التعافي ما بعد أفغانستان...!

التعافي ما بعد أفغانستان...!


   علمنا صباح  أول أول أمس الثلاثاء أن جو بايدن قرر الإبقاء على موعد 31 أغسطس من أجل الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية. في الوقت  نفسه ، سخّر البيت الأبيض موارد كبيرة لمحاولة استعادة السيطرة على رسائل وسائل الإعلام الأمريكية. ورغم ذلك، لا يزال الاستياء مستمراً في السياسة الداخلية كما في الساحة الدولية.

   ورغم انخفاض شعبية الرئيس إلى 41 بالمائة، حسب استطلاع حديث نشرته يو إس إي توداي، ما زلت أعتقد أن الأمريكيين سيغفرون لبايدن في النهاية. وإذا أراد الجمهوريون أن يضرّ هذا بفرص الديمقراطيين في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022، فإن التدخل الأمريكي المطول في أفغانستان أصبح غير محبوب الى درجة أن الرئيس السادس والأربعين سيُمنح في النهاية وسام الفضل في إنهائه.
   ولئن كنت أعتقد أن الإدارة الحالية ستنجو من هذه الحلقة المخزية، فأنا أقلّ اقتناعًا بأن البلاد ستكون قادرة على استعادة سمعتها بسرعة على الساحة الدولية، بالنظر الى سوء صورتها. قد يرمي بايدن عبارة “أمريكا عادت” كلما سنحت له الفرصة، يبقى ان العديد من الحلفاء، يعتقدون أنهم يسمعون “أمريكا أولاً” لدونالد ترامب.

   بعد انتظار تغيير في الأسلوب والطريقة طيلة أربع سنوات، يمكن تفهّم شعورهم بخيبة الأمل، وبحثهم عن حلول في مكان آخر. وفي هذا الصدد، لم ينتظر العديد من الحلفاء التقليديين الفوضى الأفغانية قبل تفضيل شركاء اخرين.   غير مستقر وأقل موثوقية، للعمّ سام هامش محدود للمناورة، رغم أنه لا يزال لاعبا رئيسيا على المسرح الدولي.   وتتضمن إعادة تأسيس أو تطوير النفوذ الأمريكي دوليًا عددًا من الخطوات الضرورية. فبمجرد اكتمال انسحاب القوات، سيتعين على الولايات المتحدة، أولاً، إظهار اهتمامها بحماية أو الدفاع عن مكاسب الشعب الأفغاني منذ عام 2001.
   بين التصريحات الرسمية لطالبان في كابول وواقع المناطق الريفية تلوح في الأفق عودة نظام قمعي ووحشي. وعندما نتحدث عن مصير الأقليات، أو المتعاونين الأمريكيين السابقين أو النساء، نفكر في العم سام.

   كما أن مغادرة أفغانستان تلقي بظلال من الشك على تصميم أمريكا أو قدرتها على تعقّب الإرهاب وصدّه. وإذا لم تكن لدينا أوهام حول مناعة القوات الأمريكية، فإن رحيل القوات قد يرقى إلى مستوى بيان فشل سيكون له أثر في تحفيز الحركات الإرهابية، ومنها القاعدة.
   وإذا اندهشنا جميعًا من التقدم السريع لطالبان، فيمكن أيضًا أن نتساءل إلى متى سننجح في الحفاظ على استقرار معين في البلاد. فبعض الفصائل انطلقت في التحرّك وتنتظر فقط رحيل القوات الأمريكية لتظهر بشكل أكثر انتظامًا.

   وحتى لو وضعنا جانباً مصير الأفغان واستقرار البلاد مؤقتاً، فإن الانسحاب الأمريكي سيكون له تداعيات دبلوماسية أخرى كثيرة. يمكن أن نتخيل بسهولة روسيا والصين وهما تبتهجان بالصعوبات التي يواجهها المنافس الأمريكي. وعلى المدى القصير على الأقل، نادرًا ما كان تشويه سمعة الولايات المتحدة بمثل هذه السهولة.   أخيرًا، بخلاف المنافسين الذين يستغلون الوضع، لاحظتم بلا شك خيبة الأمل الكبيرة للدول الغربية. ان الوضع يتغير على الساحة الدولية، والعديد من التغييرات في التحالفات ليست في صالح العمّ سام.  

تعافت الولايات المتحدة من المستنقع الفيتنامي وصور سايغون، وستتعافى أيضًا من هذا الخروج المؤلم من الأزمة الأفغانية. ومع ذلك، فقد تضررت سمعتها وتأثيرها بشكل خطير وتضاءلت.
   وسيتعين على إدارة بايدن أن تعمل بجدية أكبر بحلول عام 2024، وستحتاج إلى أكثر من فترة واحدة حتى يُأخذ على محمل الجد شعار الرئيس السادس والأربعين، “أمريكا عادت”. إن الصيغة جذابة ويمكن أن تعطي الأمل طالما أن الأفعال تتوافق مع الأقوال.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot