الحرم والاعتداء على المصلّين الآمنين انتهاك صارخ وسافر وتصرّف همجي مدان ومرفوض. ويتولّى الأردن الإشراف على صيانة وإدارة شؤون المسجد الأقصى.

هذا وأعربت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، عن بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، مؤكدةً ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخي والقانوني القائم.