الكلاب تقود ثورة في أبحاث سرطان البشر

الكلاب تقود ثورة في أبحاث سرطان البشر


كشفت أبحاث علمية حديثة أن دراسة الأورام السرطانية لدى الكلاب قد تساعد على تطوير علاجات أكثر فاعلية لمرض السرطان لدى البشر، نظراً للتشابه الكبير في كيفية نمو هذه الأورام لدى الفصيلتين. ويؤكد الباحثون أن الكلاب تصاب بأنواع مشابهة من السرطان، وتُظهر استجابة للعلاج بطريقة تتيح تقييم فاعلية الأدوية الجديدة في فترة زمنية أقصر؛ ما يسرّع انتقالها إلى التجارب السريرية على البشر.
وقال ماثيو بيرين، أخصائي الوراثة بجامعة ولاية نورث كارولينا، إن الكلاب تمثل نموذجًا مثاليًّا للاختبارات الدوائية، مشيرًا إلى أن دراسة استجاباتها للعلاج قد تعطي مؤشرات مبكرة حول فاعلية الأدوية لدى الإنسان.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، أجرت الباحثة إلينور كارلسون من جامعة "يو ماس تشان" تسلسلاً جينياً لأكثر من 15 ألف ورم بشري و400 ورم كلبي، وتوصلت إلى أن الطفرات الجينية المسؤولة عن المرض متشابهة لدى الطرفين، مثل الطفرات في الجين المثبط للسرطان PTEN، والجين المنظم لانقسام الخلايا NRAS.
كما أظهرت دراسة أجرتها شركة "فيدوكيور" على أكثر من ألف كلب مصاب بالسرطان، أن بعض الأدوية البشرية قد أسهمت في إطالة أعمار الكلاب، خاصة تلك التي تستهدف طفرات محددة.
وأشارت إيمي لوبلانك من المعهد الوطني الأمريكي للسرطان إلى أن هذه التجارب ساعدت على تطوير أدوية مناعية تم استخدامها لاحقًا على البشر، لعلاج سرطانات، مثل: سرطان المخ وسرطان خلايا البلازما. إلى ذلك، يعمل علماء على رسم خريطة جينية لفصائل كلاب معروفة بإصاباتها المرتفعة بالسرطان مثل "الغولدن ريتريفر" و"الليبرادور" و"الروتوايلر"، بهدف تحديد الجينات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة.
وفي تجربة أخرى، أجرى فريق من جامعة كولورادو بقيادة الطبيب دوجلاس ثام اختبارات على لقاح تجريبي ضد السرطان شملت أكثر من 800 كلب، بهدف تقليص مدة التجارب الدوائية إلى خمس سنوات، مع توقع إعلان النتائج النهائية بنهاية العام.
ويؤكد الباحثون أن هذه التجارب لا تقدم فقط فوائد علمية، بل تساعد أيضاً على تحسين جودة الرعاية الصحية للكلاب المشاركة؛ ما يعكس بعدًا إنسانيًّا في العمل البحثي.