الدكتور خالد النابلسي نائب رئيس الاتحاد الدولي للمثقفين العرب

الفجر والثقافة وجهان لعملة واحدة أطالب بانتشار الكتاب المسموع

الفجر والثقافة وجهان لعملة واحدة أطالب بانتشار الكتاب المسموع

-نهتم بالموهوبين من أصحاب الهمم 
-صحفي الشارع ظاهرة سلبية 
-الثقافة تبدأ من الأسرة 


ربط الدكتور مهندس خالد النابلسي بين اسم جريدة الفجر والثقافة، حيث صور الفجر على أنه الطاقة المضيئة في سماء المعرفة، والثقافة النور الساطع في الأذهان، والضوء الذي ينير الدروب، وهى ذلك البحر الذي ينهل منه الأجيال لتنهض الأمم وتتماشى مع ركب الدول المتقدمة، وتتربع على عرش المجد الذي صنعه السلف بفضل المعرفة والاهتمام بالعلم فالفجر والثقافة وجهان لعملة واحدة تحقق النبوغ والتفوق وتسهم في التنوير وتحمي أبناءنا من الانحراف الفكري والتمسك بالقيم والمبادئ القيمة التى تربينا عليها.
وحول دور المعارض والمنتديات والفعاليات الثقافية المنتشرة في الوطن العربي، وخاصة بدولة الإمارات، في نشر الثقافة وصقل المعرفة ومهارات أفراد المجتمع، أكد الدكتور خالد النابلسي نائب رئيس الاتحاد الدولي للمثقفين العرب، بأن كل منهم مكمل للآخر حيث نجد الثقافة منتشرة على نطاق واسع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي خاصة وأن العالم صار قرية صغيرة، ومن خلال شاشة لا تتعدى بعض سنتمترات تنتقل المعرفة ونستطيع البحث عن كل ما يجول بأذهاننا، مشيراً إلى ضرورة استثمار طاقاتنا في نشر الوعي والحرص على بناء أجيال تهتم بالعلم والثقافة العامة، بالإضافة لبناء جسر بين الجهات المعنية بنشر الوعي وأفراد المجتمع، فالاتحاد الدولي للمثقفين العرب يقوم بدوره نجاة الفئة المستهدفة بتنظيم مسابقات في جميع المجالات الثقافية مثل مؤتمر الشعر العربي والقصة والأبحاث العلمية، وهذا يعد إثراء للحياة الثقافية في المنطقة .
رد الدكتور خالد النابلسي نائب رئيس الاتحاد الدولي للمثقفين العرب، بألم على تراجع الكتاب الورقي واندثاره في السنوات المقبلة، معلقاً بأنه ممن يعشقون رائحة الورق وملمسه والاستمتاع بتصفح الكتب والصحف في الصباح وفي نهاية اليوم ومشقة العمل، فالكتاب الورقي مع اهميته لكن للأسف قد انتشر الكتاب الالكتروني بشكل كبير ربما يعود هذا إلى تكلفة الطباعة من جهة واهتمام الجيل الجديد بالقراءة الالكترونية، أؤيد الكتاب المسموع لأنه يمنحنا فرصة أكثر للاطلاع أثناء القيادة أو السفر وفي اي وقت، بالإضافة أنه سيصل لأكبر شريحة في المجتمع، حتى الأمي سيستفيد من هذه التقنية الحديثة، وبذلك نكون قد تمكنت من نشر الثقافة والمعرفة على نطاق واسع، فضلا عن امكانية استعارة الكتب إلكترونياً في حال عدم وجودها بالمكتبات، وفي هذه الحالة تكون قد وفرنا وقت واطلعنا على ما نريده في أي وقت بأسلوب حديث، وتقنية جديدة تتماشى مع متطلبات واحتياجات المرحلة الراهنة .
أشار الدكتور خالد النابلسي، إلى أن الصحف الورقية مازال لها بريقها خاصة وأننا من جيل كانت فيه الصحف الورقية ضمن طقوسنا اليومية، فاغلبنا كان يقرأ الصحف أثناء احتساء القهوة في بداية اليوم، ولا غنى عن الصحف في ثوبها الجديد من خلال موقعها الالكتروني، والأسباب كثيرة منها مصداقية الخبر، وتنوع الأحداث بها، فالصحف الورقية تشعرنا بأننا نقرأ ونستمتع بتصميم صفحاتها وملمس الورق والشعور بالراحة حين نطوي صفحاتها ونطلع على اخبارها المتنوعة في جميع المجالات، لكن للأسف ستشهد الصحف في السنوات القادمة هزة قوية قد تحول بينها وبين طباعتها وهذا يعود إلى تكلفة الطباعة وعدم وجود إعلانات وهى المصدر الرئيس في الدخل، بعد أن صار الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي سريع الانتشار، بالإضافة إلى نشر الأخبار على المواقع الإخبارية الرسمية باستمرار مما جعل الصحف المطبوعة متأخرة في نقل الاخبار والأحداث .
وأوضح الدكتور خالد النابلسي، أن مذيع الشارع أو صحفي الشارع يعتبر ظاهرة سلبية لأنه لم يتبع جهة رسمية تراجعه أو يقع تحت معايير الصحافة والإعلام المنظم، وليس له ميثاق شرف المهنة وما يدلي به من أخبار ونقل للأحداث سيكون من خلال وجهة نظره ولا رقيب عليه، ويكمن هنا الخطر المحتوم، ومن الخطر أن يبث أفكاراً وينقل أحداث تخدم أجندات تتنافى مع قيمنا ومبادئنا، ويبث الاشاعات والأكاذيب، فالأصح هو الحصول على المعلومة الموثقة من خلال المؤسسات الإعلامية المعتمدة، والحد من هذه الظاهرة بسن قوانين وتشريعات تقنن هذه الممارسات التى قد تنشر الفتن بين الشعوب، والتأكيد على هذا قد تم توقيع اتفاقية تعاون بين الاتحاد الدولي للمثقفين العرب وجمعية الصحفيين الإماراتية، بهدف دعم القطاع الثقافي ونشر الوعي والاهتمام بالصحفيين المعتمدين بالمؤسسات الصحفية .
وأضاف أن إطلاق مبادرة بعنوان “زايد وراشد للإبداع العلمي والأدبي والثقافي” تهدف إلى دعم النواحي الإبداعية والثقافية، وأن المبادرة دولية وتضم مسابقات جوائزها قيمة، وتهتم بالكوادر الأدبية والعلمية المؤثرة في المجتمع من خلال الكتب والأبحاث، بعيداً عن ما يطلقون على أنفسهم في الوقت الراهن المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي .
وبصفته نائب رئيس المنظمة العربية لدعم المواهب، صرح الدكتور خالد النابلسي، بأن المنظمة تهتم باكتشاف المواهب من ذوي الهمم لأن هذه الفئة فيها من الموهوبين في جميع مجالات الإبداع ما يجعلنا نهتم بهم وندعمهم للمشاركة بالدمج في المجتمع، ولم تقتصر المنظمة والاتحاد على تبني المؤتمرات والفعاليات فقط، بل لهما دور كبير في دعم الكُتاب بنشر كتبهم وأفكارهم من خلال صفحاتهما وموقعهما الالكتروني، حيث إن عدد المتابعين مرتفع جداً .
كما وجه الدكتور خالد النابلسي نائب رئيس الاتحاد الدولي للمثقفين العرب، كلمة لأولياء الأمور بالاهتمام بالأبناء وحرصهم على غرس القيم والمبادئ في نفوسهم، وأن يصحبوهم إلى معارض الكتب والمنتديات الثقافية بهدف بث روح المحبة للكتاب والمعرفة وصقل مهاراتهم الإبداعية، ما يدفعهم لممارسة أحد فروع المواهب كالعزف وكتابة الشعر والأدب، أو اكتشاف مواهبهم وهذا يعد إنجازا كبيرا أن يكون في كل بيت موهوب، وعلى الآباء أن ينموا مواهب أولادهم ومحاولة توعيتهم بإدارة والوقت للحفاظ على الدراسة والاهتمام بالموهبة، حيث إن الثقافة ليست حكراً على الهيئات بقدر ما هى تبدأ من الأسرة واهتمامها بغرس حب الاطلاع والقراءة في نفوس الأجيال القادمة .