محمد بن راشد: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد أهم سياسة
التحول الديمقراطي في السودان يتلاشى... على الغرب التحرك
قالت ريبيكا هاميلتون، الأستاذة المشاركة في كلية الحقوق بالجامعة الأمريكية بواشنطن، إن التحول الديمقراطي في السودان على المحك، داعية الدول الغربية للإسراع في المساعدة على إنجازه.
على كل فاعل خارجي معني بالسودان، أن يدرك أنه ما لم يتمكن من إيجاد طرق لدعم احتياجات المحتجين الذين يضعون حياتهم على المحك، فلا أمل في الديمقراطيةوكتبت هاميلتون، في تحليل لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن التفاق بين قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان ورئيس وزراء الحكومة عبد الله حمدوك في 21 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي “يرسّخ الحكم العسكري”، على عكس ما زعم موقعوه.
وأضافت أن المجتمع الدولي “راوغ” في دعمه السودانيين المعارضين، كما أن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي رحبا بالاتفاق دون المصادقة عليه بشكل فعال “بما يتناقض مع خطورة اللحظة».
وشددت هاميلتون على أن الفرصة التاريخية للانتقال الديمقراطي في السودان “تتلاشى بسرعة”، داعية المجتمع الدولي إلى أن “يلقي بثقله الكامل وراء نضال الشعب السوداني من أجل الديمقراطية “، معتبرة أن ذلك يتطلّب سرعة الحركة وإبداعاً وقدرة على التركيز على جدول زمني لعدد من السنوات.
وأوضحت أن هذه الصفات “غير متوفرة” في الوقت الحالي، واعتبرت أن الأمم المتحدة والولايات المتحدة والحكومات المؤيدة للديمقراطية ستستمر في مسارها الحالي، فلا ترفض اتفاقية البرهان وحمدوك ولا تؤيدها بإخلاص، واصفة النهج بأنه “مضلّل».
وأشارت إلى أن “اضطرار” البرهان إلى تنفيذ “انقلاب”، يدلّ على التقدّم الذي أحرزته الحكومة الانتقالية في تقليص سلطة قطاعي الجيش والأمن، وأن هذا التقدم الذي كان بطيئًا لم يعد موجودًا.
وفي هذا الإطار، قالت إن الحكومات والمنظمات الدولية المؤيدة للديمقراطية تحتاج إلى إعادة تشكيل ميزانياتها وخططها الإستراتيجية لتعكس هذا الواقع الجديد. ومع ذلك، فإن القيام بذلك يتطلب خفة حركة كانوا يفتقرون إليها تاريخيًا.
وإذ رأت أن الدبلوماسيين والجهات الخارجية الأخرى ليس لديهم خيار تجاهل أولئك الذين يمتلكون السلطة الآن، وأكدت أن المتظاهرين السودانيين يريدون خروج الجيش، لكنهم لا يملكون خطة لكيفية تحقيق ذلك.
ولذلك، قالت: “حان الوقت لمحادثات شاقة مع السودانيين أنفسهم وفيما بينهم، حول ما سيقبلونه، وما لن يقبلوه، لدفع الذين في السلطة إلى التخلي عن السيطرة». وحضت الكاتبة الدبلوماسيين الغربيين على استخدام الأسس الدستورية التي أرستها الحكومة الانتقالية لدفع الانتقال الديمقراطي في نهاية المطاف، حتى مع احتفاظ الجيش بالسيطرة، والتركيز على هذه التحديات.
وخلصت هاميلتون إلى أنه “على كل فاعل خارجي معني بالسودان، أن يدرك أنه ما لم يتمكن من إيجاد طرق لدعم احتياجات المحتجين الذين يضعون حياتهم على المحك، فلا أمل في الديمقراطية، وأن الرغبة المستمرة للشعب السوداني في قول الحقيقة للسلطة هي أعظم رصيد في الكفاح ضد الحكم العسكري»