الإمارات تحتفل باليوبيل الذهبي لتأسيس دولة الاتحاد .. وكازاخستان تحتفل بمرور 30 عامًا على الاستقلال

السفير الكازاخستاني يؤكد أن العلاقات بين بلاده والإمارات نموذجية وتشهد تطورا مستمرا

السفير الكازاخستاني يؤكد أن العلاقات بين بلاده والإمارات نموذجية وتشهد تطورا مستمرا

• سلطان المدفع: طوابع بريدية مشتركة بمناسبة احتفالات البلدين
• د. شريف الباسل: (كتاب نور سلطان نزرباييف) يجسد رحلة طويلة من العمل الوطني للزعيم الكازاخي




نظمت سفارة كازاخستان في دولة الإمارات العربية المتحدة طاولة مستديرة بمناسبة الذكرى الثلاثين لاستقلال جمهورية كازاخستان تحدث فيها سعادة مديار مينيلبيكوف سفير كازاخستان لدى الدولة وسعادة سلطان المدفع الرئيس التنفيذي لمجموعة بريد الإمارات و د. شريف الباسل مدير تحرير جريدة الفجر.

وحضر الفعالية ممثلو الدوائر الدبلوماسية والجهات المحلية والخبراء ووسائل الإعلام.
وفي كلمته أكد سعادة مديار مينيلبيكوف أن كازاخستان تجاوزت على مدى ثلاثة عقود أهم مراحل الدولة الحديثة حيث كان العقد الأول من الاستقلال فترة وضع أساس الدولة الحديثة في ذلك الوقت، بقيادة فخامة نورسلطان نازارباييف الرئيس الأول لجمهورية كازاخستان، زعيم الأمة، تم اعتماد رموز الدولة وتشكيل نظام السلطة.

وقد حدثت تغييرات جوهرية في الاقتصاد الوطني، وفقا للإحصاءات، نما الناتج المحلي الإجمالي 17 مرة ووصل حجم التجارة الخارجية إلى 100 مليار دولار أمريكي، كما زادت الاحتياطيات الدولية بمقدار 90.9 مليار دولار، وجذبت كازاخستان أكثر من 400 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر.  وجنبا إلى جنب مع الإصلاحات السياسية والاقتصادية، أولت قيادة كازاخستان اهتماما كبيرا بالتحديث الروحي. ويجري تنفيذ برامج التراث الثقافي.

وقد اعتمدت قيادة الجمهورية عددا من الوثائق المهمة بما في ذلك استراتيجية كازاخستان - 2030 و كازاخستان - 2050. وفي السنوات الأولى من الاستقلال، قمنا بترسيم الحدود مع الدول المجاورة وتطهير أراضي البلاد بالكامل من الأسلحة النووية. ونقلت عاصمة البلاد من مدينة ألماتي إلى نور-سلطان، وبفضل برنامج "Bolashak"-وتعني "مستقبل" الذي تم إطلاقه بمبادرة من زعيم الأمة، بدأ الشباب في الدراسة في أفضل المؤسسات التعليمية في العالم، كذلك تم إنشاء الصندوق الوطني للرفاهية مما سمح لنا بالتغلب على الأزمات المختلفة.
أما بالنسبة للأحداث الكبرى في السياسة الخارجية، فقد أقيمت علاقات دبلوماسية مع العديد من الدول الأجنبية، وأصبحت كازاخستان عضوا في المنظمات الدولية الرائدة، وأطلقنا مبادرات دولية مثل مؤتمر قادة الأديان العالمية والتقليدية، ومؤتمر التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا، وترأسنا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وشهدت العلاقات الثنائية بين كازاخستان ودولة الإمارات العربية المتحدة تطورا ديناميكيا خلال هذه الفترة.
وبفضل اللقاءات الوثيقة والمنتظمة لقادة البلدين، وصل التعاون السياسي والاقتصادي إلى مستوى متميز من الشراكة ونتيجة للزيارات الرسمية لفخامة نورسلطان نازارباييف إلى دولة الإمارات العربية المتحدة تم وضع الأساس المتين والقوي للعلاقات الثنائية في كافة المجالات.
في 27-28 يناير 2020، قام فخامة قاسم جومارت توكاييف رئيس جمهورية كازاخستان بزيارة رسمية أولى إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وأعطت هذه الزيارة دفعة قوية للتعاون المشترك.

في هذا العام زار معالي اسقار مامين رئيس وزراء كازاخستان الدولة مرتين (13-15 مارس و 9-10 أكتوبر). وفي 1 ديسمبر المقبل من المقرر أن يقوم بزيارة أخرى وذلك للمشاركة في اليوم الوطني الكازاخستاني في إطار معرض إكسبو.

الجدير بالذكر أنه في أكتوبر من العام الجاري تم التوقيع على إعلان مشترك بين الحكومتين لإنشاء شراكة استراتيجية طويلة الأمد لتطوير المشاريع في الصناعات ذات الأولوية، وفقا للاتفاقية بلغ إجمالي حجم الاستثمارات طويلة الأجل في اقتصاد كازاخستان 6.5 مليار دولار أمريكي.
وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين من يناير إلى سبتمبر 580 مليون دولار أمريكي، بزيادة 52% مما كانت في نفس الفترة من العام الماضي، وبلغت أرقام الصادرات للفترة المذكورة 518 مليون دولار أمريكي، وهو أكثر بنسبة 72% لنفس الفترة من العام الماضي.

وأشار السفير الكازاخي إلى أن معرض "إكسبو 2020 دبي" يساهم في فتح آفاق جديدة لتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.  وأضاف: إن الاحتفال بالذكرى الثلاثين لاستقلال كازاخستان والذكرى الخمسين لتأسيس الدولة في هذا العام يشكل لحظة تاريخية في مسيرة تنمية وازدهار البلدين، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لأتقدم بخالص التهاني والتبريكات لقيادة الإمارات وشعبها باليوم الوطني متمنياً لها مزيداً من التطور والتقدم والازدهار.

بدوره، قدم سعادة سلطان المدفع طوابع بريدية مشتركة صدرت بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة والذكرى الثلاثين لاستقلال جمهورية كازاخستان.
من جانبه قدم الدكتور شريف باسل عرضاً موجزا عن كتاب (نور سلطان نزارباييف) الذي شارك في إعداده وأصدرته "دار الفجر" بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد الرئيس الأول.
وقال: إن الكتاب يعد عملا أدبيا ، وتأريخاً أمينا وصادقاً لمسيرة القائد الاستثنائي، وزعيم الأمة الكازاخسانية نور سلطان نزار باييف، حيث يستعرض الكتاب، الرحلة الشاقة والمضنية ‏والجهود الجبارة، التي بذلها الزعيم الكبير نزار باييف ، والأفكار والرؤى التي قدمها لإنشاء الدولة، وتعزيز استقرارها، ‏وتحقيق ازدهارها‎
.‎
وقد حفل الكتاب بفصول عديدة اشتملت على مراحل تاريخية مهمة، ومواقف عصيبة، من حياة هذا الزعيم، وتدرج الكتاب ‏حسب التسلسل التاريخي للأحداث منذ طفولة زعيم الأمة الكازاخية ، مرورا بمرحلة الكفاح والنضال في شبابه، والمهن التي زاولها ، ‏والدراسة التي تلقاها، وتدرجه في اعتلاء المناصب، وحصوله على ثقة القيادات الكبيرة ، سواء في حقبة العهد السوفييتي السابق وأثناءها ‏وفيما بعدها، ليشق طريقه الخاص، ويعلن مشروعه الوطني الكبير في إنشاء دولة مستقلة ذات سيادة واستقالية تامة عن أي تبيعية ‏لأي قوة عظمى في العالم‎
  .‎
كما أبرز الكتاب الجوانب الإنسانية ، والإبداعية لدى الزعيم الكبير، ومبادءه السلمية والتي تمخض عنها أشجع وأجرأ قرار يمكن أن ‏يتخذه زعيم على مستوى العالم حيث أعلن في مرحلة من مراحل كفاحه عزمه على تدمير القوة النووية التي كانت تمتلكها بلاده بعد ‏تفكك الاتحاد السوفييتي وإعلانه كازاخستان وطناً سلمياً خالياً من أي لون من ألوان أسلحة الدمار الشامل، وكذلك وقف جميع التجارب ‏النووية في بلاده.

وأضاف أن الكتاب تتبع حياة زعيم الأمة الكازاخية منذ طفولته ليفرد فصلاً كاملا لنشأة هذا القائد الاستثنائي،  ثم يأتي فصل آخر لاستعراض أصوله ومنبته ومسقط رأس القائد الكازاخستاني ومنزله، وذكرياته، وفصل آخر حول الحياة والعمل والسياسة ، وفصل يتناول مسيرته الحزبية في الحزب الشيوعي ‏السوفييتي، وفصل جديد يتناول مسيرة استقلال كازخستان التام كدولة ذات سيادة ، ثم فصل جديد يؤرخ لموقف زعيم الأمة الكازاخسانية من الأسحلة ‏النووية وقراره الحكيم بإعلان كازخستان دولة خالية من الأسلحة النووية، وجهوده المخلصة لجعل العالم خاليا من هذا السلاح الفتاك‎.‎
وقال: إن الكتاب اشتمل أيضا على العديد من الفصول الأخرى التي غطت مختلف الظروف التي مرت بها كازاخستان وجميع المواقف والظروف والقرارات التي تخص الدولة ومواطنيها.

وفي الختام أكد أن هذا العمل والنتاج الأدبي والتاريخي لا يقدم سيرة عادية وتأريخاً عابراً بل هو توثيق لقامة إنسانية وسياسية ذات ثقل عالمي ومكانة مرموقة لدى الإنسانية ، وسيكون مرجعاً حقيقيا وقصة نجاح يمكن للجميع أن يستلهم منها العبر والدروس والإصرار على الحلم والطموحات الكبرى.