رئيس الدولة والرئيس الروسي يبحثان سبل احتواء التصعيد في المنطقة والاحتكام إلى الحوار
الغاز... سلاح الكرملين لتقسيم الحلفاء الأوروبيين
قالت وكالة بلومبرغ إن تأثير أزمة الصراع بين روسيا وأوكرانيا، قد يمتد إلى سوق الطاقة خاصة مع مخططات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لخطوط أنابيب الغاز التي تشكل سلاحاً لتقسيم الحلفاء الأوروبيين.
ووفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن “السيادة الحقيقية لأوكرانيا ممكنة فقط بالشراكة مع روسيا”. إلى جانب التناقض، يُوضح كلام بوتين إلى أي مدى تمتد مخططاته لأوكرانيا إلى ما وراء خطوط أنابيب الغاز التي غذت الأزمات السابقة.
ومع ذلك، إذا غزت روسيا أوكرانيا مرة أخرى، فإن التأثير على أسواق الطاقة هذا الشتاء، أمر ستحتاج الدول الغربية إلى مواجهته.
نورد ستريم 2
أشار التقرير إلى أن نقطة التأثير الأكثر وضوحاً تتعلق بنحو 40% من واردات أوروبا من الغاز التي تأتي من روسيا، وغالبيتها عبر أنابيب غاز تمر بأوكرانيا.
ولكن الآن، وبعد بناء مشروع “نورد ستريم 2” الذي يربط روسيا مباشرة بألمانيا لتجنب ذلك، تعتبر الولايات المتحدة المشروع جزءاً من خطط الكرملين لاستخدام الغاز سلاحاً لتقسيم الحلفاء الأوروبيين، ولكن يبقى احتمال حظر الخط ضئيلاً.
أما بالنسبة لألمانيا، فإن هذا المشروع هو طريقة لتنويع طرق الإمداد لتخفيف المخاطر من شراء الكثير من الغاز من روسيا.
توتر أمريكي ألماني
عندما يدخل المشروع الخدمة، سيضاعف “نورد ستريم 2” قدرات “نورد ستريم 1”. وسيتيح الالتفاف على أوكرانيا التي تستخدم أراضيها حالياً ممراً لكميات كبرى من الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، ما سيحرم كييف من مداخيل، ومن ضمانة الحصول على الغاز.
وقالت الوكالة، إن بوتين سعيد باستغلال هذا التوتر بين واشنطن وبرلين. وأوضحت أن سوق الغاز في أوروبا مضطربة، حيث تمتلئ صهاريج التخزين بـ 62%. وعندما أرجأ الألمان موافقتهم على “نورد ستريم 2” في نوفمبر(تشرين الثاني) ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا. وبالتالي، فإن أي تهديد من ألمانيا بقطع إمدادات الغاز الإضافية عن نفسها، سيكون أجوف.
ضعف الماني
ورغم أن الولايات المتحدة قد تضغط علناً على ألمانيا لاتخاذ موقف، إذا هاجمت روسيا أوكرانيا، فإن مشروع قانون ميزانية الدفاع الذي أقره مجلس النواب في وقت سابق هذا الشهر “لم يكن بلغة تستهدف نورد ستريم 2 بالعقوبات».
ورأت الوكالة أن من مصلحة المستشار الألماني أولاف شولتس أن يرى موافقة على خط الأنابيب عاجلاً وليس آجلاً، الأمر الذي يُسلّط الضوء على ضعف ألمانيا، وربما يزيد حدة الانقسامات داخل الحكومة الائتلافية، والاتحاد الأوروبي.
وقد يؤدي إبعاد “نورد ستريم 2” عن الطاولة الآن إلى تهميش قضية كانت تميل إلى الهيمنة على المناقشات حول الطاقة عبر المحيط الأطلسي، وتقسيمها.
توحيد الخصوم ضد بوتين
وبدل قطع الألمان لأنبوب الغاز الذي لم يبدأ العمل بعد، قد يعني هذا أيضاً أن روسيا يمكن أن توقف إمدادات الغاز، إذا واجهت إجراءات مضادة، ولكنه في الوقت ذاته قد يعني توحيد خصوم الرئيس الروسي، ضده. وختمت الوكالة بأن التعايش في قلب علاقة الغاز الروسية الأوروبية أبقاها مستمرة أكثر من نصف قرن، بما في ذلك خلال الحرب الباردة.
ولكن بوتين يختبر الآن الرابط بقوة، إذ حتى لو مرت التوترات الأخيرة في أوكرانيا دون حوادث، فمن المحتمل أن يكون استنفاد صهاريج التخزين الأوروبية لشركة “غازبروم بي جي إس سي” هذا العام وخطاب بوتين المرير ضد تحرير سوق الطاقة الأوروبية، قد أحدث ضرراً دائماً.