الكتاب السابع من موسوعة تريندز حول جماعة الإخوان المسلمين يكشف ألاعيبهم الإعلامية، ويرى أن إعلامهم يواجه موتاً إكلينيكياً

الكتاب السابع من موسوعة تريندز حول جماعة الإخوان المسلمين  يكشف ألاعيبهم الإعلامية، ويرى أن إعلامهم يواجه موتاً إكلينيكياً


أصدر «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» الكتاب السابع ضمن "موسوعة تريندز حول جماعة الإخوان المسلمين"، ويحمل عنوان: "الـنـشــــاط الإعــلامــــي والاتـصـالـــي لجمـاعـة الإخـوان المسلميـن ... الــرؤيــــة والأهــــداف والـمستقبــل"، إذ يحلل الكتاب النشاط الإعلامي والاتصالي للجماعة من خلال رصد المرتكزات الفكرية لخطابهم الإعلامي وتحديد اتجاهاته، والإطار الفكري الذي اعتمدته الجماعة في خطابها الإعلامي، كما يلقي الضوء على مراحل تطور الإعلام الإخواني الذي بدأ بالوسائل التقليدية، ليتجه اليوم إلى الوسائط الرقمية الجديدة.

ويتفحَّص الكتاب تأثير هذه الوسائط في النشاط الإعلامي سواء على المستويات الفردية أو الجمعية، وتبيان مدى تأثيره في عمليات التجنيد والاستقطاب الجماهيري. كما يستشرف مستقبل العمل الإعلامي والاتصالي لجماعة الإخوان المسلمين بعد يونيو 2013 على مستوى التعبئة والحشد.
ويبين الكتاب أن جماعة الإخوان المسلمين تولي أهمية كبيرة للإعلام منذ نشأتها عام 1928؛ وقد جعلته من أهم الركائز التي تقوم عليها بنيتها التنظيمية والدعوية. وتتمثل وظائفه في مجموعة من الأهداف التي تسعى الجماعة إلى تحقيقها والتي تتمحور حول نشـر فكر الجماعة، والدعوة إلى أستاذية العالم، والترويج لفكرة إحياء الخلافة الإسلامية، والدعوة لتطبيق الشـريعة الإسلامية. كما نجحت الجماعة في تطوير ممارستها الإعلامية حتى تكون في مستوى التجاوب مع متطلباتها في الانتشار الجماهيري وخوض المعارك السـياسـية.

وأوضح الكتاب أن الجماعة راعت المرحلية في أدائها الإعلامي، فكان تنقلها من مرحلة الدعوة إلى السـياسة، ومن مرحلة المعارضة إلى الحكم ينعكس على مستوى خطابها الإعلامي، غير أنه ظل يتمحور حول أطروحتين مركزيتين تختزلان الرؤية الأيديولوجية للجماعة لكل من الدين والدولة؛ تتمثل الأولى في "سمو الدعوة وقدسـية الرسالة"، بينما تتجلى الثانية في "ترابط الدين والسـياسة"، مشيراً إلى أن أطروحة "سمو الدعوة وقدسـية الرسالة" أتاحت للجماعة تدبير علاقتها بالرأي العام الإسلامي بما يخدم تمددها في المجتمع واختراق مؤسساته، بوصفها خادمة للدين وراعية لمصالحه، وأنها تمثل تجديداً في ممارسة التدين بما يشكل نموذجاً يُحتذى به للأجيال المعاصـرة من المسلمين.

كما سمحت أطروحة "ترابط الدين والسـياسة" للجماعة بالدخول إلى السـياسة بواسطة الدين والتدخل في الدين بواسطة السـياسة، وهي أطروحة تأسست على جملة شعارات روّجتها الجماعة عبر أدواتها الإعلامية والاتصالية، مثل شعار "الإسلام هو الحل" الذي بات يعبر عن لازمة في خطاباتها الأيديولوجية.

وأفاد الكتاب السابع من موسوعة تريندز حول الإخوان المسلمين أن الجماعة منذ نشأتها وظفت وسائل الاتصال والإعلام التي كانت متاحة في ذلك الوقت، وعلى رأسها الصحافة الورقية، في نشـر أفكار الجماعة وتحقيق أهدافها في التعبئة والتحشـيد وكسب الرأي العام، ولتمكين الجماعة من التغلغل في المجتمع المصـري والمجتمعات العربية والإسلامية الأخرى، ولم تتأخر عن اللجوء إلى وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة والإعلام الرقمي وامتلاك أدواته ووسائله، حيث وجدت فيه أداة ناجعة تساعدها من جانب في كسـر احتكار الدول لهذا المجال ولنشـر أفكارها بصورة أسـرع في المجتمعات العربية، ووسـيلة مهمة للدفاع عن الجماعة وتحسـين صورتها بالترويج لنفسها بوصفها جماعة معتدلة تؤمن بالديمقراطية والحريات العامة من جانب آخر.

وأوضح الكتاب أن جماعة الإخوان المسلمين سخّرت الوسائل الممكنة كلها، ومن بينها وسائل الإعلام، بشقيه التقليدي والجديد، لضم أعضاء جدد وكسب تعاطف الرأي العام. مبيناً أن إعلام الإخوان تعامل مع المعارضة أو الخصوم بأساليب مختلفة، بعضها أحياناً ينطوي على التقليل من القدر أو الشأن أو حتى التسخيف في أحيان أخرى، ولجأ هذا الإعلام إلى أسلوب بث الشائعات بغرض التأثير في هؤلاء الخصوم، وقد أجاد الإخوان استخدام الإعلام في صناعة البطولة.
وأظهر الكتاب أن الخطاب الإعلامي للإخوان المسلمين لا ينفصل عن منظومة القيم الرئيسـية للجماعة التي تسعى إلى ترسـيخها بين المنتمين إليها، وخاصة قيم الولاء والسمع والطاعة، باعتبارها تشكل ركيزةً للحفاظ على البناء التنظيمي والإداري للجماعة، كما اتسم الخطاب الإعلامي للإخوان بالاعتماد غالباً على الشيوخ والدعاة وعلماء الدين وليس على الخبراء والمتخصصـين، وتقديم ذوي الثقة على أصحاب الخبرات والكفاءات، وأفرط في الاهتمام بالجوانب السـياسـية والصـراعات القائمة، وأهمل هموم الناس ومتابعة الجهات المعنية بها؛ وهذا من أهم أسباب تراجع شعبيته.

وأشار الكتاب إلى أن البراغماتية كانت سمة أساسـية من سمات إعلام الإخوان؛ إلا أنه ابتعد عن أخلاقيات العمل الإعلامي، وافتقد المصداقية، ودأب على بث بعض الأخبار المزيفة وتضخيم الأخبار وتهويلها، واستخدم لغة غير لائقة في مواجهة خصومه والمختلفين معه.
وذكر الكتاب أن مجموعة من المؤشـرات أبرزت عدم قدرة إعلام الإخوان بعد عام 2013 على الاستمرارية؛ ومنها: الصـراعات والانقسامات الداخلية التي انعكست عليه، وانتشار الفساد داخله كما في قناة "الشـرق"، وضعفه وعدم قدرته على مواجهة القنوات المصـرية المنافسة له، وتحوله إلى أداة في يد تركيا.

وخلص الكتاب إلى أن إعلام الإخوان المسلمين في هذه المرحلة يواجه أزمة حقيقية كبرى تضعه على طريق الاختفاء أو "الموت الإكلينيكي" بالنظر إلى مجموعة من العوامل؛ من بينها: فقدانه بيئته الأصلية التي كان يعمل فيها وهي البيئة المصـرية، وغياب التعاطف من قِبل الشعب المصـري، وخسارته الملاذ الذي وفرته تركيا له، وصعوبة إيجاد ملاذ آخر له، وتحوُّله إلى مجرد منصة ممولة بمال سـياسـي بهدف التشهير بالخصوم، بالإضافة إلى الخلافات الداخلية التي تعانيها الجماعة، وفشلها في تحقيق أهدافها.